محطات نيوز – اشار الرئيس العماد اميل لحود امام زواره الى “الاهمية المحورية لقانون انتخاب اعضاء مجلس النواب، ذلك انه القانون الذي يستولد كل السلطات، عملا بالمبدأ الوارد في مقدمة الدستور بأن الشعب هو صاحب السيادة ومصدر كل السلطات وانه يمارسها عبر المؤسسات الدستورية”.
ورأى ان “السلطة الاكثر التصاقا بالارادة الشعبية، انما هي مجلس النواب الذي يجب ان تتوافر فيه قواعد العيش المشترك. عندما كان مجلس النواب مكونا من كتلتين كبيرتين، الكتلة الدستورية والكتلة الكتلوية، وهما كتلتان تشملان مختلف اطياف الشعب اللبناني وفئاته وطوائفه، كان المجلس ميثاقيا بامتياز، وكانت الديموقراطية العددية والميثاقية متلازمة وسائدة، فكانت اكثرية حاكمة وكانت معارضة. الا ان الكارثة الحقيقية حصلت عام 1960، دون ان يكون الرئيس الراحل العماد فؤاد شهاب قد ساهم فيها بنية التشرذم او تجاوز الميثاق، ذلك ان نيته كانت منصرفة في حينه الى حسن التمثيل”.
واكد ان “قانون الستين، الذي اضحى فيما بعد قانون الدوحة، لم يحقق يوما الانصهار الوطني، بل التشرذم والتجذر الطائفي والانقسام والتقوقع والعجز، كما نشهد حاليا، عن استيلاد السلطات بصورة صحيحة، هذا فضلا عن تجاوز المناصفة الفعلية بين المسيحيين والمسلمين التي نصت عليها وثيقة الوفاق الوطني بهدف ان تذوب الطائفة في الوطن وليس العكس. يكفي ان نضع قانون الستين في ظروفه التاريخية كي نعي انه اتى بعد ثورات في العالم العربي، لم ينج منها لبنان، ليعبر عن خوف المسيحيين في حينه من اضمحلال خصوصيتهم في هذا الشرق، ولا عجبا إن اكتشفنا ان اعداء لبنان التقليديين او فلنقل اعداء الصيغة اللبنانية الطبيعيين قد ساهموا في وضع اسسه ونشر ثقافته وفلسفته وتعميم الصراع الطائفي على السلطة في لبنان”.
وقال: ان “المطلوب اليوم، قبل اي وقت مضى، ان نذهب معا الى قانون يحصن العيش المشترك ويؤمن التمثيل الصحيح لشتى فئات الشعب اللبناني، دون اسرهم في قوالب طوائفية تصبح مع الوقت قلاعا تتقاتل على الهيمنة، فتزول الديموقراطية وتنهار الوحدة الوطنية. ان عدالة التمثيل يأتي بها النظام النسبي، اما الوحدة الوطنية فيأتي بها اعتماد لبنان دائرة واحدة. ان قانون الستين كان سببا من أسباب الهجرة المسيحية المكثفة، على ما يبينه بعض الابحاث، لان المسيحي سعى الى هويته، بفعل تقسيم الدوائر طوائفيا، فخسرها بفعل العوامل الديموغرافية ولم يكسب هويته الوطنية والقومية”.
ودعا لحود، الى “اعتماد قانون انتخاب جديد لاعضاء مجلس النواب ينتج مجلسا قادرا على جبه مخاطر التجزئة والتقسيم التي تشهد المنطقة بعض فصلولها اليوم، فينجو لبنان من ازماته المزمنة، فيربح في السياسة، ويعزز بالتالي انتصاراته العسكرية على اعدائه، تلك الانتصارات التي سطرتها ثلاثية الشعب والجيش والمقاومة بصورة طبيعية وعفوية وحاسمة.