محطات نيوز – اعتبر وزير الاتصالات بطرس حرب أن زيارة البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي للأراضي المقدسة “شكلت فعل إيمان بالتشبث بأرض فلسطين، وتأكيدا لهويتها العربية، وكذلك فعل إيمان بالأرض التي ولد فيها السيد المسيح. فقد ذهب غبطته كرأس للكنيسة المارونية لتفقد أبناء رعيته المنتشرين في فلسطين، وأكد في كل كلماته حق الشعب الفلسطيني، وناشد سكان بعض القرى المهجرة البقاء في ارضهم والحفاظ على أملاكهم، كما صلى في كنائس هدمها الاحتلال. وهناك أكثر من 300 ألف عربي مسيحي ومسلم ودرزي في أراضي فلسطين 1948 يمنعون من العودة الى قراهم، فجاءت زيارة البطريرك ودعوته لهم للتمسك بأرضهم وهويتهم لتشكل دعما معنويا كبيرا لهم ولباقي عرب فلسطين. كما حمله أهالي كفربرعم والجليل رسالة الى الفاتيكان وعبره الى المجتمع الدولي لطرح قضيتهم وهو وعدهم بذلك”.
وأضاف حرب في تعليق له على الحملة التي سيقت ضد البطريرك: “تأكيدا لهذا التوجه، حرص غبطته على لقاء رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، وهو ما زاد مخاطر قيام سلطات الاحتلال الاسرائيلي بعمل ما لإحراجه او حتى التعرض له لأن زيارته شكلت عمليا تحديا لها. وقد اعتبر الرئيس عباس والقيادة الفلسطينية الزيارة دعما كبيرا لهم.
كما التقى البطريرك أهالي العائلات اللبنانية الذين اضطروا قسرا للجوء الى اسرائيل بفعل الاحداث الأليمة خلال سنوات الحرب، محاولا إعطاءهم الأمل بحل مشكلتهم التي هي أساسا من مسؤولية الدولة اللبنانية التي تقاعست عن ايجاد حل لخمسة آلاف لبناني لا ذنب لهم ولا يتحملون مضاعفات من تورط في العمالة، وهذا أمر في يد القضاء اللبناني، كما ان حل مسألة هؤلاء اللبنانيين هي في صلب “ورقة التفاهم” (الفقرة 6) الموقعة بين “التيار الوطني الحر” و”حزب الله”، فلماذا التخلي عنها الآن وطائفيا، ان المطلوب في هذه القضية العدالة وليس التوبة”.
وختم حرب: “لقد عرف غبطته بحكمته ومن موقعه أن يثمر زيارته في الاتجاه الرعوي والوطني السليم، وعاد سالما معافى الى لبنان. ومن هذا المنطلق نستغرب هذه الحملة المغرضة على البطريركية المارونية وسيد بكركي الذي يشهد له، كما لأسلافه، بمواقفه الوطنية وحرصه باستمرار على الوحدة الوطنية والوفاق بين جميع اللبنانيين. وهنا نتساءل عما إذا كان المقصود ايضا حرف الانظار عن ضرورة انتخاب رئيس جديد للجمهورية بأسرع وقت، وخلق شرخ جديد بين اللبنانيين؟ وإن أي اعتداء يستهدف البطريرك هو بمثابة استهداف للكنيسة وللمسيحيين عموما وهو ضد الموارنة بنوع خاص”.