محطات نيوز – اجرى وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل مع نظيره الالماني فرانك فالتر شتانماير جلسة محادثات سبقتها خلوة جمعت الوزيرين، وشارك في الجلسة الوفد المرافق للضيف الالماني وكبار موظفي وزارة الخارجية.
واعقب المحادثات مؤتمر صحفي مشترك بدأه الوزير باسيل بالقول: “لقد كنا مجبرين في الجلسة الاخيرة لمجلس الوزراء على تشكيل لجنة تعنى بوضع سياسة عاجلة ازاء ازمة النازحين”.
اضاف: “ان نصف القاطنين في لبنان ليسوا من اللبنانيين. ان الاقتصاد في لبنان يعاني ضغطا هائلا، حيث بلغت نسبة البطالة 40% كمعدل اجمالي و50% في مناطق معينة من لبنان.
وتابع باسيل:” لقد كنا مجبرين على خلق سياسة طوارىء رسمية من خلال
1 – وضع حد لموجة النزوح السوري الى لبنان.
2 – تقليص عدد النازحين الموجودين.
3 – العمل على عودة النازحين الى ديارهم.
4 – انشاء مخيمات داخل سوريا او على الحدود مع سوريا لمن لا يمكنهم العودة.
5 – ضمان عودة كل النازحين السوريين كما اللاجئين الفلسطينيين الذين نزحوا من سوريا الى لبنان.
وقال :”في ما يخص موضوع الارهاب فسرناالسياسة اللبنانية في مكافحة الارهاب الدولي في ضوء تداعيات الازمة السورية وناقشنا التهديد الذي يمثله الارهاب المنتشر في اوروبا، لا سيما في ضوء ازدياد عدد المقاتلين الاجانب الذين يأتون من دول يتعدى عددها 84 دولة للقتال في سوريا. كما تناولنا مواضيع عدة تتعلق بالتعاون واقتراحنا ان تستضيف المانيا من ضمن مجموعة الدعم الدولية للبنان مؤتمرا حول مساعدة المؤسسات اللبنانية، لا سيما في ظل الدور الذي تؤديه المانيا في قلب الاتحاد الاوروبي.
ونشكر المانيا لدعمها المتواصل عبر مؤسساتها الثقافية للبنان في مجال التربية، لا سيما لوزارة التربية. كما اثرنا مساهمة المانيا في مشاريع تتعلق بالبنى التحتية في لبنان وشددنا على اهمية حضور المانيا في مؤتمر دعم الجيش اللبناني الذي تستضيفه روما في 17 حزيران الجاري. كما ناقشنا التعاون بين وزارتي الخارجية في كلا البلدين وفي ما يتعلق بالوضع السياسي ان نظام لبنان السياسي يقوم على الديمقراطية التوافقية ونحن نهدف الى تحويله الى ديمقراطية المشاركة وتمهيد الارضية لمؤسسات دستورية قوية يرأسها في اسرع وقت رئيس الجمهورية، ونعمل جميعا على استقرار البلد ولسنا قلقين على الوضع الامني”.
من جهته قال شتانماير :”انا مسرور للغاية ان اكون مجددا في بيروت بعد لقائنا الاخير في برلين، وتيرة الزيارة المتقاربة خير دليل على مستوى الصداقة بين بلدينا”.
اضاف: “ان لبنان دولة فريدة من نوعها واذكر السنوات التي جرت فيها المجابهة بين حزب الله واسرائيل (بالاشارة الى حرب تموز) ومن ثم الفترة التي تمت فيها اعادة بناء لبنان. وآمل ان يعيش لبنان مرحلة طويلة دون مشاكل تؤثر عليه من الخارج.
ان زيارتي اليوم تأتي في مرحلة صعبة تطال المنطقة، ولبنان استطاع ان يتحاشى الدمار واليوم بعدما شكلتم حكومة جديدة انتم بصدد انتخاب رئيس.
نعي ان الحرب الدائرة في سوريا تشكل تعديا كبيرا جدا وان ثمة افواجا من اللاجئين تعبر الحدود الى لبنان وهم يتأملون ايجاد الامن والغذاء والتعليم، كل هذه التحديات تشكل اعباء كبيرة على لبنان، والمانيا مستعدة لدعم اللاجئين السوريين في لبنان وتحدثنا اليوم عن الامكانيات المتاحة لمساعدة لبنان عن طريق تشجيع المؤسسات الدولية او صناديق الائتمان من اجل دعم المؤسسات اللبنانية لتحظى باستقرار اكثر.
اننا في المانيا وعلى مدى الاعوام الثلاثة الماضية، حيث كانت اعداد النازحين على تنام قدمنا مساعدات بقيمة 100 مليون يورو، واتفقنا على زيادتها 500 مليون اضافية. ونحن مستعدون لاستقبال ثلاثين الف لاجىء وهذا عدد قليل جدا نسبة للاعداد في الاردن ولبنان وتركيا، ونشجع دولا اخرى على استضافة لاجئين سوريين.
واكد شتانماير “ان المجتمع السياسي الالماني والشعب في المانيا يكنان للبنان كل الاحترام لتحمله استضافة هذا العدد، واتطلع الى تعميق النقاش معكم خلال مأدبة العشاء”.
وردا على سؤال قال شتانماير “ان المجتمع الدولي حاول على مدى العامين الماضيين ان يبحث عن حل سياسي للازمة في سوريا دون جدوى والمسؤولية تقع على من هم في سوريا الذين يرغبون في الا يحل السلام في بلدهم. المهم ان يتواصل العمل من اجل التوصل الى السلام. يجب علينا ان نبحث عن شخص جديد يخلف الابراهيمي وعلينا ايجاد توجه جديد لمقاربة الازمة”.
من جانبه قال باسيل “ان لبنان يحاول ان يحيد نفسه عن الازمة السورية وفتح ابواب لاستقبال النازحين من سوريا، لكن النزوح مرتبط بقدرة الدولة على التعداد اكثر من ارتباطها بالاحداث الجارية على الحدود الدولية. وليس بامكان لبنان انتظار الحل السياسي في سوريا ليغير سياسة الابواب المفتوحة، انما عليه اتخاذ الخطوات المطلوبة لكي لا ينهار لبنان عند تضاعف عدد النازحين.
ان انهيار لبنان حتمي ولن يكون دون اثر كبير على المنطقة واوروبا، واؤكد ان تأثيرات الازمة السورية على اوروبا والمانيا اكبر من تأثيرات الازمة الاوكرانية عليهما.
وردا على سؤال حول اقامة مخيمات آمنة على الحدود او داخل سوريا قال شتانماير: “ناقشنا هذا الموضوع بامعان ولا يمكن اتخاذ مثل هذا القرار من دون بحث مسألة ضمان امن مثل هذه المخيمات، ولا ارى امكانية حاليا لاقامة مثل هذه المخيمات في اجواء آمنة”.
وبالنسبة لتمويل الانشطة من خلال الصناديق والمؤسسات الدولية قال” “ان المانيا تقدم الدعم وتدعم اللاجئين في لبنان ولا تتملص من مسؤولياتها في هذا المجال وقلنا بصراحة ان ثمة امكانية لعقد مؤتمر دولي لانشاء صناديق ائتمانية لدعم المؤسسات العامة في لبنان، والمانيا قادرة على تنظيمه وسنرى مدى رغبة الآخرين في المشاركة ومدى الاهتمام الدولي به.
وختم “ان المانيا تسرع في معاملات استقبال اللاجئين وستستقبل ثلاثين الف لاجىء سوري وقد يساهم ذلك بتخفيف الضغط على لبنان”.
