بلدي… بلد العجائب

 

لا تستغرب ولا تحتار، كيف أن بداخل كل الناس في لبنان حرب شرسة بين العقل والقلب… قتال واقتتال واتهام بعضهم البعض لاسباب مرت على الوطن من حرب وويلات والمواطن اللبناني هو الذي يدفع الثمن. رغم أن الفائز مهزوم والمتقاتلين لا يعلمون بفن الخطط الحربية.

شعب تنامى في بلد لا كهرباء فيه، ولامياه، ومن دون دواء، بلا مدارس ولا جامعات، بلا قضاء ولا أموال، بلاضمان، ولا مستشفيات، بلا قمح ولا مشتقاته.. الخبز إلى النفاذ والسوق السوداء شهيتها مفتوحة، وحتى بلا أمن ولا امان… الفقر في ارتفاع واعداد العاطلين عن العمل في تزايد، لحد البطالة في كل الإتجاهات. وكي لا ننسى انفجار مرفأ بيروت والشهداء الذين سقطوا ولا يعلمون كيف ارتقوا وبحساب من استشهدوا!

• والسؤال الذي يسأل، الى متى يجب أن نتحمل ونعاني مما نحن فيه، من بعض الوجوه الفاسدة، والذين يصرون بحقارة أن نتذكر أفعالهم وممارساتهم البغيضة… رغم اننا نرفض عبارة “كلن يعني كلن” لأنهم لم يكونوا جميعهم فاسدين، وفي المقابل هناك من ثار وانتفض، وفي نفسيته وتربيته فاسد وفي أفعاله وتحركاته فاسد بإمتياز…
الفيلسوف ألبير كامو قال: لكي نتحمل كثيراً… يجب أن لا نتذكر كثيراً.
وقال أيضا، كل ما حولي كذب ورياء، أما أنا فأريد أن أجبرهم على العيش بصدق وشرف، وأملك لذلك الوسائل الكافية… إنهم لايتمتعون بحياتهم، وأعلم أن الذي ينقصهم هو المعرفة وينقصهم المعلّم الذي يعي ما يتحدث به.
وهنا نرى أيضا، ان هذا الفيلسوف كان يعلم بالغيب وفي تركيبة بعض السياسيين في لبنان، حيث وصفهم بكلماته هذه…

نعم لقد تعرفنا على بعض من فاز في الإنتخابات النيابية، ورأينا في البعض منهم بأنه لا يليق بهم الفوز! وهم بالتالي خير مثال على ذلك المنبطح الذي قالوا له:
رأيناك تمدح الرئيس وتقبل يده، واليوم نراك تمدح الرئيس الجديد الذي إنقلب عليه… وتقبل يده أيضاً…!
فما الذي غيّر موقفك؟
فأجاب مستغرباً من السؤال !!
أنا لم أتغير… الرئيس هو الذي تغير !!!

وهذا هو الفرق بين المير طلال ارسلان وغيره، لأنه حامل ضمير حيّ، وسمعته تقاس بصدقه وإحترامه لشعبه، بأدائه والتزاماته وواجباته.

لن نستغرب ونحتار ونسأل من خان المير في الانتخابات النيابية، لا شك انه معروف وغدّار، والغادر لا توصيف له إلّا ما تحمله هذه الصفة من إذلال وإدانة. وكم يجب على هذا الخائن لو يبادر إلى وعي ذنبه، أن يشعر بالخزي والعار، وبإختصار شديد، هكذا بعضهم!

ختاماً، أدعو ما تبقى من شرفاء في هذا الوطن ان يصنعوا الفرص ولا ينتظروها! لأنه يا أحبائي قد يخلق من ضهر العالم فاسد… كما أن النجيب لا يجلب بالضرورة نجيباً.
وللبقية تتمة…

حاطوم مفيد حاطوم
كاتب لبناني

 

اضف رد

إضغط هنا

أحدث المقالات