افتتاح مؤتمر ومعرض فوتوغرافي احياء للحرب اللبنانية والكلمات دعت الى الاتعاظ منها لئلا يتبدد حلم الوطن
نشرت بواسطة: Imad Jambeih
في الأخبار, متفرقات
الأربعاء, 28 أبريل 2021, 15:37
21 زيارة
محطات نيوز – افتتح المركز الدولي لعلوم الانسان – اليونيسكو، في قاعة المحاضرات في جبيل، مؤتمرا ومعرضا للتصوير الفوتوغرافي، بعنوان “حرب لبنان 1975- 1990 – ذكرى وعبر”، بتمويل من مؤسسة “هانس سايدل” الالمانية، احياء لذكرى الحرب اللبنانية، بمشاركة مديرة المركز الدكتورة دارينا صليبا ابي شديد ورئيسة المعهد الالماني للابحاث الشرقية البروفسورة برجيت شيبلر، وعبر تطبيق “ZOOM” مداخلة للممثل المقيم ل”هانس سايدل” كريستوف ديوارتس بحضور مهتمين.
صليبا
استهل المؤتمر بالنشيد الوطني، ثم تحدثت الدكتورة صليبا ابي راشد، فسألت: “هل كانت حرب أهلية أم حرب الآخرين على أرضنا؟”، وأكدت أن “العنف هو هو، قتلى وجرحى، مخطوفون ومفقودون، أرامل ويتامى، معوقون، دمار، انهيار اجتماعي وأخلاقي، الانسانية تنوء وبيروت ومدن لبنان ثكلى تلملم الأشلاء. أعتذر لقساوة الصورة لكنها صادقة وصحيحة، فمعظم المنازل اتشحت بالسواد على من قتل وهو يواجه ومن قتل قنصا أو غدرا، أو في زمن الطائفية البغيضة، التي أسقطت علينا ونتمنى الشفاء منها”، واعلنت أن “كل هذه الآلام والخيبات سيتم تفنيدها في نشاطنا اليوم من كل الأبواب ووجهات النظر، وجهات نظر مجتمعات تحتكر الأبطال في بيئتها وتخون وتجرم الآخر”.
وقالت: “تعددت الأسباب والكل يبحث عن مبرر، فكان الدفاع عن الوجود لدى البعض، بينما البعض الآخر يبحث عن وطن بديل، فيما سعى آخرون الى تحصيل حقوق ومكاسب سياسية. فأماني البعض وأحلامهم كانت كوابيس للآخرين”.
وتطرقت الى “تخوفات عاشتها وهواجس تؤرق خوفا على وطن وأولاد، واحتراما لمن سبق واستشهد لقضية”، وقالت: “هذه التخوفات اعتبروها وصايا ممن خبر بعضا من ويلات الحرب وقرأ كثيرا عن مآسيها وأصغى لحسرات ودموع. فأبناء هذا الوطن، وعبر التاريخ، تربوا على ترانيم الكرامة وحرية الأوطان”.
وتوجهت الى اللبنانيين قائلة: “يا أبناء موطني تشبثوا بهذا الإرث الجميل، لكن حذار حروب الآخرين، تذكروا قانون إيمانكم بهذا اللبنان الوطن النهائي لجميع أبنائه، ولا تصغوا الى من يوقظ فتنة على ايقاعات خارجية أو طائفية، أو فئوية أو حتى مذهبية، مصيركم هنا، ميراثكم هنا، كرامة اطفالكم وراحتهم هنا، فتجنبوا تحريض البعض وحقده. مصطلحات كثيرة وشعارات تكررت في يومياتنا، وليتنا نستطيع محوها من ذاكرتنا”.
وإذ سألت: “هل تعرفون عدد القتلى في الحرب التي يقال أنها بدأت فعليا في 13 نيسان 1975، وانتهت في تشرين الأول 1990؟”، أوضحت: “لقد تركت وراءها أكثر من 150 ألف قتيل و17 ألف مفقود أو مخطوف عدا عن الجرحى والدمار”، وقالت: “تحاوروا تناقشوا وانبذوا الشر والحرب. فالإنسانية والحوار هما ميزة البشر، فمارسوا إنسانيتكم. ففي كل حرب سنكون جميعا حفنة خاسرين، خاسرين لأحباء، لأرزاق، لقيم ولراحة، خاسرين للاستقرار والاقتصاد، إن كنتم أبطالا تأكدوا أن الأبطال يموتون ويخسرون لأن الجبناء بكل بساطة يهربون. فأيها الأبطال تجنبوا الحرب، فكل حرب وإن خمدت ستغذي أحقادا وتوقظ نيران حروب أخرى، فإما أن نرتدع ونأخذ العبر وإما أن نتحمل النتائج فيتبدد حلم الوطن”.
وختمت: “لبنان وطن نهائي لكل أبنائه، هذا ميثاقكم، فاعملوا على أساس هذا الميثاق ومارسوا لبنانيتكم بحضارتها وثقافتها وكونوا دعاة حق وسلام، فأنتم قيمون على بلاد الحرف وأم الشرائع. أصغوا جيدا الى شهادات من خاضوا الحرب وإلى انسانية من ساعد وفكر كل باحث وسلام على من أحب السلام”.
شيبلر
واشارت البروفسورة شيبلر الى ان “موضوع هذا المؤتمر مهم، لان الذاكرة تشكل عاملا مهما في علم التاريخ بشكل عام وهي عامل اكثر من اساسي في تاريخ امة مزقتها الحرب الاهلية”، وقالت: “جئت الى بيروت للمرة الاولى بعد الحرب عام 1991 وسكنت في منطقة الحمرا، وشهدت نتائج الحرب بأم عيني من خلال الجولات التي قمت بها في ارجاء هذا المكان، ويعتبر الالمان من بين مؤسسي علم التاريخ المعاصر في القرن التاسع عشر باعتباره اختصاصا اكاديميا وخصوصا ان للالمان ماض شائك وعنيف في بلدهم، حيث سفكت دماء المانية على يد الالمان انفسهم، لذا كان لا بد من التصالح مع موضوع الذاكرة، وهو ما جعلها امرا مهما بالنسبة لنا. وها نحن اليوم نعمل على تعلم كيفية تذكر ماض حزين كهذا وكذلك ان نكتب ونتحدث عنه”، معربة عن سرورها “لمشاركة مؤسسة المانية وهي “هانس سايدل” في تمويل هذا المؤتمر”.
وقالت: “انا بروفسورة في تاريخ الشرق الاوسط في المانيا، درست التاريخ والاستشراق، وانا الان مديرة المعهد الالماني للابحاث الشرقية في بيروت، والمعهد الالماني للابحاث الشرقية هو معهد ابحاث اكاديمي مستقل، يجري ابحاثا متعددة التخصصات حول العالم العربي ومنطقة غرب آسيا وشمال افريقيا بشكل عام. ويتألف مجتمعه البحثي من شركاء من جميع انحاء العالم، يمثلون التخصصات الرئيسية في العلوم الانسانية والاجتماعية، بما في ذلك الدراسات الاسلامية والعربية والتاريخ والانثروبولوجيا في الشرق الاوسط، كذلك علم الاجتماع والعلوم السياسية”.
وبعد مداخلة لديوارتس واستراحة قصيرة، بدأت جلسات الحوار وتستمر حتى يوم غد.
2021-04-28