مركز الحوار العالمي نظم لقاء الخبراء التشاوري لمكافحة خطاب الكراهية

 محطات نيوز – نظم مركز الملك عبدالله بن عبد العزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات، “اللقاء التشاوري في شأن مكافحة خطاب الكراهية”، بالتعاون بين مختلف مؤسسات القيم الدينية والمنظمات المعنية، والمجلس الأوروبي للقادة الدينيين، ومنظمة “أديان من أجل السلام في أوروبا”، ومكتب المؤسسات الديموقراطية وحقوق الإنسان التابع لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا “من أجل استكشاف مسارات مكافحة خطاب الكراهية وجهودها في أوروبا، التي تحدث تأثيرا وقابلة للتطوير مستقبلا عبر تعزيز الروابط بين الجهات الفاعلة الدينية والسياسية والمجتمع المدني”.
بن معمر
افتتح الأمين العام للمركز فيصل بن معمر اللقاء بكلمة رحَّب فيها ـ”بالشركاء المنظمين والمشاركين في فعالياته”، معربا عن سعادته لوجوده معهم “ليشهد هذا التنوع المؤسسي والديني والجغرافي الذي يمثلونه في هذا اللقاء، مشيرًا إلى حقيقة تنامي خطاب الكراهية في جميع أنحاء العالم عموما وأوروبا خصوصا”.
وقال: “لا يخفى على أحد أثر خطاب الكراهية، سواء على شبكة الإنترنت أم خارجها، في تفاقم التوترات العرقية والمجتمعية، وتقويض التماسك الاجتماعي”، لافتا لخطورة هذه الآفة التي تسهم في التحريض على التمييز، وما يمكن أن تؤديه، في أسوء الحالات، إلى التحريض على العنف وارتكاب جرائم الكراهية، بعدما شهدنا جميعا التنامي المثير للقلق للحركات الشعبوية والأفراد، الذين يستخدمون خطاب الكراهية لنشر الخوف من المهاجرين واللاجئين والمكونات المهمشة”، مشددا على أن “خطاب الكراهية يولد من صلب عداوتنا لأناس مجهولين”، مشيرا إلى “تداعيات جائحة كوفيد-19، التي كان لها تأثير أشد، بعد الارتفاع المتزايد لخطاب الكراهية عبر الإنترنت أثناء الجائحة مما يعطي مؤشرا سلبيا وتحذيرا شديد اللهجة من احتمال أن يشهد العالم زيادة في جرائم الكراهية بمجرد رفع القيود”.
وأكد “أهمية التعويل على أدوار القادة والمؤسسات الدينية والإنسانية متعددة الجنسيات، التي تنحاز الى حقيقة الإيمان بالكرامة الفطرية للإنسان، وبالقيمة الفطرية للفرد”، وقال “ان الفكرة التي اريد ايصالها هي ان للناس الحق في احترامهم وتقديرهم، من دون النظر الى دينهم وجنسهم وهويتهم، وماهيتهم, وتلك حقائق ثابتة وراسخة، والتي يستهدفها خطاب الكراهية وجرائمه بالعمل على زعزعتها ونسفها”.
وتابع: “نحن في مركز الحوار العالمي، مقتنعون تماما بالدور الكبير للحوار بين أتباع الأديان والقادة الدينيين في مكافحة خطاب الكراهية، إذ إن الحوار بين أتباع الأديان عامل حاسم في منع الظروف المواتية لنشر خطاب الكراهية”، داعيا إلى “تعزيز بيئة مؤاتية للتنوع والتعددية والتعايش والعيش في ظل المواطنة المشتركة، ونشر الحوار بين أتباع الأديان والثقافات، على المستويات كافة”.
وعرض “أفضل الممارسات والأعمال التي أنجزها مركز الحوار العالمي وأضافها في مجال مكافحة خطاب الكراهية، منها: تدريب المؤسسات الدينية على استخدام وسائل التواصل الاجتماعي لتحديد خطاب الكراهية ومكافحته، ونشر الروايات المضادة باستخدام الحوار بين أتباع الأديان والثقافات (برنامج المنطقة العربية: وسائل التواصل الاجتماعي مساحة للحوار)؛ وكذلك إقامة ورش عمل للشباب العراقي لمناقشة الصور النمطية وخطاب الكراهية وتعريف المشاركين على مجموعات دينية أخرى”.
وأضاف: “تهدف هذه المبادرة التي يديرها فريق متنوع دينيا مكون من 6 عراقيين، إلى تعزيز التوعية لدى الفئات الدينية المهمشة في البلاد، ولقد جمعت المبادرة حتى الآن أكثر من 40 شخص شاركوا في جلسات شخصية مختلفة في كل من نينوى وألقوش وشيخان ودهوك (برنامج المنطقة العربية: مجموعة التنوع العراقية)، بالإضافة إلى تدريب أكثر من 400 صحافي يعملون في الإذاعة والتلفزيون ووسائل الإعلام المطبوعة في العاصمة بانغي وعشرات المدن الأخرى في جميع أنحاء البلاد، على مكافحة خطاب الكراهية وعلى مهارة إعداد التقارير المراعية لظروف النزاعات في جمهورية أفريقيا الوسطى (برنامج جمهورية أفريقيا الوسطى: شبكة صحافيي السلام)، فضلا عن دعم مجموعات على موقع التواصل الاجتماعي “فايسبوك” تحت إدارة وتنسيق وسطاء دربهم خبراء من مركز الحوار العالمي، بهدف نشر محتوى عن التعايش بين أتباع الأديان والسلام ومكافحة روايات الكراهية السائدة حول مكونات المجتمع الأخرى (برنامج ميانمار)، بالإضافة إلى صوغ خطة عمل للقيادات الدينية في شأن مكافحة التحريض على العنف الذي قد يؤدي إلى ارتكاب جرائم وحشية: شراكة بين المركز ومكتب الأمم المتحدة المعني بمنع الإبادة الجماعية ومسؤولية الحماية”.
وشكر بن معمر، في ختام كلمته، “الشركاء المنظمين للقاء: المجلس الأوروبي للقيادات الدينية، و”منظمة أديان من أجل السلام في أوروبا”، الذي وافق على التعاون مع المركز في مشروعه القائم على تمكين القادة الدينيين وتعزيز دورهم في مكافحة خطاب الكراهية، ومكتب المؤسسات الديموقراطية وحقوق الإنسان التابع لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا لدعمه السخي لهذا الحدث”.

اضف رد

إضغط هنا

أحدث المقالات