من يقرع الجرس ويصارح الشعب بالحقيقة – عضو المكتب السياسي لجبهة النضال الشعبي الفلسطيني – جمال خليل “أبو أحمد”
نشرت بواسطة: Imad Jambeih
في أقلام وآراء
الإثنين, 19 أكتوبر 2020, 16:39
99 زيارة
محطات نيوز – قصة من التراث الواجب دوماً تردادها واكيد هناك الكثير غيرها، يحكى ان رجل فاضل شعر ان اجله شارف فجمع بنيه وطلب من احدهم ان يجلب عدد من اعواد القصب وتناول من الحزمة عود وكسره بسهولة وجرب الثاني وكسره ثم تناول حزمة وحاول جاهداً فلم تنكسر، فكانت مقولته: ان تفرقّتم يسهل كسركم وتدميركم وان اجتمعتم وتجمّعتم لن يقوى احد على النيل منكم أحد… ومشابه لوضع هذه العائلة، وضعنا العام ان كان على الصعيد الفلسطيني او العربي فشعار (فرق تسد) يحقق نجاحات ويسمح للاحتلال بالتسيد براحة ودون منغصات ويسمح للاستعمار الحديث بالامساك في كافة مفاصل حياة مجتمعاتنا العربية.
وهذا حالنا اليوم نهدر الايام والشهور والسنين بحوارات سفسطائيه ونختلف (على جنس الملائكة) ونضيّع الليالي بجدل، أيهما جاء أولاً.. البيضة أم الدجاجة؟.
ويتعمق التباعد وينسى أولى الامر بان كل يوم تشرق الشمس ودورة الحياة تسير ولها متطلباتها، ونحن نراوح في اماكننا والعدو والخصوم يمارسون ابشع انواع القمع والأقتلاع والاحتلال وغسل العقول لتغيير اتجاه البوصلة.
انها اللحظه المناسبه للوحدة، وحدة ادوات المواجهة للمشروع الصهيوني، وكيل الضربات للاحتلال ومراكمة انجازات لإنهاك العدو وجعله يدفع ثمن احتلاله وخاصة في فترة يظهر بها التصدع في بنية الاحتلال الظاهرة بوضوح في حجم واستمرار التظاهرات المطالبة برحيل نتنياهو وفي يوم زيارة الوفد الصهيوني الامريكي الى البحرين يخرج في الاراضي المحتلة عام 1948 ثلاث تظاهرات مركزية ضمت ما يقارب مئتي الف متظاهر والف ومئتين نقطة تظاهر في عموم الاراضي المحتلة وعشرة تظاهرات في عواصم عالمية. وهذا يدل على حجم المأزق الذي يعيشه المجتمع الصهيوني (وللاسف لم تغطي هذا الحدث البارز اية وسيلة اعلاميه عربية).
بوضوح مجتمع مأزوم يعيش تناقضات وصراعات وجب العمل على تعميقها وفي اي مجتمع تحقق قيادته انجازات وفي الواقع حقق نتنياهو اختراقات واسعة بخرق جدار النظام العربي الرسمي بما سمي (التطبيع) وسبقها اخلاء مقعد سوريا من شاغله الشرعي في مجلس جامعة الدول العربية التي على ما ظهر كان مقدمه للتحلل من قرارات الجامعة وابرزها نسف وقلب اولويات مبادرة السلام العربية التي اقرت في قمتها التي عقدت في بيروت العام 2002
والتحلل من قرار ينص على مقاطعة كل دولة تنقل سفارتها الى القدس المحتلة.
ان اولى رافعة لاستعادة زخم المواجهة هو استعادة وحدة الصف الفلسطيني حيث يستعيد الحاضنة الشعبية العربية ورص الصفوف للمواجهة ورفع الصوت والممارسة للجم الإنحدار نحو هاوية التطبيع.
الوقت مهم وكل يوم تشرق الشمس ولن يتوقف الزمن، التسويف والتريث والتطويل واستمرار الجدل اللا مجدي، وتضييع لوقت ثمين نحن نراكم الخسائر والعدو يصادر ويقضم ويقيم المزيد من المستوطنات ويكسب مع الحكام ميادين جديدة.
الحصان قبل العربة
الوحدة الفلسطينيه مهمة وعاجلة وحجر الاساس في مواجهة صفقة القرن والمشاريع الامريكية ومشروع الاحتلال الصهيوني.
لم يعد مستساغ التأخير ولن يفهم التأجيل، والشعب الفلسطيني يريد الحقيقة والمصارحة ومعرفة من يضع العصي في دواليب الوحدة، وبلا شك فيه أن شعبنا الفلسطيني يريد استعادة الذات وتواصل الوطن ومواطنيه وشتاته.
حتما” الاحتلال هو جذر المشكلة وهو اساس البلاء ولكن بقاء الحال كما هو… تكريس للأحتلال وتسهيل لمطامعه. كل البيانات والمعاتبات وتحميل الآخر مسؤولية التأخير بتجسيد الوحدة لا يحرر أسير ولا يطعم طفل ولا يداوي شيخ ولا يعلّم جيل ولا يبني وطن.
من يقرع الجرس ويصارح الشعب الفلسطيني بالحقيقة ؟؟؟؟؟؟
2020-10-19