عون لا يحبذ عودة الحريري… والاخير امام عقبتين محليتين وعقبتين خارجيتين

رادار نيوز-

رأت مصادر ديبلوماسية ان لبنان دخل في مرحلة جمود سياسي بفعل الانتخابات الرئاسية الاميركية التي ترخي بظلالها على المسار المحلي. ذلك ان تسمية سعد الحريري غدا ليكون الرئيس المكلف ليس محسوما بما ان المفاوضات التي قام بها لم تذلل العقبات فضلا عن ان مواقف الاحزاب المعلنة باستثناء تيار المردة لم تؤيد الحريري في مبادرته. ولكن في الوقت ذاته يبقى احتمال كبير ان تسمي الكتل النيابية سعد الحريري انما ما هو مؤكد ان تشكيل الحكومة سيتم في مرحلة لاحقة وليس بالسهولة التي يعتقدها الحريري.

من جانبها، كشفت مصادر بارزة في 8 آذار لـ«الديار» ان الرئيس عون لا يحبذ ان يترأس سعد الحريري الحكومة المرتقبة ويرغب ان يكون جواد عدرا او فؤاد المخزومي المرشحان لرئاسة مجلس الوزراء. وبالتالي، لفتت هذه المصادر الى ان الحريري لم يتمكن من الحصول على تأييد مسيحي له. واضافت الى ان المفاوضات بين الحريري والثنائي الشيعي لم تصل الى نتيجة حيث لا يزال سعد الحريري متسمك بتسمية الوزراء رافضا اعطاء الثنائي الشيعي الحق في تسمية وزرائه وعليه تبقى هذه العقدة عقبة امام تأليف الحكومة.

واشارت المصادر في 8 اذار ان المبادرة الفرنسية لم تتطرق الى حكومة اختصاصيين ولم تحدد عدد الوزراء بـ14 وزير لا بل قال الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون انه يدعم حكومة توافق وطني. اضف الى ذلك، اعتبرت هذه المصادر ان الحريري لا يحق له القيام بامتحان للاحزاب والكتل النيابية اذا كانت موافقة على المبادرة الفرنسية ام لا.

في النطاق ذاته، كشفت مصادر ديبلوماسية رفيعة المستوى لـ«الديار» ان الرئيس سعد الحريري يصطدم بعقبتين محليتين وعقبتين خارجيتين. وقالت ان العقبة الداخلية الاولى هي ان الثنائي الشيعي لن يتنازل ابدا عن السقف الذي وضعه لناحية تسمية وزرائه اضافة الى التمسك بحقيبة وزارة المالية. وعللت ذلك انطلاقا من ان الثنائي الشيعي يعتبر انه غير مضطر الى الذهاب لتشكيل حكومة في لحظة تحولات خارجية دون ان يكون ممسكا بمفاصل السلطة داخل هذه الحكومة المرتقبة. وهنا رأت الاوساط السياسية ان الثنائي الشيعي وتحديدا حزب الله يرى ان تسمية وزرائه تعطيه حق الفيتو الشيعي لتعطيل الحكومة اذا اتخذت قرارات لا تتناسب مع تطلعاته خاصة ان المرحلة الحالية دقيقة وخطيرة في المنطقة. ولفتت الى ان العقبة المحلية الثانية هي موقف الوزير جبران باسيل الرافض لترؤس الرئيس سعد الحريري حكومة اختصاصيين. واضافت هذه الاوساط السياسية الى انه في حال تشكلت حكومة من غير اختصاصيين فالوزير باسيل يريد شراكة سياسية مع الحريري في الحكومة. وفي هذا المجال تساءلت هذه الاوساط: ما الذي تبدل لكي يطرح سعد الحريري مبادرته اليوم؟ وهنا اعتبرت ان الحريري من الواضح انه راهن على عاملين وهما ترسيم الحدود البحرية ووضع القوى السياسية تقف وظهرها على الحائط وليس امامها خيارات. وفي التفاصيل، اوضحت الاوساط السياسية لـ«الديار» ان الحريري يعتقد ان ترسيم الحدود سيؤدي الى تليين الموقف الاميركي تجاه لبنان فضلا عن ان القوى السياسية في موقع ضعف وبالتالي ستكون مضطرة ان تضع الماء في نبيذها من اجل ان تقدم تسهيلات امام تشكيل الحكومة. وعلى هذا الاساس، اعتبر الحريري ان الحكومة التي سيشكلها ستكون لفترة زمنية محددة وهي ستة اشهر وعليه يؤمن الحريري انه لا داعي الى التصعيد من قبل القوى السياسية اللبنانية.

اما عن العقبتين الخارجيتين، اشارت الاوساط السياسية للديار ان العقبة الاولى هي ان المملكة العربية السعودية ليست في وارد التسهيل والتغطية لتأليف حكومة بقيادة الحريري الامر الذي اعتاد عليه الاخير. اما العقبة الثانية الخارجية، فقد اعتبرت هذه الاوساط ان الولايات المتحدة تميز بين مفاوضات ترسيم الحدود وبين المسار الحكومي حيث انها ليست في وارد المقايضة في هذا النطاق.

وتابعت الاوساط السياسية ان هذه الاجواء السياسية السائدة تشير الى انه لا يوجد اي تطور سياسي وهذا سيضع الرئيس سعد الحريري امام خيارين. الخيار الاول وهو تأجيل الاستشارات النيابية اما الخيار الثاني اعتذار الحريري عن عدم اكمال مشاوراته في تشكيل الحكومة علما اذا كانت حكومة غير اختصاصيين فلن يحصل لبنان على مساعدات مالية هو بأمس الحاجة اليها.

اضف رد

إضغط هنا

أحدث المقالات