بداية خروج لبنان من الأزمة الإقتصادية بمفاعيل نترات الأومونيوم.. – درويش حشوش

محطات نيوز – يقال في أروقة السياسة أنه لا بد من إحداث زلزال قوي من أجل تغيير الوجه السياسي أو الإجتماعي لأي بلد كان في العالم…

ويقال أيضاً، إن أكثر أنواع القراءات تشويقاً لعلّها قراءة الماضي، لما يكشفه من حقائق ولو مع مفعول رجعي. كما لو إن الحقائق التي تكشف كانت كتبت في وقتها، لرأى المراقب أو المتلقي الأمور جلياً، وكشفت له المبهمات وأوضحت له المعتمات.

في العام 1982 عمدت إسرائيل إلى محاولة إغتيال سفيرها في لندن متهمة المنظمات الفلسطينية بتنفيذها حيث اجتاحت لبنان وأخرجت تلك المنظمات من لبنان وساعدت القوى الانعزالية آنذاك في السيطرة على لبنان والعمل على تغيير الوجه السياسي للبلاد..

وفي العام 1992 أبلغت سفيرة الولايات المتحدة الأميركية صدام حسين أن اجتياح الكويت من قبل العراق مسألة عربية داخلية… لتعود وتتدخل بقوة مع بعض دول الخليج من أجل اقصاء العراق والسيطرة على النفط الخليجي..

وأيضاً، في العام 2003 كان الغزو الأميركي والبريطاني للعراق، وإنضمام عشرين دولة إضافة لقوى المعارضة العراقية، بمبررات واهية ونتائج كارثية… بذريعة امتلاك العراق أسلحة دمار شامل. مما أدّى لإسقاط نظام صدّام حسين، وخسائر بشرية وخسائر مادية، لتغيير الوجه السياسي والإقتصادي للعراق بعد هجمات 11 أيلول/سبتمبر 2001، المدبرة والتي اتخذتها ذريعة للسيطرة على مقدراته..

وفي العام 2005 كان لا بد مجددا من حصول زلزال كبير كي يتغير وجه لبنان السياسي.. فكان اغتيال الرئيس رفيق الحريري المفتاح لهذا التغيير..

في اواخر العام 2019 اتخذت اميركا قراراً بتشديد الضغط الاقتصادي والمالي على لبنان ومنعت المساعدات عنه وعملت على تخفيض الليرة اللبنانية الى ادنى مستوى ما أدى الى إغلاق أبواب بعض الشركات وموت الطبقة الوسطى في ظل ارتفاع نسبة البطالة وتفشي الفقر بشكل غير مسبوق.

وأمّا الهدف من هذا الحصار الاقتصادي كان تحقيق ما يلي:

– الضغط على حزب الله بشكل مباشر.

– العمل على فصل بيئة المقاومة عن حزب الله.

– إغراق البلاد في فوضى اقتصادية واجتماعية..

غير أن النتيجة كانت عكس ما كان مخطط له، حيث تأثر بهذا الحصار جميع الأطياف اللبنانية، ما عدا حزب الله الذي عمد الى توفير المتطلبات الضرورية في مناطق نفوذه، لا بل دعا الى التوجه شرقاً من أجل كسر الحصار المفروض على لبنان.. وهنا كان لا بد من الغاء هذا الحصار دون المس بهيبة الولايات المتحدة الاميركية ومحاولة تغيير وجه لبنان السياسي مجددا عن طريق احداث زلزال مماثل كما حصل في العام 2005 بغض النظر عن نتيجته.. فكان تفجير مادة نترات الأمونيوم الموجودة في مرفأ بيروت هو بداية هذا التغيير، كما وتبعه زيارة الرئيس الفرنسي “ماكرون” مما أعطى دعماً دولياً للبنان.. وفتح المجال أمام الولايات المتحدة الأميركية لإلغاء الحصار الإقتصادي على لبنان لدواعي انسانية!! من دون كسر هيبتها.. وسرعان ما توالت الزيارات والمساعدات الدولية من كل حدب وصوب لإعلان بذلك بداية مرحلة جديدة في تاريخ لبنان الجديد.

اضف رد

إضغط هنا

أحدث المقالات