لبنان مُهدّد بالكامل… والحل مُرتبط بأمرين مستحيلين؟

محطات نيوز – حينما سمّت السلطة فريقها الوزاري بـ»حكومة مواجهة التحدّيات»، ظنّ الناس انفسهم، امام «حالة سوبرمانيّة» تمتلك قوة خارقة لكل الحيطان التي تمنع الهواء عن لبنان، وتسدّ كل المنافذ المؤدّية الى انفراجات. ولكن سرعان ما ذاب الثلج عن وجهها التكنوقراطي، وبانت على حقيقتها كحصان مربوط في آخر عربة البلد، يجرّها الى الخلف، وانحدر معها البلد من انهيار الى هريان كامل وعلى كل المستويات. ولم تقدّم للبنانيين سوى مسلسل طويل من السقطات في كل المجالات، نالت منه بامتياز لقب: حكومة العتم والهريان واللاحلول.

شدّدت مصادر الهيئات الاقتصادية لـ”الجمهورية” على انّ الوضع بات يُنذر بخطر كبير، وكل القطاعات الاقتصادية في حالة شبه انهيار، ما يعني انّ المستقبل غير مطمئن على الاطلاق، خصوصاً انّ آلاف المؤسسات والقطاعات أقفلت او هي على طريق الاقفال، ما يعني عشرات الآلاف من العاطلين عن العمل.

وبحسب المصادر فإنّ لبنان مهدد بالكامل، وعلى السلطة أن تدرك انه لا يستطيع ان يُكمل بهذه الطريقة التي تدمّر حاضره ومستقبله. وبالتالي، فإنّ المطلوب اجراءات إنقاذية سريعة، توقِف الانهيار الذي يهدد كل شيء.

يتقاطع ذلك مع تحذيرات الخبراء الاقتصاديين والماليين من انّ الحلول الترقيعية لا تفيد لبنان ابداً، إذ انّ أقصى ما يمكن ان ينتج عنها هو بعض التسكين للوجع، فلا يوجد أي حل لا بِسلّة ولا بغير سَلة، وإجراءات السلطة كلها لم تكن بمستوى الازمة، فلبنان يعاني العجز في كل شيء: عجز في ميزان المدفوعات، عجز في الخزينة وعجز في الموازنة. والانهيار المالي كبير جداً، ما يعني الهريان الكامل، وانّ الحل الوحيد يبدأ في حالة وحيدة وهي ان تهبط علينا المليارات، وعندما يفرج القرار السياسي عن الاصلاحات التي يطالب فيها العالم بأسره، وكما هو واضح انّ كلا الأمرين صعب جداً إن لم يكن مستحيلاً.

اضف رد

إضغط هنا

أحدث المقالات