محطات نيوز- بعد “نداء الراعي في 5 تموز”، واعلان مشروع حياد لبنان، لم يعد التأييد يأتي من زوار الصرح البطريركي فقط، بل الرسائل الايجابية تأتي ايضا من دار الفتوى، بما يوحي ان قيادات إسلامية ومسيحية تمد الجسور لتشكيل لقاء وطني داعم لهذا المشروع الذي سيسلمه البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي الى البابا فرنسيس خلال زيارة قريبة الى الفاتيكان، والذي يحظى بتأييد عربي ودولي وأممي، في محاولة لانقاذ لبنان او اقله وضع حد للتدهور.
وعلى الرغم من ان زوار الديمان يؤكدون ان هاجس “سيد الصرح” العمل من أجل إنقاذ لبنان والتخفيف من معاناة اللبنانيين بعدما أصبحت الأمور على درجة كبيرة من التعقيد… الا انهم في الوقت عينه يجزمون ان البطريركية المارونية ليست طرفا في جبهة معارضة او موالية، بل انها تنطلق من اهداف وطنية تتخطى الحسابات الضيقة، وفي الوقت عينه يبدو ان موقف دار الفتوى يأتي في هذا السياق…
وفي الموازاة، ما زالت ملامح تكشيل جبهة معارضة موحدة، غير واضحة، وان كانت اطرافها قد تظللت بعباءة “الحياد” ، فماذا عن موقف الرئيس نبيه بري الذي طالما شكل بيضة القبان، في مثل هذه الملفات؟!
معروف في هذا السايق، ان رئيس المجلس كان سباقا في طرح سياسة النأي بالنفس التي تصب في اطار الدولة السيدة والمستقلة، والتوزان في العلاقات بين مفهوم الدول الصديقة والدول الشقيقة مع ترجيح كفة الانتماء العربي، فهل يمكن ان يغطي اي مشروع تحت عنوان “الحياد”؟!
مفهوم واسع
اوضحت مصادر نيابية مقربة من رئيس المجلس ان طرح “الحياد” جديا قد يأخذ الكثير من الجدل، كونه مفهوم يتسع لكثير من النقاش لا سيما من زاوية الى اي حد يمكن التوسع فيه، مشددة في الوقت عينه على وجود ثوابت وطنية لا يمكن تجاوزها.
وفي حديث الى وكالة “أخبار اليوم”، سألت المصادر: كيف يمكن ان نطلق شعار الحياد الكامل ولدينا على حدودنا عدو يحتل جزء من ارضنا وما زال طامعا في وطننا وتركيبتنا وكل ما نملك من ثرواتنا في بحرنا وبرّنا؟
تأكيد الثوابت
وشددت المصادر على ان هذا الموضوع مبدئي لدى الرئيس بري، حيث لا يمكن الاقرار بالحياد قي ظل الصراع الدائم مع العدو الاسرائيلي، ومواجهة الارهاب ومن يقف وراءه ويموله، لذلك قد يكون من الاجدى التمسك بالنأي بالنفس عن بعض القضايا التي تضر بمصلحة وطننا وبتأكيد الالتزام بالثوابت والخيارات الوطنية التي تكون اساسية في اي نقاش، وهذا موضوع لا يمكن الخروج عنه لاي لحظة.
وحدة الموقف
وردا على سؤال حول التمايز في الموقف بين حركة امل وحزب الله، رأت المصادر انه لا يوجد اي تباينا بين كافة قوى المقاومة حول المبدأ الذي يطرحه بري، لافتا الى وجود تفسيرات عدة وتباينات في وجهات النظر لكيفية مقاربة هذا الموضوع، ومشيرة الى اننا اليوم بغنى عن اثارة النقاط الخلافية، بل علينا ان نعمل على كل ما يجمع ويوحد، وهذا ما يحرص عليه الرئيس بري بشكل مستمر كونه الداعي الى وحدة الموقف الداخلي ازاء كافة القضايا المطروحة، مشددة على ان هذه الوحدة تشكل عامل انتصار لوطننا في الملفات الوطنية والاساسية.
وخلصت المصادر الى التأكيد ان بري يعمل على الابتعاد عن كل ما يشرذم ويفرق بين اللبنانيين خصوصا في هذه المرحلة الدقيقة من تاريخ لبنان.
وفد من قبل بري!
وسئلت: هل سيزور وفد من قبل بري الصرح البطريركي من اجل الاطلاع على حقيقة موقف الراعي، اجابت: هذا الامر ليس مطروحا في الوقت الراهن، لكن عندما كانت تستدعي اي مرحلة توسيع الاتصالات والمشاورات، كان موفدا من بري يزور البطريرك، لا بل اذا استدعت الظروف كان يقوم شخصيا بهذه الزيارة.
واضافت: عندما يرتأي بري وجود حاجة وطنية كهذا اللقاء او سواه مع اي من القيادات الروحية او السياسية، فانه لن يتأخر بدا.
وختمت: لا مانع من حصول مثل هذا اللقاء، لا سيما وان بري منفتح على كل القوى والقيادات السياسية والروحية، لا بل علاقاته طيبة مع الجميع كونه يشكل نقطة التقاء استثنائية ويحظى بثقة ومحبة كل المكونات والفرقاء.