الجوع بات حقيقياً وهو سيُطيح بكلّ شيء…ثورة الجياع تتبلور خلال أسابيع!

محطات نيوز – ملفتٌ أن ترِد تحذيرات دائمة، حول مستقبل “الأمن الغذائي” في لبنان، عبر رئيس الحكومة حسان دياب.

ملفتٌ أن ترِد تحذيرات دائمة، حول مستقبل “الأمن الغذائي” في لبنان، عبر رئيس الحكومة حسان دياب.

فهو بعدما أبدى خشيته قبل نحو شهر، من العبث بالأمن المعيشي والغذائي للناس، من قِبَل بعض القوى السياسية التي تسعى الى إفشال الحكومة بحسب رأيه، طالب في مقال نشره في صحيفة “واشنطن بوست”، الولايات المتحدة الأميركية و”مجموعة العشرين” و”برنامج الغذاء العالمي” بفرض قوانين حول “الأمن الغذائي” في البلدان منخفضة ومتوسّطة الدّخل. كما طالب واشنطن ودول “الإتحاد الأوروبي” بإنشاء صندوق مخصّص لمساعدة الشرق الأوسط في تجنّب أزمة من الأمن الغذائي الذي قد يؤدي للهجرة الى أوروبا، والى زيادة في زعزعة استقرار المنطقة.

أما رئيس مجلس النواب نبيه بري، فهو بدوره حذّر من الجوع، وعلى طريقته، عندما ذكّر بما كان قاله في عام 2000، عن أن الحرمان والظّلم والإهمال والتقصير وتخلّي الدولة عن القيام بواجباتها في الرعاية والحماية، أوصل العدو الى قلب العاصمة. فـ “النّصر العظيم” الذي تحقّق (بانسحاب الإسرائيليين في عام 2000) يمكن أن تذهب به لقمة العيش. وإن أمبراطورية كالإتحاد السوفياتي أتى بها رغيف، وأخذها رغيف. وقال بري في كلمته:”إن الكلام في هذا السياق هو للتذكير والتحذير، لعلّ التذكير ينفع للموالاة والمعارضة”.

Choux…

وفي سياق متّصل، تحذّر بعض الأصوات اللبنانية الأخرى، حتى المُعارِضَة كلياً للحكومة، من جوع قادم. ولكن الكلّ يُدرِك أن الـ choux في اللّغة الفرنسية، تحمل معنى مختلفاً عن عبارة “شو” في اللّهجة اللبنانية العاميّة.

فأن يكون العالم كلّه تحت خطر مواجهة أزمة غذاء عالمية، بسبب جائحة “كورونا”، وتأثيرها على الإقتصاد العالمي من نواحٍ متعدّدة، يختلف عمّا هو عليه الحال في لبنان، الذي إن وصل الى مرحلة حقيقية من ملامسة الجوع، فإن ذلك سيكون “جوعاً سياسياً”، أي أسبابه سياسية لا تقنية، خصوصاً إذا بقيَت أحلام البعض بـ “السوق المشرقية المشتركة”، وبتمدّدها الى تنسيق سياسي وأمني بين لبنان ودول محور “الممانعة”.

فالكلّ يُدرِك قُرب الأردن من المحور الأميركي في المنطقة، ويعلم أن عمان لن تدخل سوقاً مماثلة، مهما حاولت “الممانعة” القيام بعمليات “تجميع” بستار مشرقي، يهدف إلى إزالة الوجه المستفزّ والمتحدّي، والى تأمين الغطاء الآمن لسوق مشرقية مماثلة. وبالتالي، فإن ما يتوجّب على لبنان هو الإنتباه كثيراً، قبل التوجّه شرقاً، وإلا فإن الجوع سيُصبح حقيقياً في تلك الحالة، ومن باب سياسي لا تقني.

جوع

شدّد مصدر مُطَّلِع على أن “الحديث عن الجوع في لبنان حالياً يختلف عن كلّ ما يتعلّق به حول العالم، وحتى من التحذيرات من الوصول إليه في لبنان، في فترات سابقة”.

ورأى في حديث الى وكالة “أخبار اليوم” أن “الجوع بات حقيقياً، وهو سيُطيح بكلّ شيء. وإذا لم تتمكّن الحكومة من أن تضخّ عملة صعبة في البلد، وإذا استمرّ التدهور الإقتصادي، خلال أسابيع قليلة، فإننا نتّجه الى ثورة جياع ستأخذنا الى مرحلة أخرى من إسقاط النّظام اللبناني، ومن الفوضى، والى وضع خطير، وذلك حتى ولو كان البعض يعتبر أن لا نظام لبنانياً أصلاً ليسقُط أو يستمرّ”.

وأكد أن “الإلتقاء الحاصل على مقاربة ملف الجوع بين مختلف الأفرقاء، والذي لا علاقة له بطبيعة الصّراعات السّابقة، يؤكّد أن المخاوف التي تتعلّق بمؤشّرات الجوع جديّة، وخطيرة بالفعل”.

“المشرقية”؟

واعتبر المصدر أن “الحديث عن انفتاح مشرقي ليس أكثر من ترويج إعلامي. فالإنفتاح اللبناني على سوريا وإيران مرفوض كلياً. وقنوات التنسيق الأمنية قائمة مع سوريا، وهذا هو السّقف المسموح به لا أكثر ولا أقلّ. والرئيس بري نفسه يُدرِك أن لا مظلّة مناعة لبنانية داخلية للإنفتاح على سوريا، وذلك قبل الحديث عن معوّقات أميركية أو دولية تمنع حصوله”.

وأضاف:”فلنتّخذ العراق كمثال واضح. فثورته أطاحت بحكومته السابقة، وأتت بحكومة جديدة على أُسُس ومعايير جديدة. ورئيس الحكومة العراقي الجديد (مصطفى الكاظمي) يتحدّث بلغة واضحة، بعيدة من الأدبيات العراقية السابقة بنسبة كبيرة جدّاً. وهو ما يؤكّد أن محور “الممانعة” بات عاجزاً عن تشكيل حالة نهضة للبنان، من خارج متطلّبات دوليّة محدّدة”.

وختم:”لبنان يخرج من دائرة خطر الجوع من خلال التزامه بالشّروط العربية والدولية، كما بإجراءات محلية، تبدأ بإقفال المعابر غير الشرعية، وتطال ملفات الكهرباء والإتصالات والقطاع العام وغيرها من الخطوات العملية، التي يتوجّب العمل عليها سريعاً”.

اضف رد

إضغط هنا

أحدث المقالات