في حياة الأوطان، وفي مسيرة التاريخ، محطات هي في الواقع مفترقات مصير. ونحن اليوم في لبنان أمام واحدة منها، ربما كانت من أشد تاريخنا قلقاً وخطورة. إذ نحن إزاء تحديات مصيرية تستوجب توحيد الناس في المجتمع للإفادة من طاقاتهم بغية اجتياز الواقع الصعب، والمرحلة الحرجة، في مواجهة تهديد وباء كورونا.
وليس غريباً أن تجتمع الغيارى الشرفاء، المخلصين الصادقين في ضمائرهم، في هذه المرحلة المذكورة آنفاً، حملة مشاعل الإنسانية وفرسان المصالحة ودعاة الحوار الحضاري، لبناء مجتمع نهضوي جديد، ومستقبل مشرق لمنطقة بعلبك الهرمل.
اجتمعوا للخلاص من شوائب الضعف والتخلّف، وتصحيح الأذهان من تنافر وعداء وانهاء كل الخلافات والصراعات التي سالت فيها دماء، والتي كلّفت ابناء المنطقة الكثير من العناء.
والتقوا تلبية لدعوة كريمة برعاية من قيادتي حزب الله وحركة امل والمجلس الإسلامي الشيعي الأعلى ولجان الإصلاح والعشائر والعائلات في البقاع. بتاريخ يوم الإثنين 30/3/2020، في مصالحة بين ال زعيتر وال المقداد في منزل رمزي ابوفيصل زعيتر في بعلبك حي الشراونة بعد الإشكال الأخير الذي وقع
وأكدوا في هذا اللقاء، أن هناك أمانة في أعناقهم، وجب عليهم أداؤها تجاه ابناء منطقتهم، وهي ضرورة نبذ الخلافات والتحلي بالحكمة والصبر والوعي في حل المشاكل وتعزيز روح المصالحة، والقيم النبيلة السامية، لما في ذلك من انعكاس إيجابي على الأوضاع في المدينة بشكل عام.
وكانت الكلمات لكل من: السيد فيصل شكر عن حزب الله، الحاج مصطفى السبلاني عن حركة آمل، د. مدحت زعيتر عن آل زعيتر، والمدعي العام الاستئنافي في البقاع القاضي كمال المقداد والحاج حسان شريف والد العميد علي شريف، وأبو طلال جعفر.
ومن الحضور كان هناك: لفيف من العلماء، وحشد كبير من أهالي المنطقة وفاعليات، حزبية، وبلدية، واختيارية، ومن ثم انتقل الحضور الى منزل بعلبك القاضي كمال المقداد في بلدة مقنة البقاعية، وجرى التمني على الجميع الوعي وحس بالمسؤولية وتحكيم لغة الحوار، وشكر المجتمعون كل من سعى وشارك لأنجاح هذه المصالحة.