الخطر.. الهادىء.. الداهم – العميد الركن .م. بهاء حلال

محطات نيوز – هدف جديد ،نمط مُبتكر.. إسلوب  غير تقليدي حرب غير مكلفة..

منذ الازل تقوم الصراعات على شكل مبارزة او قتال.. منازلة او غزوات.. معركة او حرباً او اغتيالات..

كلها اشكال مختلفة للصراع تتخذ هدفا لها هو تحطيم وتدمير العدو قدرةً وارادةً.. وعدة وعديدا.. لكن اليوم وتحت عنوان الخطر الداهم سنسهب في شرح هذا النوع من الحروب..

الاضعاف التدريجي والخراب الهادىء..

انه عنوان الحرب الشرسة التي تشن لزعزعة الاستقرار والامن والامان وضرب قواعد السلم الاهلي (الاقتصادية… والاجتماعية)

لتصبح عندها الدولة فاشلة بمختلف المقاييس..

وإن تنفيذ هكذا عمل يتطلب تضافر بين مواطنين من داخل الدولة وبين مراجع خارجية تُمسك بمفاصل إقليمية ودولية وقادرة على لعب دور استراتيجي في دك قواعد الامن والاستقرار بخطوات هدامة ذكية وفعالة وبطيئة لكنها هادئة وداهمة…

ان هذه الحرب تشبه تَجرع السم حيث تحتضر الدولة رويدا  رويدا.. ويصبح التحكم بها اسهل وهذا ما يدل على الخراب الهادىء المتدرج المرتكز على زعزعة الثقة بين المواطنين والدولة..

وفي خضم هذه الفوضى الهدامة على المستوى الاقليمي..

نشهد الخراب المتدرج الذي يتسلل الينا من شقوق المجتمع عبر نوافذ اقتصادية ومالية وربما امنية لكنها محدودة..

وهذا ما يحول الناس، إلى مجموعات هائمة لا تفهم ماذا تفعل… ولا تفعل ما تقول…

مما يؤثر عل  قدرة الوطن الذي تحولت الى رغبات قاصرة.. وهكذا تحول الاقتصاد الوطني الى اقتصار على ديون وبطالة وفساد..

وقد تحول هذا الوطن الى بؤرة منكوبة…

إن التآكل التدريجي والانهاك لكينونة الوطن.. عمل استراتيجي يُدار على اعلى المستويات فاذا نظرنا الى الفساد واضفنا اليه ازمة نازحين  وازمة ديون مستفحلة… وازمة حكم متكررة…

نرى عندها انها حرب من نوع آخر تُعنى بنقل المعركة من ارض الى اخرى مع دفع الدولة الى قعر الهاوية لتُستنزف وتتآكل من الداخل وعلى فترات غير قصيرة.. ومطوقة من ذئاب محليين وتبقى الازمة ازمة والمشكلة باستمرار معاناة الوطن ..

اذا ركزنا على الفترة الممتدة من عام 2006.. وحتى اليوم نجد ان الكيان الوطني يهتز من داخل اروقة طوائفه واحزابه وسياسييه ونظامه.. فطورا نطلق عليها ازمة حكم  وتارة ازمة نظام..

لكن براينا انها ازمة وطن استراتيجية تهدده من خلال حرب خرابٍ هادئة ومتدرجة تقوم بنسف الاقتصاد وتعرية النظام والمؤسسات وفصلها عن القدرة الامنية والاقتصادية التي امتاز لبنان لعهود وعقود بها..

ان وطننا اليوم يرزح تحت وهن كبير ادخله العناية الفائقة.. حيث ان لبنان ممنوع من العيش وممنوع ايضا من الموت..

انها طريقة لسلب الارادات وتهديم البنية الداخلية وتآكلها من الداخل..

يا حبذا لو اننا نعي هذا الخطر الداهم قبل فوات الاوان.. ولخلاص موعود وهدف منشود ليس لنا سوى وحدة وطنية حقيقة وليست وهمية والتزام جدي بضرب الفساد والمفسدين.. والاهم اكتشاف الصديق الحقيقي..

واخير للاسف: انه الخراب الهادىء الداهم

    المشرف العام

  العميد الركن .م. بهاء حلال

اضف رد

إضغط هنا

أحدث المقالات