محطات نيوز – فادي جمال الدين
سنبدأ من الضمير الذي هو دافع وجداني يراقب الإنسان ومايقوم به من أعمال، ويوجهه في حياته الى الخير المطلق، وينأى به عن السقوط في الحرام، والقانون شريعة موضوعة تفرض لكل جرم عقوبة ولكل عمل نظاماً يجب أن يتبع أو يطبق، وشتان بين توجيه الوجدان والرضوخ لما فرضه الإنسان على اخيه الإنسان.
اللحوم المجلدة كما هو معروف أنها مأكول الأغنياء والفقراء، والمفارقة أن أكثرية الأغنياء لا يأكلون اللحم إلا ماذبح حديثاً، ولكن ما هو غير طبيعي هو في تزرع الناطور مرتكب الإثم بالحيلة ليخدع القانون والمواطن اللبناني على السواء، في صحتهما، عبر غش يتلذذ به لا بد أنه سيعاني من مضاعفاته مستقبلاً، وهذا الأمر يستدعي تحرك وزارة الصحة العامة، ومصلحة حماية المستهلك في وزارة الإقتصاد.
كأن اللبناني لا تكفيه همومه، حتى يأتيه (الناطور) بعملية غش واستغلال واللعب في حياته، على نطاق واسع تستهدف جيبه وصحته، بات علينا أن نعيد النظر في كل الأمور، التي تعنى في صحة المواطن..
الا يكفينا سرقة، أليست هي المعيار لغالبية الناس… الا يكفي فلتان وعشوائية، وحين يكون الأمر كذلك لا يعود صعباً اكتشاف لماذا حلت اللعنة على هذا البلد…
المطلوب فتح هذه الملفات ومن خلفها، ومحاسبتهم على العلن أمام الجميع، وعدم استثناء أحد…
طالما هؤلاء موجودون، بمستودعاتهم غير المؤهلة وغير مستوفاة الشروط لسلامة الغذاء، يبقى الخطر يغزو صحّة المواطن أين ما كان…
أطنان من اللحوم الفاسدة في مستودع الناطور في الضاحية الجنوبية
فلقد ضبط حوالي 8 أطنان من اللحوم الفاسدة والمنتهية الصلاحية داخل البرّادات في مستودع الناطور. في منطقة الضاحية الجنوبية، من قبل فريق عمل الرقابة الصحية في بلدية الغبيري…
والناطور قد شهد الحالة ذاتها منذ سنوات وأقفل المستودع بالشمع الأحمر حينها. بمعنى أنها ليست المرّة الأولى التي يُضبط فيها مواد غذائية فاسدة داخل مستودعات “الناطور” لل لحوم المجلّدة.
وأشار مصدر مسؤول في بلدية الغبيري، الى انه فور الكشف على المواد تم تبليغ القوى الأمنية ووزارتي الصحّة والاقتصاد لاتّخاذ الاجراءات اللّازمة. ولفت الى ان “عملية المسح الكاملة على المستودع بدقة لم تُستكمل إثر توقيف القوى الامنية أصحاب المؤسسة كل من ج. ن وف. ن. وتم وإقفال المستودع لمدة 24 ساعة بالشمع الأحمر، بانتظار اجراء جردة شاملة داخل المستودع لإحصاء البضائع الفاسدة المتبقية، بحضور عناصر المفرزة والرقابة الصحية والشرطة في بلدية الغبيري برفقة مراقبين من وزرارة الاقتصاد والصحة والزراعة، كون البضائع الفاسدة مختلطة مع الصالحة”.
وحذّر أيضاً أن “هذا المستودع هو من أهم المنشآت للمواد الغذائية في المنطقة وبضاعته توزّع على مستويات عليا من فنادق ومطاعم وسوبر ماركات. لذلك نطاق التوزيع لمنشأة تستورد مواد غذائية واسع، ويجب التنبّه”.
وشدد على ضرورة تلف البضائع منتهية الصلاحية حرصا على صحّة المواطن. واتخاذ كافة الاجراءات القانونية والصحية اللّازمة بحق المنشأة ومالكوها.
فيما تحرّكت وزارة الصحة العامة فور ورود الشكوى عن وجود لحوم فاسدة في مستودع سميح الناطور في منطقة الغبيري، وبعد تبيّن صحة الأخبار بوجود لحوم فاسدة داخل المستودع تم اقفاله بناء على قرار محافظ جبل لبنان بالشمع الاحمر بتاريخ 24 من الشهر الحالي.
وأشارت الوزارة الى انه بعد ختمه تم كسر الاختام في محاولة لتهريب كمية من اللحوم الفاسدة، الّا ان القوى الأمنية كانت بالمرصاد لمنع حصول ذلك وألقت القبض على الجناة.
بناء على ذلك، طلب وزير الصحة من النيابة العامة الاستئنافية في جبل لبنان اقفال مستودع سميح الناطور نهائيا واتخاذ اشد العقوبات بحق صاحبه بسبب الاضرار الكبيرة بحق صحة المواطنين، خصوصا ان صاحب المستودع نفسه تم توقيفه وتغريمه في 2013 و2014 و2015 بسبب الاتجار باللحوم الفاسدة.