محطات نيوز – هل كان علي عبدالله صالح حصان طروادة لإنقاذ اليمن؟! كل من شاهد سيناريوهات مقتل علي صالح والنهاية التي وصل اليها كانت كلها مؤشرات على ان هذا الشخص كان يعي مصيره! فالثعابين الذين لطالما مشى على رؤوسها كانت له بالمرصاد وتتربص به.
عندما استلم صالح حكم اليمن كان عضده، هم انفسهم هؤلاء الذين ختموا مسيرة ما أطلق عليه (الزعيم)! فقد بنى امبراطوريته من خلال جمع انسبائه وأقاربه في سلطة القرار، وقد ولى اولاده على مفاصل الجيش والقوى الامنية حيث أحاط نفسه بمنظومة حديدية صعب إختراقها، وولائها الكامل له.
فاليمن، كما الكل يعلم، تسودها القبلية وتحكمها عاداتهم وتقاليدهم. فقد كان اولاد الأحمر الشريك الاساس في حكم اليمن، وكان علي صالح كثير الاعتماد عليهم، لما يمثلون من قوة عددية ونفوذ.
فقبيلة حاشد تعد من عماد المكون المجتمعي اليمني وهي مترامية على معظم الشمال اليمني وتعد القوة الضاربة للجيش الذي بناه صالح على مدى ثلاث من العقود… وبالعودة الى بدايات حكمه فقد رسخ حكمه وتوليه الحكم بالاجهاز على الكثير من اركان حكم أحمد الغشمي رئيس الجمهورية واغتيال الحمدي، ولم تمض ثمانية شهور حتى اغتيل الرئيس الجديد بحقيبة مفخخة لا يُعرف مصدرها على وجه التحديد إلا أن تكهنات تشير بضلوع علي صالح في الحادث انتقاماً لابراهيم الحمدي.
بعد مقتل الغشمي تولى عبد الكريم العرشي رئاسة الجمهورية مؤقتا،أصبح علي عبد الله صالح عضو مجلس الرئاسة رئيسا للجمهورية العربية اليمنية بعد أن انتخبه مجلس الرئاسة بالإجماع ليكون الرئيس والقائد الأعلى للقوات المسلحة اليمنية. فمسيرته كلها قد بنيت على المكائد والاجهاز على الخصم في الوقت المناسب. الخطأ القاتل…
ظن صالح ان الوقت لا زال في صالحه بعد محاولة اغتياله والمصير المأساوي الذي حرق جسده، وبعدها اجباره على التنحي من خلال اتفاقية ابرمت في السعودية، على أمل أن لا تطاله محكمة الشعب بعد انتفاضة فبراير ٢٠١١. والخطيئة… كان لا بد من ان ينحى (بضم الياء) وان لا يعطى أي دور له في مستقبل اليمن، لكن الخطيئة كانت بتحكمه مجددا واستيلائه على مباديء الثورة، وقد إستغل دماء أهلها ومعاناتهم. إغتياله تعد سابقة في اليمن، كون هذا المجتمع القبلي تحكمه عادات منذ التاريخ.
فاليمن يعتبر منبع الكثير من التقاليد التي لا تزال متبعه حتى تاريخنا هذا. فحسب معلومات مسربة وقع صالح بمكيدة اوقعت به من خلال توسط أحد زعماء القبائل التي توالي صالح، وتعتبر من اقرب المقربين اليه. وحسب هذه المصادر، فقد أوشى به، وكان يلعب دور الوسيط لخروجه من قصره، بعد محاصرته والاجهاز على الكثير من اتباعه.
كان الاتفاق يقضي على ان يخرج صالح ضمن اتفاقية تجرده من كل شيء، بما فيه الثروة التي جمعها طوال حكمه، التي ناهزت الثلاثين عاما. لكن كما العادة فقد نكث بالاتفاق، وحاول التملص منه، فما كان من هذا الزعيم القبلي الا ان وشى به عند خروجه فجرا.
وبالمعلومات فإن من قام بقتل صالح هو شخص يدعى الرزاني، وهو قائد ما يسمى قوات الموت في جماعة الحوثي، وهو يشتهر بلقب (الاشعث)، لشعوث شعره.
ان نهاية صالح كانت بمثابة التجرع من نفس الكأس المسموم الذي طالما سقاها لخصومه للتخلص منهم. لكن السؤال اليمن الى أين؟! وما مصيره بعد مقتل صالح؟!