الصبر مع الكويت فوز بالحياة – الدكتور حسين اسماعيل دشتي

محطات نيوز – من ثوابت الحياة السياسية والاجتماعية في الكويت تلك العلاقة من المودة والاحترام والمؤازرة وقت الشدة بين تلك الفئة من سكان الكويت التي لا تحمل الهوية الكويتية (البدون)، وبينما يعتبرون أنفسهم مواطنين كويتيين يجب أن ينالوا حقوق المواطنة كاملة مما تشكل أزمة مجتمعية شائكة حقوقيا وسياسيا.
لقد قامت الكويت على ثوابت اخلاقية وسياسية واجتماعية لا يستطيع أحد، كائناً من كان ومهما علا كعبه واتسع نفوذه، أن يتنكر لها ويستهين بها ويقفز فوقها.
وبالمقابل، لم تسمح وطنية البدون الصادقة، بالنظر الى هذه الثوابت على انها كم مهمل من التقاليد والاعراف التي يمكن تجاوزها والاستخفاف بها. كما وانها دولة العدل والمساواة وأن جدلية الوحدة لا جدلية التمييز والتفرقة التي يجب أن تثبت وتدوم.
وقد كان لا بد من تصدير حديثنا بهذه الكلمات وصولاً الى بيت القصيد. فنحن نرمي الى القول هنا، بأن البدون في الكويت هم مدماك أساسي في هذا الوطن دون هوية، وهذا ما يشكل لديهم اضطراب وعدم استقرار في حياتهم السياسية والاجتماعية، هم اصحاب الحقوق في ارتباطهم بدولة الكويت والتاريخ يشهد على صدق انتمائهم، بعكس الذين دخلوا امس واستعملوا الكثير من الادعاءات المغلوطة، يحاولون تقديم المبررات لدخولهم البلاد…
لعل بات مطلوباً وملحاً، أكثر من أي وقت مضى، في الفصل بين البدون اصحاب الحقوق وبين من هم مزوري الدخول بمعنى دخلاء….
لعل بات مطلوبا الى الضمير والتفكير العقلاني الرصين قراءة ماهو حق اوغير ذلك، للبدون الاصيلين، فالمواقف معروفة وهي شيمة من الشيم التي يفاخر بها الكويتيين وقيمة من قيمهم، ومسلك يمارسونه في حياتهم العامة والخاصة.
ولكن تتلخص شكاوى “البدون” في حرمانهم الهوية المدنية مما يفوت عليهم فرص الحصول على متطلبات الحياة الأساسية التي يتمتع بها الكويتيون، فهم لا يعرفون وطنا لهم غير الكويت التي ولدوا ونشؤوا فيها وكذلك آباؤهم، كما ولهم الحق في الالتحاق بالمدارس الحكومية المجانية، والرعاية الصحية المجانية، وحق العمل بالقطاع الحكومي والملكية العقارية، إضافة لتوثيق عقود الزواج والطلاق، والحق في التنقل بين البلدان بجواز السفر.
يطالبون بضرورة الإسراع في إنجاز “حل إنساني عادل للقضية من دون مماطلة أو تسويف”.
ويدعون الحكومة إلى ضرورة حل هذا الملف “بأسرع ما يمكن”، مؤكدين أن “القضية قضية إنسانية تهم سمعة الكويت، ويجب الكف عن التعامل معها بشكل سياسي”.
وكي لا ننسى أن الكويت تتعرض لانتقادات من منظمات دولية حقوقية بسبب هذا الملف الشائك، وهو ما يسبب لها إحراجا في المحافل العالمية، وقد وجهت عدة منظمات دولية رسائل مناشدة إلى أمير الدولة تطالبه فيها بسرعة حل مشكلة الهوية.
وأضافت أن “غياب السياسات المتعلقة بإيجاد حل لمحنة البدون على أساس معايير حقوق الإنسان يؤدي إلى تلطيخ السمعة الدولية للبلاد، كما يحرم الآلاف من عائلات البدون من حقوقها السياسية والاقتصادية والاجتماعية الأساسية، ويمنعها من الإسهام الكامل في بناء المجتمع الكويتي”. ودعوا إلى “احترام الحقوق الإنسانية للبدون بلا تمييز”.
من هنا تنبع قناعاتهم وثقتهم بمسيرة الدولة الصادقة النوايا في نهجها الواثقة من قدرتها الذاتية على تجاوز كل الصعوبات والعراقيل، والتمسك بالحق والالتزام في نهج الصدق والوفاء للمبادىء الوطنية، وبالمقابل يمدوا البدون يدهم المخلصة الطاهرة النقية باتجاه كل المخلصين والشرفاء متضامنين متكاتفين، في بناء دولة الكويت التي تسودها روح العدالة والمساواة. كما وانهم منتظرون ليحركوا واجب العطاء اكثر لتحويل دولة الكويت الى جوهرة اقتصادية ويبتدعوا رؤى للتطوير والتنمية…
في الحقيقة ان اعطاء الهوية المطلب الحق للبدون يجعل الابداع على قدر كبير من الاهمية في اطار مسؤولية الشراكة الاجتماعية.
وكي لا ننسى ايضا كيف ان للبدون الروح المشبعة بالمسؤولية تجاه الكويت، وكي لاننسى، والتاريخ يشهد كيف قاتلوا الغزاة حتى الاستشهاد واسروا، في سبيل الكويت لتبقى حرة ابية، وخدموا في القوى الامنية ومازالوا يخدمون الكويت وهم ممتلئين بالأمل حاملين مشاعل الخير والمحبة…
ختاماً فلا بد من يقظة العقول في ربوع الحق المشرقة دائماً بالعطاء والضياء. وتصوروا في اعطاء الهوية كيف ستنتشر اللغة الجديدة وسيتبدد الجمود وسيظهر التوافق الاقتصادي وستصبح الكويت ورشة عمل واسعة وستتغير الدوافع وستنجلي الافق سياسية كانت ام اجتماعية.
كما وان خير الكلام ما يخرج من القلب ليصل الى القلوب، ويكون مفعماً بالصدق والصراحة ومضمناً المعنى المراد والمقصود من غير لف ودوران وتمويه وتلبيس أقنعة…

اضف رد

إضغط هنا

أحدث المقالات