القمة والقيم – بقلم سعدالله فواز حمادة

محطات نيوز – زيارة الرئيس الاميركي للسعودية والجولة المرتقبة له هي بمثابة المستغيث، لينجو من الاعصار الداخلي الذي وضعه على مجهر المسائلة والمحاسبة، حيث ان هذه الرحلة يعول عليها في الولايات المتحدة الاميركية اكثر من الخارج.

عند انتخاب ترامب كانت اميركا قد عانت من سياسة سلفه الغير معنية كثيرا بالسياسة الخارجية، وترك الكثير من الدول تدخل في ربيعها المزيف! والذي ادى الى تقويض انظمة وخراب دول وتهجير شعوب…. من يرجع لبدايات الحملة الانتخابية للرئيس ترامب وما تخللها من هجوم منظم على الكثير من الانظمة وخصوصا العربية منها، يرى كيف انه ومن منطلق دعائي قد جذب الكثير من المؤيدين الذين يعادون كل شيء يمت للاسلام بصلة.

وكان يدغدغ هذه النزعة ويغول في التطرف تجاهها. يتسائل بعض المحللين لطبيعة التحول الذي طرأ على النهج (الترامبي)! وكيف تحولت هذه الانعطافة وبسحر ساحر الى تحالفات استراتيجية مع من كان بالامس القريب يعلق بشماعته عليها كل ما حل بالمنطقة.

ان الزيارة هذه وبمنظار الكثيرين قد تعدو بمثابة تحول جذري في مجريات الاحداث في شرق اوسط يقع على صفيح من الزلازل والاضطرابات التي تعصف به، ولهي تمهيد لحرب لا شك هي حاجة ضرورية لتسويق صفقة السلاح التي ابرمت.

التوجه الى محاربة الارهاب بأذرعه المتنوعه كما قال ترامب، والتوجه نحو ايران بالتحديد! أظهر ان هناك مفهوم جديد وتوصيف للارهاب بدمج مكونات جديدة له والتوجه لضرب كل ما يمت به بصلة، كما قال. يستشف من ذلك بأننا أمام مشهدية جديدة وصراع من نوع آخر قد يتبلور بدخول العنصر الاسرائيلي فيه.

فزيارته لاسرائيل قد ينتج عنها اتفاق يرسم سياسة المرحلة بما فيها الخطوات الآتية لشن اي عمل عسكري لتغيير المعادلة وهذا ما أطلق عليه في خطاب ترامب (بكف يد إيران عن المنطقة)، اي ضرب كل ما يتماهى مع ايران…

جولته المكوكية هذه ولقائه رئيس حكومة الكيان وانتقاله الى رام الله من بعدها مع انتفاء اي حل حتى عدم جدية طرح مبادرات ومنها حل قضية الدولتين، وحسب مراقبين تصب في سياسة فاشلة لا تنشد وضع حد للصراع العربي – الاسرائيلي، انما عبارة عن لقاءات استعراضية…

ان خطابه في القدس واعلانه عن تطوير القبة الحديدية والانتهاء من جهوزيتها ليست سوى اعلان حالة حرب حقيقية لا بد انها قد وصلت الى اللون الاحمر في المفهوم العسكري! وهذا كله يصب في التحشيد الاعلامي وتعبئة الرأي العام ليكون مهيأ لأسوء الاحتمالات…

كل الاشارات تصب في ان زيارة ترامب ليست سوى جولة حربية بإمتياز ﻷمر قد أحضر في حقائب سفره والشيفرة قد وصلت….

اضف رد

إضغط هنا

أحدث المقالات