محطات نيوز _ اعتبر رئيس “التيار الوطني الحر” وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل ان “من اعتاد ان يزحف ليكون رئيسا للجمهورية، لن يرانا زاحفين ولا راكعين بل واقفين ورأسنا الى الأعلى”، مضيفا “كل من يحاول ان يسوق اننا أجرينا صفقات واتفاقات على حساب احد، نقول له نحن أجرينا تفاهمات لنسترد فيها دورنا وحقنا وموقعنا في الدولة ولنحفظ فيها حق ودور وموقع الجميع في الدولة، فهذا الإطار الذي نعمل فيه لنحصن الجمهورية ونحافظ عليها”.
كلام باسيل جاء خلال نشاط نظمته هيئة قضاء المتن في التيار تحت عنوان “على متن الطبيعة”، بمشاركة أكثر من سبعمئة شخص، تضمن الانتقال سيرا على الاقدام من صنين الى بسكنتا، وتخللته ألعاب ترفيهية، واختتم بتوزيع جوائز على الفائزين.
في البدء توجه باسيل الى “رفاقنا واهلنا في التيار الوطني الحر في المتن الشمالي”، بالقول: “نحن اليوم بلقاء يعود الفضل فيه لهيئة قضاء المتن الشمالي في التيار، التي تجمعنا في نشاط من نوع جديد للتيار، تبرز فيه حيويتنا وطاقتنا، التي هي دائما إيجابية”.
واضاف: “هذا هو تيارنا المشبع دائما بالإيجابية. انا اليوم سعيد بلقاء أهل التيار في المتن وبكل الضيع، بمنافسة جميلة من دون ان “نفركش” بعضنا، وهذا التيار الذي نريد رؤيته حيث كل واحد فيه ينجح. موجود بيننا مرشحون محتملون للانتخابات النيابية، عندما نرى احدهم يتقدم وينجح علينا مساعدته. أكيد ثمة منافسة، لكن علينا ان نتنافس من دون تدمير بعضنا، وهذا الاساس. الانتخابات النيابية في أيار 2017، ومن يفركش رفيقه اليوم، يفركشه رفيقه غدا، وبالتالي نقع جميعا معا. لذا نريد ان نصل باسم التيار، الذي هو اهم منا ومن أشخاصنا، ونحن حريصون على كل مرشح محتمل لمساعدته بمساواة، لأننا عندما نطالب في البلد بالمساواة، علينا كقيادة في التيار ان نؤمن، أقله، المساواة لكل الناس. ثمة احصاء سيجرى في تشرين الثاني وكانون الاول ونترك لجمهور التيار ان يقرر من ضمن الفرصة المتاحة للجميع”.
واردف: “نحن اليوم مقبلون على ذكرى مهمة للتيار الوطني الحر، 13 تشرين الاول 1990، كل سنة في هذه الذكرى تعتقد الناس اننا امام ذكرى خسارة معركة او خسارة حرب، بالنسبة لنا هي خسارة ناس سقطوا شهداء، نتذكرهم ونكرمهم ونعرف اننا بقينا احياء بفضلهم. بالنسبة لنا في السياسة، هي ذكرى انتصار لقضية لم تمت وتبين انها انتصرت بعودة السيادة والاستقلال للبنان”.
واعتبر باسيل “ان هذه السنة للذكرى معنى اهم، هو عودة الميثاق الى لبنان. صحيح ان الشهداء سقطوا من اجل حرية واستقلال دولة، لكن الحرية والاستقلال لا نستردهما لنعود ونخسرهما بإفساد الدولة وخسارتها من الداخل. أنتم تعرفون جيدا اننا استردينا الحرية والاستقلال، لكن الحكام في لبنان ليسوا أحرارا ولا من الأسياد. نشهد اليوم حركة لسياسيين لبنانيين يطلبون تدخل الدول في الخارج بانتخاباتنا الرئاسية، وهذا واقع نراه ونسمعه. واكثر من ذلك، ثمة مسؤولون سياسيون يطلبون من الدول وقف التوافق الحاصل اليوم بين بعضنا كلبنانيين، وهذا دليل إضافي على اننا ما زلنا في بلد لم نسترد بعد سيادته واستقلاله، لأن الطبقة السياسية التي عاشت زمن الوصاية ما زالت الى اليوم تعيش تحت الوصاية”.
وأضاف: “هذا ما يميزنا كتيار وطني، وهذا ما يجعلنا ننزل الأسبوع المقبل في ذكرى شهدائنا ووفاء لهم نطالب بتطبيق الميثاق لان الميثاق هو لبنان، ومن دون الميثاق لا وجود للبنان، والا يكون شهداؤنا استشهدوا سدى اذا لم نحافظ على لبنان. هذا جوهر نضالنا، وهذا ليس استغلالا لذكرى شهداء، بل ان التيار يتذكر في هذه الذكرى انه ما زال على قيد الحياة، وان قضيته ما زالت حية ولم تمت، ثمة شهداء سقطوا لكن قضيته ما زالت حية. الاساس اليوم اننا في التيار ما زلنا القوة الحية التي تستطيع ان تواجه وتناضل وتصمد، ليرى ان الشعب يملك الرغبة والقدرة والحياة على تحقيق امر ما”.
وتابع باسيل: “تسمعون البعض يطالب الجنرال ميشال عون بالمبادرة، لكن السؤال يبادر الى ماذا؟ من ارسى تفاهما مع حزب الله في العام 2006، ايكون بادر ام لا؟ ومن أرسى نوايا ومصالحة مع القوات اللبنانية، ايكون بادر ام لا؟ ومن يسعى الى تفاهم مع المستقبل منذ العام 2005، ثم 2006و2007، و2009 و2013-2014، وهذه المرة السادسة التي فيها مسعى حقيقي ومحادثات طويلة لنعلن تفاهما مع تيار المستقبل، ايكون يبادر ام لا؟ لان هدفنا ارساء تفاهمات بين كل اللبنانيين، ونحن في الموقع الذي نستطيع ان نتفاهم فيه مع جميع اللبنانيين، لأن لا ارتباطات لدينا في الخارج تمنعنا ولا ارتباطات في الداخل تحرجنا. كل ارتباط أقمناه في الداخل هو ارتباط وطني وتفاهم لمصلحة لبنان وليس على احد، مع طرف من اجل لبنان. التفاهم الذي نقوم به اليوم او أقول اننا استطعنا إجراءه وأنجزناه مع تيار المستقبل هو تفاهم مع الأقوياء في لبنان، ليكون لبنان قويا. هذه هي المبادرة التي نفهمها. من يدعونا الى المبادرة من اجل الزحف للرئاسة نحن لن نزحف للرئاسة، من يدعو للمبادرة من اجل ان نجري تنازلات للرئاسة، نحن لن نجري اي تنازلات للرئاسة. لا نستطيع ان نعطي احدا اي شيء هو ملك الوطن وليس ملكنا، نحن نجري تفاهمات تطمئن الجميع ومعنيون ان نطمئن جميع اللبنانيين”.
وتابع: “من اعتاد ان يزحف ليكون رئيسا للجمهورية، لن يرانا زاحفين ولا راكعين بل واقفين ورأسنا الى الأعلى. ولا مرة لم نكن الا لبنانيين قبل ان نكون مسيحيين ومسلمين، ولا مرة لم نعمل الا ضمن القانون والدستور، ولا مرة لم نكن الا أبناء الدولة وأردنا الدولة ولم نسع ان نستعمل اي وسيلة خارج الدولة. هذه هي الطمأنينة التي نحن مستعدون ان نعطيها للناس، وهذا هو التفاهم الذي نحن مستعدون ان نجريه مع الجميع. اكثر من ذلك، كل من يحاول ان يسوق ليخرب اننا أجرينا صفقات واتفاقات على حساب احد، نقول اننا لم نجر اي صفقات، نحن أجرينا تفاهمات لنسترد فيها دورنا وحقنا وموقعنا في الدولة ولنحفظ فيها حق ودور وموقع الجميع في الدولة. هذا هو الإطار الذي نعمل فيه ونحصن الجمهورية ونحافظ عليها”.
وختم باسيل: “نحن ندعوكم الأحد المقبل الى طريق بيت الشعب في بعبدا، وهذا البيت ليس بيتنا او بيت التيار الوطني الحر، بل اردناه منذ 1989 ان يكون بيت الشعب، بيت كل اللبنانيين. وعلى جميع اللبنانيين ان يشعروا انه بيتهم جميعا وانه على مسافة واحدة منهم، وهذا البيت ومن فيه يحميهم ويحفظهم ويهتم بمصالحهم وكرامتهم ولقمة عيشهم وكهربائهم ومائهم ونفاياتهم ونفطهم وطرقاتهم وضمانهم وصحتهم، هذا البيت يريد ان يسترد هذه الصورة لهذه الدولة. لذا عندما نقول بيت الشعب يعني بيت كل الشعب، والأحد المقبل في 16 تشرين الاول سنلتقي بكم على طريق بيت الشعب في بعبدا، وبعد 16 تشرين نتكلم معكم كيف سنكون في بيت الشعب في بعبدا”.