السلطان اردوغان؟! – سعدالله فواز حمادة

محطات نيوز – الانقلاب الفاشل في تركيا هز العالم وخلال سويعات معدودات كانت تركيا على شفير حرب اهلية لا تبقي ولا تذر.

كان الوقت يمر ثقيلا وكانت الاخبار تتوارد وتتوالى والجميع يترقب مصير انسان لطالما كان الكثير من اللغط حوله.
وكانت التسريبات الاعلامية قد انتشرت كما النار في الهشيم على مصير مجهول وتعتيم مطبق، حتى لاهم المصادر الاستخبارية واصحاب القرار في العالم.

التضارب هذا لحظناه منذ بداية انطلاق هؤلاء الضباط، واستيلائهم على مبنى التلفزيون الرسمي واذاعة البيان الاول للانقلاب.

اميركا وقفت كالمتفرح في خضم الاحداث وجاء على لسان وزير خارجيتها كيري ما استشف منه عدم ممانعتها لهكذا انقلاب.!
وبالوقت نفسه آزره لابروف نظيره الروسي في الاتجاه عينه.

بالرجوع لذلك الانقلاب فإن معلومات مسربة من داخل اروقة القرار في انقرة، ان الدور الذي لعبه رئيس المخابرات كان له الدور الفاعل في افشال هذا الانقلاب.
فقد ذكر ان رئيس المخابرات قد علم بهذا الانقلاب وكان هناك تنسيق مسبق مع ضباطه وبموافقة مبدئيه عليك.
والرأي الارجح بأنه قد نصب لهم كمين محكم وانقلب عليهم في اللحظة الاخيرة.

وهنا كذلك لعبت الصدفة لعبتها، حيث كان من المفروض اغتيال اردوغان في مرماريس الساحلية في مقر اقامته، الا ان الاتصال الذي تلقاه من قائد الجيش الأول أوميت دوندار انقذ السلطان من مصير مجهول كان ينتظره.

بعد هذا الاتصال كانت قوات من الانقلابيين تقتحم مقره وتقتل اثنين من حراسه بعد مغادرة اردوغان على متن طائرة احضرت على عجل.

ان الدور الاميركي في هذا الانقلاب تجلى بخطاب اردوغان بين جمهور غفير من مناصريه وهو يطلب تسليم فرج الله كولن الداعية التركي المتهم بالتخطيط والتحريض على قلب الحكم في تركيا.

هل هذا الانقلاب اتى كما يقول المثل (هدية على صحن من فضة) الى اردوغان؟!
وهل ثبت دعائم حكمه المطلق في اروقة البرلمان واحكم قبضته كليا على الجيش؟!

منذ اندلاع ما اطلق عليه الربيع العربي، هناك الكثير من الامور كان تقيد حركة حزب العدالة وتحد من اندفاعاته في تحريك حركات ذات طابع اسلامي يتماهى مع نفس توجهات حزبه ا وخصوصا حركة الاخوان المسلمين.
وكان القرار في المؤسسة العسكرية والجيش تحديدا يحجم عن هذه الاندفاعة ويضع ضوابط لها.
فهل نحن امام اطلاق اليد وبشكل لا احد يستطيع الآن في تركيا ان يقف بوجه السلطان العثماني.؟!

بالتحليل والوقائع فقد خرج اردوغان الرابح الكبير، واقوى من قبل، واعطاه هذا الانقلاب ما لم يستطع اعطائه صندوق الاقتراع….!!

اضف رد

إضغط هنا

أحدث المقالات