خليفة مثل قباني في الليلة الثالثة من محرم في المجلس الشيعي: الأمة تحتاج الى حسين واحد في مواجهة عشرات اليزيديين

محطات نيوز – تم إحياء الليلة الثالثة من محرم في قاعة الوحدة الوطنية في مقر المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى، برعاية نائب رئيس المجلس الشيخ عبد الأمير قبلان، في حضور حشد من علماء الدين وشخصيات سياسية وقضائية وعسكرية وتربوية وثقافية واجتماعية ومواطنين.
ممثل قباني
عرف بالمناسبة الشيخ علي الغول وتلا المقرئ أنور مهدي آيات من الذكر الحكيم.
وألقى المدير العام الاوقاف الاسلامية في دار الفتوى الشيخ هشام خليفة ممثلا مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ الدكتور محمد رشيد راغب قباني كلمة من وحي المناسبة استهلها بالقول: “تعود ذكرى عاشوراء على الأمة الاسلامية وهي تعيش كربلاء جديدة يقتل فيها الإمام الحسين رضي الله عنه وأرضاه كل يوم، يقتل الحسين مع كل عصبية تفرق بين المسلمين، ومع كل ضحية تسقط بيد مسلم، يقتل الحسين مع كل معركة على أرض المسلمين وبين الأخوة يذهب ضحيتها المدنيون والأبرياء. ان من يريد الكلام على الإمام الحسين رضي الله عنه وأرضاه عليه أن يدرك أنه أمام رجل فاق أقرانه علما وعملا خلقا وأدبا، دينا وزهدا، استقامة وتقوى، فتشكلت بذلك لديه شخصية راقية مميزة كانت تستمد كمالاتها من فيض الكمال النبوي، وتستوحي اتزانها وتوازنها من الشخصية المحمدية بكل كمالاتها الخلقة والخلقية والعلمية والسلوكية. ومن هنا اصبحنا نفهم جانبا من جوانب قول رسول الله محمد:”حسين مني وأنا من الحسين” فهي ليست جملة للمجاملة، ولا تعبيرا عابرا بل هي رسالة للأمة جمعاء وهي تريد أن تقوم شخصية الإمام الحسين وان تحكم على افعاله. وكذلك هي حقيقة الإمام الحسين رضي الله عنه تتجلى في قول الصحابي انس بن مالك في الحسين “كأنه اشبه الناس برسول الله”. فوجه الشبه هنا هو في حكم الجزء من الكل، والفرع من الأصل، والبعض من الجمع. فكان الإمام الحسين بضعة من رسول الله ليأخذ حكم الكمال والجمال المحمدي”.
واضاف: “كانت واقعة كربلاء مع هذه الشخصية الحسينية لتؤكد أنه ما كان ليقف موقفه في كربلاء إلا عن بينة وحكمة، محددا الهدف وموضحا الغاية السامية في قوله “ما خرجت أشرا ولا بطرا، ولكني خرجت إرادة الإصلاح في أمة جدي”.فكان هدفه الأمة. وكانت غايته الاصلاح، وحقيق برجل كالحسين في كمالاته أن تكون دعواه مطابقة للواقع، وموافقة للحق، ومتلازمة مع الحقيقة. وواجهت دعوة الحسين الى النور قوى الظلام، وواجهت دعوته الى الاصلاح قوى الفساد، وواجهت دعوة الحسين الى الأمة قوى العصبية والمصالح الشخصانية.
فكانت المواجهة الحاسمة في العاشر من محرم. فدفع الحسين رضي الله عنه الثمن نفسه الذي دفعه من سبقه من المصلحين والعظماء وهم يواجهون الفساد والباطل. لقد دفع الثمن عن طيب نفس وهو يعلم. وكان يكفيه أن يقدم شيئا من التنازل ليصرف عن نفسه الموت، ولو فعل ذلك لما كان الحسين هو الحسين، ولما كان الاصلاح هدفا ولا الشهادة شرفا”.
وتابع: “عندما نتصفح سيرة الإمام الحسين نتلمس في جوانبها لمسات النبوة المرشدة والعناية المحمدية الحانية المليئة بالعاطفة الواعية والمشاعر العاقلة في توجيه انظار بل عواطف الأمة جمعاء محو الحسين في قول رسول الله :”أحب الله من أحب حسينا” فلو لم يكن حب الحسين إلا سببا جالبا لحب الله تعالى لكفى به حبا شرعيا وإيمانا يستحق ان يتفانى فيه المؤمن ويسعى الى الحصول عليه والتمثل به. فعقل المؤمن لا يمكن إلا أن يحب الحسين وذلك عندما يدرك مفاهيم الوعي والادراك والعلم لدى الحسين المستمد من باب مدينة العلم وسعة الأفق والفهم بتلقين والده وتعليمه له له، وهو الإمام علي رضي الله عنه. وقلب المؤمن ووجدانه لا يمكن إلا أن يحب الحسين. عندما يستشعر ما فاض عليه من عواطف ومشاعر الأم الكاملة والحانية وهي والدته سيدة نساء العالمين السيدة فاطمة الزهراء رضي الله عنها. فنحن إذا أمام شخصية معتدلة سوية منزهة لا يمكن إلا أن تكون موضع التقدير واحترام من القريب والبعيد، والعدو والصديق، وموضع حب وارتباط عقائدي وإيماني لدى المؤمنين.
فبهذا الميزان يجب أن نزن ما قام به الحسين طيلة اثنين وخمسين عاما من عمره وهو محل الحكم على ما ختم به عمره من خيار الشهادة والتضحية في سبيل تحقيق الصلاح والاصلاح والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. وإقامة العدل ونصرة الحق”.
وقال: “ونحن نقف أمام هذه الشخصية الفذة والفريدة، علينا أن نستحضر قيمه ومبادئه وجرأته وجهاده. لنستلهم من ذلك كله ما تحتاج اليه الأمة الاسلامية اليوم من حسين واحد في مواجهة عشرات اليزيديين. ومن حسين جامع للأمة، موحد لكلمتها مضحيا من أجلها. ففلسطين اليوم محتاجة الى الحسين، ولبنان وسوريا والعراق تحتاج الى الحسين ووراثته النبوية، وقيمه العلوية، الى جهاده وتضحيته وشهادته”.
لبنان اليوم وهو يمر بمرحلة من أخطر مراحل تاريخه الحديث يحتاج إلى قادة ومسؤولين يستلهمون معاني التضحية من أجل شعوبهم، وان يبذلوا جهدهم في عملية الاصلاح السياسي والاجتماعي والأمني، وعلى الجميع أن تتضافر جهودهم في نزع فتائل التفجير المنتشرة في كثير من المدن والمناطق اللبنانية، والتي تهدد بانفجار عام وواسع لن ينجو من آثاره لا مسؤول ولا مواطن ولا كبير ولا صغير.
فكل من يعمل على صلاح الأمة هو من حسين، وكل من يوحد صفوفها وكل من هو لجميع الأمة وليس لفرقة أو عصبية هو من حسين.
فليس احد يعمل للفرقة من الحسين فعلينا ألا ندع تضحية الحسين تذهب هدرا، ولا شهادته تضيع سدى ذلك بأن نكون جميعا هم من عناهم وقصدهم الحسين في قوله :”أمة جدي”.
قبلان
والقى الشيخ قبلان كلمة قال فيها: “سيدي يا حسين، جئنا لنحيي ذكراك ونعيش معك في جهادك ومسيرتك واطلالتك، حسين يا رمز الفداء ايها العنفوان المبارك ايها الداعي الى الحق والسائر في طريق الحق نأتيك من دون دعوة ونجتمع في رحابك، وفي ساعات وجودك معنا نتذكرك لأنك من رسول الله ورسول الله النبي الخاتم خير خلق الله، نحيي ذكراك يا حسين لا لطمع ولا لمنفعة شخصية بل نحيي ذكراك لنسير سيرك ونحذو حذوك وننهج نهج محاربة الظلمة، وها نحن على الطريق نحارب الظالم ونتصدى له ونطالبه بالرجوع عن الضلالة”.
وتابع: “نأتيك يا حسين في يومك في يوم جهادك حيث تجتمع الامة لاحياء ذكرك ونسير على خطاك ونحارب الباطل والظلم ونحارب التكفريين والتكفريون ولدوا يوم استشهدت لان من تجرأ على قطع رأسك لهم شبيه في ارضنا في سوريا والعراق وفي كل مكان من ارضنا . نعاهد الله ونعاهد جدك ونعاهدك يا حسين ونقول لك سنبقى بالمرصاد لكل ظالم ولكل مبتدع ولكل من يعمل السيئات، هذه الاجتماعات و اللقاءات لاحياء الذكرى تشدنا اليك ونتمسك بحبلك ونخطو خطاك ونقول لك نحن على طريقك وفي خطك وفي سبيلك ،ونطالب جميع البشر ان يعشقوا الحسين وان يتعلموا من مدرسته الادب والخلق والاستقامة والمسيرة والسلوك، الامام الحسين في حربه على الاعداء كان قمة في الاخلاق والسلوك والسيرة، فعلينا نحن في هذه المجالس ان نتعلم من سيرته الاخلاق والاداب والتربية والسيرة والسلوك علينا ان نكون مع الامام الحسين قولا وفعلا وسيرة، ونطالب الانسان سواء أكان مسلما ام غير مسلم ان يدرس الامام الحسين ويأخذ من نهجه لانه لم يطلب مالا وجاها وانما طلب الاصلاح وامر بالمعروف ونهى عن المنكر فكونوا معه في كل اعمالكم واقتدوا به وسيروا على نهجه ومنهاجه ولنكن جميعا مع الامام الحسين”.
وفي الختام، تلا السيد نصرات قشاقش السيرة الحسينية.

اضف رد

إضغط هنا

أحدث المقالات