حضور لبناني مميز في معرض الشارقة الدولي للكتاب دار اصالة تفوز بجائزة “اتصالات” كأفضل اخراج عن قصة “عندما تغضب”

 محطات نيوز – اثبت لبنان مرة جديدة أنه على خطى نهضة أدبية عادت إلى الحياة مجددا بعيد الحرب الأهلية الأثيمة التي عصفت به في الربع الأخير من القرن الماضي، لا سيما عبر أدب الأطفال، الذي يلقى رواجا واسعا محليا وإقليميا وحتى عالميا. ازدهار في عدد دور النشر المختصة بترويج هذا الأدب، ازدياد عدد الكتاب، والنشاط الدائم اللامتناهي من قبل الرسامين والمخرجين، الذين يضفون لمساتهم السحرية على قصص الأطفال، فتخرج من إطارها التقليدي الذي اعتدنا عليه في سبعينيات القرن الماضي وثمانيناته، لنجد اليوم قصصا بقوالب فنية رائعة، تجذب الأطفال وحتى الكبار، وكل ذلك في سبيل إعادة الحياة إلى “نعمة” المطالعة، وإثراء عقول يافعينا وأطفالنا.
ومما لا شك فيه أن المساهمين في إحداث هذه النهضة كثر، لا سيما دور النشر، وهنا، تبرز إلى العلن دار التزمت النهوض بأدب الأطفال واللغة العربية، فرسمت لها نهجا تطوره كل فترة بما يتلاءم وحاجات مجتمعنا ومدارسنا ومكتباتنا وأطفالنا.
بدأت الحكاية بقصة، ليتخطى عدد إصدارات الدار بعد أقل من 15 عاما على تأسيسها ال900. إنها “دار أصالة” التي عرفت كيف تزرع، لتحصد النجاح تلو الآخر والجوائز بعد الأخرى، لبنانيا وإقليميا وعالميا.
لبنان ضيف شرف
منذ أيام، انطلقت فعاليات معرض الشارقة الدولي للكتاب 2013 في دولة الإمارات العربية المتحدة، واختير لبنان ضيف شرف في هذا المعرض، من خلال مشاركة عدد كبير من دور النشر اللبنانية، وعدد من الفعاليات التي ذكرها قبل أيام المدير العام لوزارة الثقافة الدكتور فيصل طالب خلال مؤتمر صحافي، وهي على سبيل الذكر لا الحصر: ندوة فكرية بعنوان:”الثقافة العربية ـ بدائل المستقبل”، محاضرات حول “المطالعة بين تحديات الإنترنت ومسؤولية التربية”، معرض للفن التشكيلي لثلاثين لوحة من أعمال الرواد وبعض المخضرمين، عرض فني راقص لفرقة فهد العبدالله، مسرحيتا “عندي سمكة ذهبية”، و”Scientifique Fantastique”، أمسية شعرية للشاعر شوقي بزيع، ورش ترفيهية تربوية تعتمد المتعة والتسلية وسيلة للتعلم. عرض أفلام وثائقية عن أعلام من لبنان، والحرف اللبنانية، وعن بيروت والكتاب وغير ذلك من النشاطات.
وايضا، كانت قصص من دور نشرٍ لبنانية تزاحم وتنافس في مسابقات وجوائز على هامش المعرض، فجائزة “اتصالات لكتاب الطفل” من الجوائز المهمة جدا والتي ينتظرها كثيرون كونها تختار قائمة قصيرة من القصص العربية، مصفاة ومغربلة من مئات القصص والعناوين الواردة من الدول العربية كافة. أما هذه السنة، فكانت قصة “عندما تغضب” اللبنانية تخوض منافسة قوية مع كتب أخرى من مصر والمملكة العربية السعودية وفلسطين والإمارات. وكلنا نعلم مدى البذخ الذي يبذل في دول الخليج العربي على إخراج قصص الأطفال حتى قيل أحيانا أنها تحف فنية لا كتبا.
“أصالة” تفوز
وأمس، تم احتفال في معرض الشارقة للكتاب، للاعلان عن الكتب الفائزة ب”جائزة اتصالات لكتاب الطفل 2013″، وذلك وسط حضور إماراتي رفيع المستوى، وحشد من المشاركين في المعرض وزواره.
وكان اللافت فوز قصة “عندما تغضب” للمؤلفة دنيازاد السعدي والرسامة ظريفة حيدر، ومن نشر “دار أصالة” بالجائزة عن فئة أفضل إخراج، متفوقة في ذلك على قصة “أنا رومي… أحب أمي، ولا أحب الفساتين الوردية” الصادرة عن “مؤسسة أروى العربية للنشر والتوزيع” من المملكة العربية السعودية للمؤلفة أروى داود خميس والرسوم لحنان قاعي، وقصة “عود السنابل” الصادرة عن “دار نهضة مصر” من جمهورية مصر العربية، للمؤلفة الدكتورة عفاف طبالة والرسوم لهنادي سليط.
والجدير ذكره، أن “جائزة اتصالات لكتاب الطفل”، التي ينظمها “المجلس الإماراتي لكتب اليافعين برعاية من “شركة اتصالات”، تعتبر من إحدى أبرز الجوائز المخصصة لأدب الأطفال في العالم العربي وأهمها. وتهدف الجائزة إلى إثراء ثقافة القراءة وحب الكتب العربية لدى الأطفال من خلال إبراز أفضل أعمال الكتاب والرسامين والناشرين العرب.
وتأتي الدورة الخامسة ل”جائزة اتصالات لكتاب الطفل” كمنعطف جديد في تاريخ هذه الجائزة، إذ نجحت على مدار السنوات الأربع الماضية في تعزيز أهمية أدب الطفل العربي، وإحداث نهضة جديدة في هذا القطاع الحيوي.
وتهدف الجائزة إلى ما يلي: الارتقاء بصناعة كتاب الطفل في العالم العربي، تكريم كتب الأطفال المميزة والمبتكرة التي تتناول مواضيع معاصرة وتثري أدب الطفل العربي، تعزيز مكانة كتاب الطفل في مواجهة البدائل التقنية، وتحفيز الناشرين والكتاب والرسامين للابداع في مجال نشر كتب الأطفال.
“عندما تغضب”
وبالعودة إلى قصة “عندما تغضب”، التي فازت بجائزة أفضل إخراج، فهي تتحدث عن “هادي”، الطفل الذي يشعر بالغضب سريعا ويشعر كأنه وحش عندما يغضب، إلى أن اهتدى إلى طريقة تجعله يهدأ ويخفف من غضبه، وما هذه الطريقة إلا الرسم والكتابة والغناء وما إلى ذلك.
الرسوم مدهشة وغريبة نوعا ما، مبتكرة وفريدة، إذ أن الشخصيات فيها تشبه إلى حد بعيد الأسطوانات، ولم تعتمد الرسامة ولا المخرج الألوان الحية المعتادة كالأحمر والأزرق والأخضر، بل الأسود والرصاصي مع ظلال تضفي على الرسوم رونقا وجمالا، لتأتي هذه الرسوم لائقة بنص جميل وطريف، يزيد من طرافة القصة وجمالها.
كريدية
وتسلمت مديرة “دار أصالة” شيرين مصطفى كريدية التي شاركت في حفل الإعلان عن الجوائز، بنفسها الجائزة، كمؤسسة لبنانية وحيدة تفوز بهذه الجائزة بين مؤسسات من خمس دول عربية أخرى.
وقالت كريدية: “فخر كبير لنا وللبنان أن نفوز بهذه الجائزة، ولبنان يستحق التألق دائما، لأننا ندرك جيدا مدى التعب الذي يبذل في سبيل نهضة الكتاب في لبنان، ولأننا نعرف أيضا أن التعب في الزرع لا يمكن إلا أن يؤدي إلى حصاد وافر”.
وعن الجائزة، قالت كريدية: “كانت المنافسة محتدمة وقوية، إذ أن الكتب الأخرى المشاركة في المنافسات ذات نوعية ممتازة، وروج لها كثيرا في المواقع الإلكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي وفي الإعلام، لكن قصة “عندما تغضب” كانت مميزة بحق، واستحقت الجائزة”.
حيدر
من ناحيتها، تلقفت الرسامة ظريفة حيدر في لبنان الخبر بفرح وسرور، وقالت:”أنا سعيدة جدا، حتى إنني أبكي من فرحي، لا أعرف ما أقول، جل ما أستطيع قوله أني فخورة جدا بهذا الفوز وهذه الجائزة، وشكرا ل”دار أصالة” ول”المجلس الإماراتي لكتب اليافعين” الذي ينظم هذه الجائزة”.
جوائز أخرى
وبالنسبة إلى الجوائز الأخرى، فقد فازت بجائزة أفضل نص قصة “أمي جديدة” للكاتبة مريم الراشدي (إماراتية) والكتاب صادر عن “دار العالم العربي” (الإمارات).
أما جائزة أفضل رسوم فكانت من نصيب قصة “عود السنابل” والرسوم للفنانة المصرية هنادي سليط والكتاب صادر عن “دار نهضة مصر”، فئة أفضل رواية لليافعين ربحتها قصة “أجوان” للكاتبة الإماراتية نوره النومان والكتاب صادر عن “دار نهضة مصر”.
وفازت بجائزة أفضل كتاب للأطفال قصة “عود السنابل” أيضا، فيما فازت كما ذكرنا في التقرير، قصة “عندما تغضب” الصادرة عن “دار أصالة” ـ لبنان بجائزة أفضل إخراج.

اضف رد

إضغط هنا

أحدث المقالات