محطات نيوز – عماد جانبيه
حان وقت المقابلة، فكان أمامي مشهد على المسرح اللبناني لمواطنين متطوعين، مواطنين متأثرين، ينتخبون، يتجاوبون ويعطون كل ما لديهم كي يلعبوا الدور، ويطالبون بدولة علمانية، ومجلس بلدي يمثلهم ويهتم في شؤونهم، في حين يطالب آخرون بالقضاء على الفساد، بينما يدعم آخرون المرأة وحقوقها بإمتياز…
ولكن للأسف، كان هناك مقطع من المسرحية، وفيه مشهد مطابق لواقع الانتخابات البلدية الذي يطابق الواقع السياسي في المحاصصة والهدر والفساد، ولم يحترم فيه ذكاء وإحساس وطموحات المواطن، رغم أنه هو الوحيد القادر على زحزحة مواقع، ولا يتزحزح، على تغيير مجرى الأحداث ويستحق كل الاهتمام، وفي كل الحالات هو وحده مفتاح مصيره…
كما وشاهدنا في مقاطع، أن البعض من اللبنانيين ليس بحاجة الى حريته، ويسلّم بالطاعة منذ نعومة أظافره، لأنه تربى على الإتباع لمن معه، والتمرد على من ليس منه . لقد اختار هؤلاء الأسر بفرح واطمئنان وقبلوا الدونية، مقيدين بسلاسل الولاء والإتباع والتسليم بالشيء.
ولدوا خائفين، يتسلحون بالعصبية، ويستنجدون بمن يشبههم، لينتصروا على خصمهم. إنه لأمر محزن جداً أن يتفرج الشباب اللبناني وخريجوه وأجيال مستقبله على مهزلة المحادل في يوم انتخابات المجالس البلدية في المناطق، الذين لهم دور في ممارسة العجز والتعجيز، ما يثبت أن لا أحد يريد دولة في لبنان، بل يريد كل فريق دولة له… أو دولة وفق نموذجه الخاص… حقيقة إنه أمر باهظ الثمن…
ختاما، انتهت المسرحية كما انتهت قبلها كل مسرحية بإختلاف الأدوار والأشياء، وتشابهت فيها دموع الحزن، على أمل أن نتهيأ لقفزة كبيرة إلى الأمام، يحركها نضج جديد لجزء كبير من الشعب اللبناني بكل خصوصياته وبتعدد طوائفه..