تقسيم المقسم… سعدالله فواز حمادة

محطات نيوز – اذا كان سايكسبيكو اتفاق قد اجهز على الكثير من الحلم الذي انتاب يوما اقامة كيان عربي واحد من المحيط الى الخليج، فاننا الأن نشهد آخر فصول نعيه الى الابد ودق المسمار الاخير في نعشه.

منذ انطلاقة ما يسمى الربيع العربي اخذ الكثير من الشباب اطلاق حلم طالما راودهم منذ نعومة اظافرهم بوطن قومي عربي يجمع اقرانهم ويشاطرهم هذا الحلم.

ومع اشتداد العنف الذي رافق هذا الربيع اخذت الامور منحى آخر كليا! وقد طغت الحركات الراديكالية والاصولية على مسار الكثير من هذه التوجهات! واصبحنا نرى الشباب الذي قاد واطلق ما عرف (بالثورات الفايسبوكية) قد انكفأ او بالاحرى اقصي وخطفت ثورته وحلمه!!

وما يثير هنا ان الشباب هذا لم يكن بحسابه ان تأخذ انتفاضته الطابع العنفي والدموي الذي طبع اكثرية تحركاته، ولو كان يدري ذلك لما اقدم على خطوة قد فعلت ما فعلت بسيل دماء الابرياء على مصارع الطرقات وتدمير بنيان انشأ واستغرق تشييد ركائزه عشرات السنين!!

واذا نظرنا كيف خطفت الكثير منها وركوب الحركات هذه واخذها لوجه آخر لادركنا كم اجحف، حتى ان كان هذا تحت شعارات براقة تتغنى بالحرية ومتفرعاتها….

بالرجوع الى تاريخ الصراعات من البلقان الى افريقيا والحرب الاهلية في اسبانيا والامثلة كثيرة، نرى انه مهما اخذت الصراعات من مدد واستنزاف للبشر والحجر، فلا بد بالنهاية من الجلوس الى مائدة مستديرة تجمع الافرقاء المتصارعة وتوضع حد لاقتتالهم ووقف لسفك الدماء.

لكن السؤال هنا هل هذا يطبق على الحرب الدائرة رحاها في اتون من المذهبية البفيضة، التي تستعر فيها الفتن ووقودها الناس، وقد وصلت الى حيث لا رجعت بعد ان ضاع ما ضاع وخرب ما خرب!

لا بد من بصيص ضوء في آخر هذا النفق المظلم.

لكن بالمبدأ الخوف من وضع ارضية تكون القاعدة تأسيسها بهدف واحد ينقى من الخليط والمزيج لتلك الشعوب التي عاشت مئات السنين فيما بينها تجمعهم ارض، يأكلون ويشربون من نفس عطاءها.

فان من اضاع الحلم فلا بد ان يرضخ للواقع او يرفض هذا المخطط بتغيير خريطة المنطقة كليا.

ان كان سايكسبيكو قد قسم دول وانشأ اخرى فلا شك ان ما يخشى منه في قادم الايام، هو الاسوء،

بتقسيم  المقسم…..

اضف رد

إضغط هنا

أحدث المقالات