الاستقلال بين نداء الواجب وبوح الروح..

ما أجمل أن يحتفل اللبناني بإستقلال بلاده، وهو بلا رئيس للجمهورية…

ما أجمل أن يحتفل المولود في لبنان أو المتحدر من أهل ولدوا في أرض حدودها معروفة باستقلال بلاده من الاستعمار، وشبعا والحدود البحرية مازالت تحت سيطرة العدو الاسرائيلي…

ما أجمل أن يحتفل اللبناني بإستقلال بلاده، والنفايات كحقل الغام، موجودة في شوارعه، في ظل حكومة لا تستبق الآتي، من دون رؤية ولا تخطيط…

ما أجمل أن يحتفل اللبناني بإستقلال بلاده، وهو مازال يتقهقهر ويتدهور، وتلاحقه الاحتياجات الاقتصادية والاستحقاقات تتراكم، ومستقبله يزداد غموضاً، وشبابه قلقون…

ما أجمل أن يحتفل اللبناني بإستقلال بلاده، الذي حصل قبل أوانه، بعملية قيصرية، مليئة بالتعقيدات، اوصلته الى ماهو عليه…

ما أجمل أن يحتفل اللبناني بإستقلال بلاده، والتعددية هي مصدر قوته لأنها تضاعف قدرته على التواصل مع الخارج، والتأقلم وفي الداخل مايزال معرّضاً لخطر التفتت…

ما أجمل أن يحتفل اللبناني بإستقلال بلاده، وما يزال سؤ نظامه السياسي يعجز عن التخلص من الإقطاعية والمحسوبية والفئوية التي تقلل من شأنه ويستسلم ويقبع في الجمود…

يبدو أن اللبناني الذي اراد أن يحتفل بإستقلال بلاده، يرضخ لقدره السياسي دون أن تكون له ردة فعل حياله، وحتى انه لا يحاول، في نطاق الواقعية السياسية، أن يستفيد بشكل أفضل من مبادىء الديمقراطية العرجاء المتراخية…

عندما يتعلق الأمر بالسياسة، يتصرف اللبناني بغاية الغباء، يستسلم دون تفكير. يقترع بشكل آلي ويتقبّل إدارة السياسيين لشؤونه كشر لا بد منه… فالسياسيون في جميع أنحاء العالم هم في خدمة الشعب وناخبيهم الا في لبنان الناخبون في خدمة سياسييهم…

الا يجب قبل الاحتفال هذا أو اي احتفال آخر أن يعي المسؤولون المنتخبون أهمية دورهم وهو يوازي ضرورة أن يعي الناخبون أيضاً دورهم…

جميل أن يحتفل اللبناني بإستقلال بلاده، عندما يكون هناك تكافل والتزام ما بين المنتخب والناخب وبالعكس، كي يتحرك مصيره نحو الأفضل…

جميل أن يحتفل اللبناني بإستقلال بلاده، بإعتماد لغة تقوم على المواطنية والشفافية، لتكوين رأي عام حقيقي الذي هو بداية ضرورية للغة مشتركة، تتيح الحوار بين ضمائرهم كي يزدهر لبنان…

عماد جانبيه

اضف رد

إضغط هنا

أحدث المقالات