محطات نيوز – تنشر “مجلة الدراسات الفلسطينية” في العدد 104 (خريف 2015)، تحت عنوان “الفدائي إذا تكلم”، نصاً كتبه القائد الفلسطيني الشهيد خليل الوزير (أبو جهاد) في سنة 1986، وتناول فيه زمن انطلاقة الكفاح المسلح وبداية حركة “فتح”. وكان هذا النص طُبع ككرّاس بهدف النشر، لكنه سُحب من التداول بُعيد صدوره، كما أن أبو جهاد عمد إلى وقف توزيع الكرّاس وإتلاف جميع نسخه المطبوعة تقريباً، ولم يحتفظ سوى بنسخ قليلة جداً استطاعت “مجلة الدراسات الفلسطينية” الوصول إلى إحداها بفضل الأخت انتصار الوزير (أم جهاد)، ويبدو أن سحبه جاء لاعتبارات تتعلق بملاحظات على بعض التفاصيل في النص وبتوقيت النشر.
ويتضمن الكراس الذي تنشره المجلة كوثيقة، 10 فصول:
1 – النكبة وإلغاء العامل الفلسطيني في معادلة الصراع: ويتحدث أبو جهاد فيه عن مرحلة ما بعد النكبة، ومصادرة النظام العربي للدور الفلسطيني، والنتائج التي ترتبت على ذلك.
2 – نشوء “فتح”.. البدايات الأولى والظرف الموضوعي: يقول أبو جهاد إن البداية كانت بعملية تفجير خزان زوهر في 25 شباط / فبراير 1955، والتي كانت بمثابة إعلان عملي لبداية الكفاح المسلح. وبموازاة العمل الفدائي، كان هناك حركة سياسية ونضالية ناشطة خارج قطاع غزة قادها أبو عمّار.
3 – اللقاء مع أبو عمار.. ولادة اللحظة التاريخية: يتناول هذا الفصل بداية بلورة الأفكار التي ستقود لاحقاً إلى تأسيس حركة “فتح”.
4 – اكتشاف المعادلة الدولية – تجربة مكتب الجزائر: كانت النواة الأولى لـ “فتح” قد أجرت اتصالات بقادة الثورة الجزائرية قبل انتصارها، وحين قام أبو عمّار بزيارة للجزائر بعد الانتصار، تم الاتفاق على فتح مكتب لفلسطين في الجزائر، انطلقت منه عملية نسج علاقات دولية للتعريف بالقضية الفلسطينية وحشد الدعم لها.
5 – أدبنا السياسي – الإشراقة الأولى: ويتضمن هذا الفصل التعريف بالوثائق والبيانات السياسية الأولى التي أصدرتها حركة “فتح”.
6 – خريطتنا التنظيمية تتشكل: في هذا الفصل إضاءة على تشكيل الأنوية التنظيمية الأولى، وخصوصاً خارج فلسطين، والنشاطات التي كانت تقوم بها، وهي الأنوية التي قادت عملية تأسيس “فتح”.
7 – الضفة الغربية.. وخريطتنا التنظيمية: كان لتشكل الأنوية التنظيمية في الخارج انعكاسه على الداخل الفلسطيني، وخصوصاً على الضفة الغربية حيث تم تشكيل أنوية تنظيمية، ولا سيما في الخليل.
8 – الانطلاقة: يتناول الفصل الثامن النقاشات التي دارت قبل إعلان انطلاقة حركة “فتح”، والبيانات السياسية التي صدرت عن “فتح”، والعسكرية التي صدرت عن “القيادة العامة لقوات العاصفة”.
9 – “فتح” ومنظمة التحرير الفلسطينية: في هذا الفصل يناقش أبو جهاد ظروف نشوء منظمة التحرير الفلسطينية وأسباب إنشائها، والأخطاء التي ارتكبتها كونها تشكيلاً بقرار رسمي عربي، لكنه يؤكد أن “فتح” حافظت على المنظمة ككيان معترف به عربياً، وعملت على رفدها بعناصر ثورية للسيطرة على هيئاتها بالتدريج.
10 – الانتقال إلى المرحلة الثانية: يتناول هذا الفصل الأخير الانطلاقة الثانية بعد هزيمة الأنظمة العربية في حزيران / يونيو 1967.
إن “مجلة الدراسات الفلسطينية”، إذ تنشر هذه الوثيقة، إنما تنطلق من اهتمامها بتوثيق التاريخ الفلسطيني، وبوضع خبرة مؤسسي الثورة الفلسطينية في خدمة القضية في هذه الأيام الصعبة التي ينتشر فيها الأسى على مآلات ثورة كبرى يتهددها خطر تبديد مكتسباتها.