كلمة الدكتور الأمين في حفل تكريمه في صور

كلمة الدكتور رفيق محمد الأمين في حفل تكريمه بـ 23 ايار 2015 في الكلية الجعفرية صور

محطات نيوز – من “شقراء” أقصى اقاصيها. ولدت وترعرعت بين حقولها وبيادرها وبيوتها الترابية. لم ننعم بالكهرباء إلا في أواسط الستينات، أما المياه كنا دائماً بشوقٍ إليها وما زلنا. كان اهلنا يكافحون من أجل شتلة تبغ يعملون عليها فترة 14 شهراً، حتى يقبضون ثمنها كما يريدون لا كما يستحقون. ومع ذلك كنا متمسكين بأرضنا وبإرث أجدادنا عاشقين لقصائد شعرائها متغنين بجمال عيون صباياها ولعمري قول الشاعر: “على عين عيناتا عبرنا عشية عليها عيون العاشقين عواكف” وفي ليالي الشتاء الممطرة والباردة كنا نجتمع حول ال-“كانون” لنسمع حكاية جداتنا وكبارنا يقصون علينا ما حفظوا عن أجدادهم حول تسمية الجنوب “جبل عامل” و-“بلاد البشارة” وحكاية الزير وعنترة وأبا ذر، الشهيد الأول والشهيد الثاني، ما هل بأجدادنا أثر مجازر الجزار والعثمانين وحرق مكتباتهم ونفي عملائهم، ثم يذكرون وبكل فخر رجولة صادق حمزة الفاعور وادهم خنجر والمواقف الاستقلالية عن العثمانيين والتحاقهم بالثورة السورية ويذكرون بفخر إجتماع وجهاء عامل في وادي الحجير بحضور العلامة الجليل الراحل السيد عبد الحسين شرف الدين حيث اجمعوا، على العمل من أجل الحرية والإستقلال. أما صباحاً فكنا نعود كل إلى عمله ومدرسته.

في اواخر الستينات من القرن الماضي انطلقت المقاومة الفلسطينية من أرض الجنوب حيث وجدت أرضية خصبة من التعاطف من قبل أبناء جبل عامل ومن ثم قامت الأحزاب اليسارية والشيوعية والقومية ورموز دينية كالإمام المغيب موسى الصدر لمساعدة المقاومين. ثمة كان الإجتياح الاسرائيلي عم 1978 ومن ثم 1982 واعتداءت 1993-1996. كل ذلك أدى إلى تدمير الكثير من القرى والبلدات الجنوبية. وكانت ردة الفعل لدى الناس أن نشأت جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية جمول 1982، وسرايا أمل للدفاع عن الوطن.

وهذا ما شكل بداية للعد التنازلي للعربدة الاسرائيلية وبعد ذلك برزت حركة المقاومة الاسلامية التي أصبحت فيما بعد الرائدة في العمليات النوعية التي أدت إلى ترنح العدو الصهيوني الذي توج بالإنسحاب الاسرائيلي عام 2000 وهزيمته المدوية عام 2006 ما أعطى المقاومة الإسلامية بعداً عربياً واسلامياً ودولياً جامعاً.

في فترة الصراع ومنذ اواخر السبعينات بدأت الحركة الوطنية بالمستوصفات عل دول الشريط الحدودي لمواجهة ما يسمى بالجدار الطيب الذي أوجدته إسرائيل لتطبيع العلاقة مع السكان.

وكان للنجدة الشعبية اللبنانية شرف بدئ العمل بالمستوصفات جنوباً وبقاعاً لمساعدة الناس على الصمود ومن ثمة كانت لفتة المقاومة الإسلامية في ما بعد بإنشأ مدارس ومراكز تعنى بالشأن الإجتماعي والتربوي والصحي.

لابد لي في هذه العجالة من أن أشير إلى انني كنت عاملاً ورفيقاً ومازلت مساهماً بالعمل الوطني منذ انتمائي للخط الوطني المقاوم عام 1977. الى جانب أهالي الجنوب في قضاياه ومازلت. انني وبضمير مرتاح وأنا أطوي 38 عاماً من العمل الصحي الإجتماعي لأن اتقدم من الهيئة الصحية الإسلامية وإدارة مستشفى البقاع الغربي سحمر بالشكر الجزيل للاحتفال التكريمي الذي أقيم لشخصي في 30-5-2014 العام الماضي.وبمنحي درع وفاء وتقدير.

كما انني اليوم اتقدم كذلك بجزيل الشكر من جمعية هلا صور الثقافية الإجتماعية ومن جمعية جدل من أجل العلمنة في لبنان على هذا التكريم الذي له نفحة خاصة حيث انني بدأت العمل بعد الاجتياح الاسرائيلي عام 1982 في مدينة صور الأبية كجراح ومدير للمستشفى ولا بد لي بأن أذكر بهذه اللحظات عملاقي العمل الوطني الشهيد د.حكمت الأمين والمعلم رفلة أبو جمرة.

وبمناسبة 25 ايار اتقدم من الوطن والجميع بالتهاني بعيد النصر والتحرير والمجد للابطال أحياءً وشهداءً . شكراً لكم على حضوركم ومشاركتكم هذا الاحتفال الذي هو لفتة وفاء وتقدير الذي منحته من أهل مدرسة وفاء وتقدير.

عنيت بذلك الخط الجهادي المقاوم. شكراً لكم وشكراً لحضوركم فرداً فرداً الأصدقاء والزملاء وأخص بجزيل الشكر والحب والتقدير زوجتي العزيزة د.تاتيانا واولادي الأحباء نتاليا، نور ونزار. والسلام عليكم الدكتور رفيق الأمين.

حفل تكريم الدكتور رفيق محمد الأمين (2) حفل تكريم الدكتور رفيق محمد الأمين (1)

اضف رد

إضغط هنا

أحدث المقالات