نقابة الممرضات والممرضين في لبنان أحيت اليوم العالمي للتمريض “لبناء جسور التواصل والتضامن في التمريض بين لبنان والعالم العربي”

محطات نيوز – الثلاثاء 12 أيار 2015 -أحيت نقابة الممرضات و الممرضين في لبنان صباح اليوم في فندق “هيلتون بيروت حبتور غراند” – سن الفيل اليوم العالمي للتمريض وعقدت لهذه الغاية يوماً طويلاً من المحاضرات التي قدمها وشارك بها اخصائيون من لبنان والعالم العربي وذلك تحت عنوان “لبناء جسور التواصل والتضامن في التمريض بين لبنان والعالم العربي”برعاية معالي وزير الصحة العامة الاستاذ وائل أبو فاعور، وحضور ممثله الدكتور بهيج عربيد، العقيد الاداري غسان سليم ممثل حضرة العماد قائد الجيش، والمدراء العامين الدكاتره وليد عمار،أحمد الجمال وأحمد دياب، ممثلة الصحة العالمية غبريال أريديتش، نجيب الحاج ممثلاً النائب سامي الجميل، الدكتورة ايلين مشحم ممثلة وزير العمل سجعان قزي إضافة إلى مدراء الجامعات والمعاهد وحشد من الممرضات والممرضين.

النشيد الوطني، فكلمة عريف حفل الافتتاح عضو مجلس النقابة وليد أبو صالحة.

نويهض
وألقت نقيبة الممرضات والممرضين هلن سماحة نويهض كلمة، ومما قالت: “عملنا في النقابة خلال السنوات الثلاث الماضية بجهد وكد، وحولنا النقابة الى خلية نحل. لقد قمنا بنفض الغبار بفعل الشفافية التامة، وإحترام الآخر، وتغليب مبدأ المناصرة والمناصحة والثقة، عن قررات ساهمت في تطبيق هدفنا في لم الشمل، اي لم شمل الممرضات والممرضين، فإنضم إلينا أكثر من 90% من الممرضات والممرضين تحت مظلة النقابة، كي تكون ملاذا لهم ولصون حقوقهم وكرامتهم، ومرجعا لأدائنا المهني في القيادة والممارسة والتعليم والبحث العلمي. لقد طوينا الصفحة الى غير رجعة على الاستخفاف بالعمل النقابي ودور النقابة”.

أضافت: “اغتنم هذه الفرصة ايها الزملاء الفلسطينيون لأوكد لكم ان القانون اللبناني قد اعطاكم حق العمل في مهنة التمريض على ان تطبق بحقكم جميع الشروط المطلوبة لعمل اللبنانيين من ناحية الشهادات واجازة مزاولة المهنة يضاف اليها فقط اجازة عمل من وزارة العمل.(القرار رقم 197 الصادر عنم وزير العمل بتاريخ 17/12/2014)”.

وتابعت: “لقد إستطاعت النقابة والعاملين فيها، وخلال أقل من ثلاث سنوات أن تحقق نجاحا في ما لا يقل عن 30 مشروعا، وبكلفة جد متواضعة. ومن رحم العمل الحثيث في لم الشمل أصبح لدينا خزان حيوي حيث اطلقنا مشروع لداتا المعلومات، وقد كشف لنا هذا المشروع عبر التواصل والإستقصاء عن مقومات مواردنا البشرية، وأصبح لدينا وضوح في هويتنا وحاجاتنا. وعن المؤشرات الحيوية في قطاع التمريض، أحيطكم علما أننا أجرينا حوالي 3000 إستقصاء أفرزت لنا نتائج أرقامها حصيلة جيدة في تحديد هوية مواردنا البشرية ومقوماتها من أعداد وكفاءات، وأماكن عمل، وحاجات، وتطلعات، وقدرة للتدليل على مواطن القوة والضعف، ومعرفة ما يستبقي الممرضات والممرضين وما يستبعدهم”.

واردفت: “لقد أخذنا المبادرة عندما اغتنمنا الفرصة السانحة لإعادة تأهيل وتدريب الممرضات والممرضين في القطاع التمريضي في المراكز الصحية العامة حول الأمراض المعدية، فقد بادرنا لتقديم proposal هي الأولى من نوعها في ثقافة النقابات والعمل النقابي، ولنفعل الشراكة بيننا ووزارة الصحة العامة وال UNICEF وقد حصلنا على منحة بقيمة 150 ألف دولار أميركي وهذا دليل على ثقة عالية من الوزارة واليونيسيف بقدرات الممرضات والممرضين والقيادة والقيمة المميزة لنا”.

ودعت الى “المحافظة على بلدنا معا واحدا موحدا ولنثابر جميعا على بناء جسور التواصل والتضامن في التمريض بينكم أولا، وبينكم وبين لبنان والعالم العربي الأوسع، ولنبادر الى القيام بأعمال تشاركية في ميادين الأبحاث، وفي بناء القدرات، وفي تبادل الخبرات بين مختلف شرائح قطاع التمريض من طلاب وأساتذة وقياديين، آملين أن نكون القدوة الحسنة في دمل الجراحات الجسدية والنفسية، وفي معالجة الكراهيات الماثلة في حروب مجتمعاتنا، وفي تخفيف ثقافة التوحش الآخذة بالتكاثر والتمدد. لنثابر جميعا لننتج قصص النجاح معا، والى المزيد من مد الجسور من والى الدول العربية”.

جلسات المؤتمر
بعد ذلك بدأت أعمال جلسات اليوم العالمي الذي نظمته النقابة. وحملت الجلسة الأولى عنوان” ظاهرة العنف ضد الممرضات والممرضين : كيفية تداركها والحد منها ووضع الاطر القانونية لها”. وحاضر الدكتور محمد علم الدين من كلية الصحة العامة – الجامعة الأميركية في بيروت عن “الخطوات الحاضرة والمستقبلية لمعالجة ظاهرة العنف ضد الكادر التمريضي فقال إن “الاساءة التي يتعرض لها العامل في القطاع التمريضي يحولونه إلى عطاء، مشيرا إلى أن المشترك بين القيادات وهو أنها تحب أكثر مما تكره وتعطي أكثر مما تأخذ”.

وعن العنف ضد الكادر التمريضي في لبنان لفت إلى دراسات أكدت أن “هناك أخطر مما هو ظاهر في هذا المجال. وإن هذا العنف ضد القطاع التمريضي يؤدي إلى إنحدار الأداء الوظيفي لدى العاملين فيه، وخصوصا في غرف الطوارئ. وذكر أنه تم القيام بإعتماد استراتيجية عمل ثلاثية المحاور منها زيادة الوعي وتأمين تغطية إعلامية تشهد لوسائل إعلام لبنان والعالم العربي”.

أضاف: “نحن قيد الاعداد لنتائج دراسة وطنية جديدة عن العنف ضد الكادر التمريضي. واشار إلى وضع مسودة سياسة مكافحة العنف مع وزارة الصحة”.

وكشف عن إقامة برنامج من 25 إلى 27 ايار الجاري وهو الأول من نوعه هو لسبيل مكافحة العنف وسيشارك فيه 7 دول عربية وخاصة من فلسطين المحتلة.

ثم تحدثت الاستاذة المحاضرة في كلية الصحة العامة في جامعة البلمند ماتيلد عازار بعنوان “هل الدعم الاداري يحد من عواقب العنف ضد الممرضات والممرضين؟” وعرضت دراسة عن العنف في مستشفيات جامعية في بيروت ضد الممرضات والممرضين ومدى تأثير ذلك في تفكيرهم في ترك العمل.

وتحدثت عن الدراسة التي اجرتها على ستة مستشفيات جامعية في بيروت ومن نتائجها أن “فترة عمل الممرضات والممرضين في المستشفيات قصيرة ويتعرضون لعنف عالي المستوى، وإن الدعم الذي يحصلون عليه يأتي من زملائهم في العمل، في حين أن 75 % عندهم ضغط نفسي من جراء التعنيف وأن 39% يفكرون بترك المهنة”.

كما روت سيلينا يموت الممرضة المختصة بالصحة النفسية ومنسقة معلومات العنف الناتج على النوع الاجتماعي – الامم المتحدة في لبنان عن “تجارب وعبر مكتسبة” فأشارت إلى “العنف في أماكن العمل، وتعريف منظمة الصحة العالمية له، وهو الاستخدام القصدي للقوة أو السلطة”.

الجلسة الثانية
أما الجلسة الثانية فحملت عنوان “إستقطاب عنصر الشباب في المهنة واستراتيجيات إستبقاء الممرضات والممرضين فيها”. وتحدثت الدكتورة نهاد ضومط الاستاذة المساعدة في كلية رفيق الحريري للتمريض في الجامعة الأميركية، فأشارت إلى دراسات أقاموها حول هجرة العاملين في التمريض، “ومنها ليس فقط الرواتب، وانما بيئة العمل وكيفية التعامل مع هؤلاء، وتبين لنا أن 36% اظهروا نية ترك التمريض لأسباب عدة منها غياب التطور العلمي”.

ثم تحدثت موزة بنت شيخان العبري رئيسة قسم التدريب وتطوير القوة العاملة بالمديرية العامة لشؤون التمريض بديوان عام وزارة الصحة في مسقط – سلطنة عمان عن “تجربة سلطنة عمان في توظيف وإستبقاء الممرضين”، فأشارت إلى أن مهنة التمريض في السلطنة بدأت العام 1970 وإن معاهد التمريض مجانية وتأمين العمل لكل متخرج من هذه المعاهد وذلك لإستبقاء هؤلاء في السلطنة مع إعطاء المنح الدراسية في الخارج.

أما الدكتورة أمل أبو عوض، المديرة العامة للتعليم الصحي وعميدة كلية إبن سينا للعلوم الصحية في فلسطين المحتلة فقد تحدثت عن تحسين مستقبل التمريض في فلسطين من خلال المؤسسات الأكاديمية وتسليط الضوء على الاحتياجات الصحية للسكان. وأشارت إلى “تحدي الحفاظ على مستوى الكادر التمريضي التعليمي، بالرغم من توفر أعداد هذا الكادر”.

ثم تحدث الدكتور محمد علم الدين عن “مشروع تحديث قاعدة البيانات: مدخل إلى فهم آليات إستقطاب إستيفاء الكادر التمريضي في لبنان”، وعرض فيها القيمة العالية لمهنة التمريض في المجتمع العالمي وانها أكثر مهنة محترمة هناك.

واعتبر أن “أول عنصر مهم لإستيفاء الممرضات والممرضين هو أن تتم معاملتهم كبشر يجب احترمهم ودعمهم وتوفير الراحة في عملهم ماديا ومعنويا”.

وتحدثت عميدة كلية الصحة العامة في الجامعة اللبنانية الدكتورة نينا زيدان عن “دور الجامعة اللبنانية في إستقطاب عنصر الشباب في مهنة التمريض” على المستويات الاستراتيجية ومنها تأمين فرص التعلم للشباب مهما كانت مستوياتهم التعليمية وفي مناطقهم الجغرافية، وباللغات المتوافرة مهما زاد عدد المقبولين في إمتحانات الدخول هذا العام ، مشيرة إلى تخرج 4 آلاف ممرضة وممرض إلى الآن من كلية الصحة العامة منذ تأسيسها في الثمانينات.

وتلاها نقيب المهن الحرة الصحية في العراق جاسم طوفان حول “التمريض بين الواقع والطموح” فقال إن “نسبة التمريض في العراق يبلغ 165 ألف يتبع وزارة الصحة مع إهمال لحقوقهم الى الآن”.

وتحت عنوان “قانون تنظيم المهنة من التعليم إلى الممارسة”، تحدثت المستشارة الدولية لدى المركز الأميركي لاعتمادات التمريض رنا عبد الملك التي تمنت الحصول على قوانين أفضل في حقل المهنة لأن العاملين فيها تغيرت طموحاتهم وواقعهم.

ثم تحدث مدير عام التعليم المهني والتقني في وزارة التربية والتعليم العالي الدكتور أحمد دياب عن دور المديرية في تعليم التمريض، مشيرا إلى تدريس المهن في الجامعات الوطنية والخاصة، وإلزامية تقديم إمتحانات دخول إلى الدراسة في المهنة في الجامعة والمديرية.

واشار إلى الدقة في قبول الناجحين في إمتحان الدخول مما يجعل منها شهادة موثوقة، “لكن تبقى الحاجة قائمة لأعداد المنتسبين”. وشرح مستويات شهادة التمريض المعطاة في حقل التعليم المهني وبعض الاشكاليات التي تواجهها، داعيا إلى وضع مناهج موحدة في مهنة التمريض وإلى تنظيم إمتحان موحد لكل المعاهد في لبنان وبالتالي لا يعطى إذن مزاولة المهنة في التمريض إلا بعد النجاح في هذا الامتحان.

بعد ذلك، تحدثت الدكتورة معالي جميعي استاذة التمريض في كلية التمريض في جامعة الاسكندرية عن “قانون تنظيم مهنة التمريض من التعليم إلى الممارسة”، فشددت على “التغلب على المشاكل التي تواجه المهنة وضرورة تجاوزها نحو الأفضل، لأننا بحاجة إلى تنظيم تمريضي متطور، من هنا حاجتنا إلى قوانين متطورة ومناسبة”.

ثم تحدث مدير التعليم العالي الدكتور أحمد الجمال عن دور مديرية التعليم العلي في تعليم التمريض، وشدد على أهمية القوانين في تنظيم المهنة تعليما وممارسة، لافتا إلى “دور وزارة الصحة في إعطاء إذن مزاولة المهنة”.

وأثنى على دور نقابة الممرضات والممرضين وضرورة اعطائها المجال في إبداء الرأي في المواضيع التي تطرحها مديرية التعليم العالي”.

ثم شرح عمار الاشكالية المتعلقة بشهادة البكالوريا الفنية للتمريض ومسألة إذن مزاولة المهنة، داعيا النقابة إلى “لعب دور ضاغط في متابعة مسألة مستوى العاملين في المهنة ولكن ليس على أساس معدات المتخرجين بالشهادة الفنية”.

المحور الثاني
وتناول المحور الثاني “أبعاد وآفاق التكنولوجيا في التمريض”. وتحدث فيه الدكتور سمير صولي الممرض الأختصاصي في المعلوماتية الطبية فأشار إلى دورها في رفع كفاءة الممرض وتحسين الجودة وخلاصة تقييم العمل وتنظيمه لافتا إلى عقبات أمام المكننة ومنها عقبة سرية المعلومات.

ثم تحدث الممرض الاختصاصي في التعليم الإلكتروني في مستشفى الملك فيصل في السعودية حسن عثمان فأكد أن “هذا التعليم يفيد التمريض والعاملين فيه”.

وقدمت كل من الدكتورة نسرين عزت من جامعة بيروت العربية وغريس أبيض من كلية التمريض في الجامعة الأمريكية ومها هبر الاستاذة في كلية التمريض في الجامعة اللبنانية الأميركية رؤية لبنانية لإستخدام المعمل التمريضي للمحاكاة.

المحور الأخير

وفي المحور الأخير من أعمال المؤتمر الذي قدمت له الإعلامية روى الأطرش، تحدثت منسقة البرامج في منظمة الصحة العالمية في لبنان الدكتورة اليسار راضي فأشارت إلى تركز العاملين في التمريض في جبل لبنان وبيروت وإلى وجود نقص في بلدان شرق المتوسط، وإلى أن لبنان تحت المعدل الدولي لجهة عدد العاملين في التمريض.

وتطرق الدكتور غسان أبو ستة الأختصاصي في جراحة التجميل والترميم إلى دور التمريض في الكوارث والحروب فطالب بإعادة ترتيب نظام التعليم الصحي في كليات الطب والتمريض في منطقتنا العربية بسبب الهروب القائمة فيه.

وكشف استاذ الإقتصاد في الجامعة الأمريكية الدكتور جاد شعبان أن عدد العاملين في قطاع التمريض في لبنان حوالي 12000 في حين أن لبنان يحتاج إلى 37000 شخص في هذا القطاع.

وتحدث الدكتور نزار الفلكي من وزارة الصحة في سلطنة عمان، تبعته بهية المفتي الاستاذة في جامعة البلمند عن تأثير وفعلية التعلم المشترك بين المهن.

وأشار عربيد ممثلا وزير الصحة في كلمته إلى “النقص الكبير في مجالات التمريض ومنها ما هو مرتبط بشروط العمل، الهجرة المتزايدة، والإقبال الضعيف على هذه المهنة، وافتقاد التمريض كمهنة إلى مفهوم المهنة التي تنظمه وتعطي ضمانات للمستقبل”.

وأكد “وقوف الوزارة إلى جانب النقابة في إعتماد الشهادة الجامعية كأسس لعمل الممرضة”، معلنا أنه في وزارة الصحة ومستشفياتها “صار لدينا ما يقارب 2000 ممرضة غالبيتهم من حملة BT تمريض”.

وختم مؤكدا “الوقوف مع كل جهد في مجال التمريض لتعزيز التواصل والتضامن مع العالم العربي

اضف رد

إضغط هنا

أحدث المقالات