المشنوق: النظامان السوري والعراقي هما من اخرجا معظم قيادات التنظيمات المتطرفة من السجون في العراق وفي سوريا

محطات نيوز – استضاف مرسال غانم وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق في برنامج كلام الناس في مكتبه، مساء يوم الخميس الواقع في الثاني من تشرين الأول 2014، حيث أكد للمشاهد، والمراقب اللبناني، العربي والعالمي، أنه “منذ اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري حتى توقيت المقابلة كل هذه الاغتيالات وكل محاولات الاغتيال لم تغير في الموقف السياسي لكل جمهور رفيق الحريري”، مذكراً بأن النائب “مروان حمادة لا يزال على قيد الحياة ولا يزال يقاوم، ومي شدياق كذلك، والناس معهما ومع خياراتهما ومع سيادة واستقلال لبنان من دون اي منازع”.

وقال المشنوق، في حديث إلى محطة “أل بي سي”: “كل محاولات الاغتيال منذ العام 2005 حتى اليوم لم تحقق شيئا على الصعيد السياسي، غير المزيد من الصمود والقدرة والمزيد من الوطنية والمزيد من بقاء لبنان”.

ورداً على سؤال، أوضح: “أنني وضعت صورتي مع الرئيس ميشال سليمان من باب احترامي له، وهو لن يكون آخر رئيس لبنان، سيأتي رئيس للبنان وسيكون مارونيا مهما كانت الظروف. نحن مررنا في ظروف اصعب وانتخبنا رئيسا وكان من افضل الرؤساء الذين مروا على لبنان”، معتبراً أن “الاغتيالات ومحاولات الاغتيال لم تحقق اي نتيجة سياسية، ولم تغير مواقف الذين حاولوا اغتيالهم”.

وإذ لاحظ ان “موقف الرئيس سعد الحريري من بيان الائتلاف السوري كان موقفا عالي الدقة وعالي الوطنية التي لا غبار عليها”، ذكّر بأن “الرئيس الحريري صاحب نظرية لبنان اولا”، لافتا إلى أن “موقنا من سوريا شيء، فنحن لا نعتقد ان موقفنا من المعارضة السورية في بدايات الثورة هو موقف لا يتعارض مع لبنانيتنا وانا قلت اكثر من مرة ان وصول نظام ديموقراطي في سوريا هو مصلحة لبنانية وليس نكاية ولا رغبة ولا نزوة، لأنه طالما هناك نظام امني ديكتاتوري في سوريا فلبنان لن يرتاح”.

أضاف: “نحن على حدود الحريق السوري منذ ثلاث سنوات ونصف، واضيف الى الحريق السوري الحريق العراقي الذي اصاب لبنان. الجغرافيا اقوى منا واقوى من غاباتنا. ما اصاب لبنان لا يحسب في حساب الخسائر مقارنة بسوريا والعراق. عندما يكون على حدودنا حريق اذا استطعنا ان نحافظ على 90% من أمننا فهذا امر ممتاز، نحن حافظنا كلبنانيين جميعا على لبنان لمدة ثلاث سنوات ولولا الاحداث الاخيرة في عرسال لما انتقل الحريق السوري الى لبنان الا بنسبة ضئيلة جدا”.

وأكد ان “انتقال الحريق الى لبنان في معظمه جاء نتيجة هذا الوجود السوري على الحدود . قتال حزب الله في سوريا جزء من الاسباب وليس كل الاسباب. لا يجب على احد ان يعتبر ان هذا هو السبب فقط . هناك جغرافيا ومن دون قتال حزب الله في سوريا كان سيصيبنا جزء من الحريق”.

واسترسل: “لا يمكن فصل لبنان عن جغرافيته . ما حصل في العراق هو ان الاميركي اتى في العام 2003 واحتل العراق تحت شعار تحريرها من النظام الديكتاتوري السابق فكانت النتيجة انه اتى بنظام ديكتاتوري آخر مذهبي لاسباب كثيرة تتعلق بحساباته الشخصية او بنظرتهم الى المنطقة او بخدمة قدموها لايران. اتت الصحوات خلال الوجود الاميركي وهي عشائر سنية قضت على القاعدة في العراق، من ثم خرج الاميركيون وتخلوا عن الصحوات فجاءت الحكومة العراقية برئاسة المالكي واكملت عليهم ونكلت بهم وقست عليهم وقهرتهم ومارست كل انواع الديكتاتورية عليهم فكانت النتيجة انتهاء الصحوات واتت داعش، لانك عندما تلحق هذا القدر من الظلم بمجموعة سيأتي الاكثر تطرفا فيطغى على الجميع”.

وردا على سؤال هل النظام السوري الموجود اليوم يكمل الطريق من دون السنة؟ قال: “لا هو يكمل الطريق من دون رمزية سنية ولو كان هناك اعتراف برمزية سنية الى جانبه ما كانت الامور وصلت الى ما هي عليه اليوم ، ولا يكفي ان يكون معك مواطنون او تجار او ضباط بالامن؟

وإذ سئل هل داعش انتشرت في سوريا لان هناك قهر للسنة؟ أجاب: “طبعا ، ولو كانت هناك رمزية سنية معترف فيها لدى الشعب السوري لما كانت وصلت الامور الى ما هي عليه اليوم ، وعلينا عدم خلط الامور بعضها ببعض، والنظامان السوري والعراقي هما من اخرجا معظم قيادات التنظيمات المتطرفة من السجون في العراق وفي سوريا.

واعتبر أن الغاية من وراء اخراجهم هي القيام بما يقوموا به اليوم ، وعلينا العودة الى لبنان وللتذكير فقط ماذا حصل في لبنان خلال الاربع سنوات الماضية ؟ اتت حكومة اقصائية اقالت سعد الحريري وهو الرمز السني الاول في لبنان ويكاد يكون اكبر من لبنان بمعنى رمزيته اي انه ابن رفيق الحريري وهو رئيس حكومة اقيل بطريقة مهينة وتفاخر الفريق الآخر بان ادخله على الرئيس الاميركي كرئيس حكومة واخرجه رئيس حكومة مقال”.

وتساءل: ” لماذا يخرج مواطن على سبيل المثال في حاصبيا وهو اكيد ليس في تنظيم تيار المستقبل في حاصبيا حامل “الحلوى” ويوزعها على الناس على الطريق احتفاءً بعودة سعد الحريري الى لبنان”؟ وهذا ان دل على شيء فهو يدل على ان هناك رمزية لا يمكن تجاهلها وهو التمثيل الكاسح في هذا المجال، في وقت اتى الفريق الآخر واخرجه وبقي ثلاث سنوات ونصف يقول لا اقبل به ولا اقبل بالمعتدل وارفض المتطرف، وكانت النتيجة ان داعش اصبحت على الارض اللبنانية ؟!

وتابع: “اذاً، يمكن ان نستنتج ان العقل الالغائي والاقصائي هو الذي يوصل الى هذه النتيجة، والذي يوصل الى التطرف والى تكفير والى جهاديين والى ادعاءات دينية لها اول وليس لها نهاية”.

وعن كلامه الاخير والذي توجه به الى المتطرفين، قال المشنوق: “اردت من وراء هذا الكلام الحاد وغير المسبوق ان اضع حدا لفكرة ان هناك بيئة حاضنة لهذا العقل، خصوصا ان هذا الامر كان متداولا بين كل السياسيين اللبنانيين باعتباره نكتة وحديثهم الدائم عن بيئة حاضنة،الخ..”.

وأردف: “ليست هناك بيئة حاضنة ، وليست هناك بيئة حاضنة للتكفير والقتل والتهجير وذبح المسحيين والمسلمين، لا ليست هناك من بيئة حاضنة عند الطائفة السنية بكلام واضح اقول هذا الامر ،واذا سار خمسون شخصا ومعهم هذا العلم، فهل هذا يعني ان هناك بيئة حاضنة لهم ؟!.

أضاف: “انا قلت هذا الكلام هو كلام مقدس يقال عندما تدخل الى الاسلام اي انه شهادة المسلم عندما يصبح مسلما او عندما يكون مسلما او عندما يتوفاه الله شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله . انا قلت ان هذه الشهادة المقدسة عندما يذبح تحت رايتها عسكري لبناني او موطن لبناني مسلم او مسيحي او من اي ديانة لا يصبح للكلام القيمة والصدقة والقداسة التي كانت موجودة”.

وتابع: “انا لم اقل هذا الكلام بشكل عشوائي ولم اقل الكلام السابق بشكل عشوائي. من يعطي الحق لشخص يعتقد انه يجاهد ان يذبح. هل يجاهد بقتل الناس او بذبحهم او بخطفهم ؟ اي دين يسمح بذلك؟”، لافتاً الى أن “المفتي دريان قال : ” انه في امر القرآن الكريم كل جريمة يمكن بعدها الصلح وتسهل بعدها المهادنة الا القتل في الدين والاخراج من الديار وهاتان الجريمتان الفظيعتان هما الواقعتان في شتى الانحاء العربية وعلى سائر فئات الناس . لماذا يكون على المسيحيين او غيرهم او على السنة والشيعة ان يواجهوا القتل والتهجير بسبب الدين او بسبب المذهب ؟ “

ولاحظ ان “هناك خروجا للموقف واعلان نتيجة التطورات التي حصلت على المسيحيين العرب وعلى اللبنانيين، خصوصاً الجرائم الأخيرة التي لا تمت الى الدين ولا الى الصلاة بصلة. هؤلاء الناس موجودون وهم لا يمثلون احدا من الطائفة السنية ولكننا الآن نتكلم عن قتل ومجرمين وعن اشخاص يذبحون”.

وردا على سؤال عن سبب عدم توقيفه الذين تظاهروا في عرسال وطرابلس دعما لداعش، قال المشنوق: “انا اتحدث عن مسألة لها علاقة بطبيعة الايديولوجيا ومدى انتشارها او قدرتها على التأثير في المجتمع السني. هناك عشرات الناس او مئات الناس الذين يتأثرون بهذه الفكرة ويؤيديونها ولديهم قراءة لهذا الوضع نتيجة التراكم للقهر في عقلهم منذ اغتيال الرئيس الحريري حتى اليوم. هم موجودون بأعداد قليلة جدا ولا يمثلون ولا يؤثرون ولايقررون”.

أضاف: “هذه مسائل استراتيجية في الحضور السني في لبنان وسوريا والعراق وبطبائعهم وتفكيرهم. هؤلاء الذين في العراق هم نفسهم الذين حاربوا القاعدة نفس المناطق ونفس العشائر ونفس الجغرافيا فكيف تحولوا فجأة الى بيئة حاضنة لداعش لولا القهر الذي مورس عليهم ولولا التنكيل الذي تعرضوا له؟”.

وأشار الى أن “رؤساء العشائر العراقية معظمهم يقيم في عمان وهم يعادون داعش بشكل علني وواضح وصريح. الآن تغيرت كل الصورة في المنطقة فلا يجب ان نبسط الامور باعتبارها اشياء تفصيلية هناك صورة كبيرة تتركب في المنطقة. هناك مئتي او مئة او خمسين شخصا نصفهم سوري او لبناني تظاهروا دعما لداعش في الشارع لكن متى اقوم بتوقيفهم او لماذا لم اقم بذلك وماذا انتظر فهذه مسألة امنية انا من يقررها مع المجموعة المقررة في هذه المسائل وفي الوقت المناسب”.

وعن كيفية الخروج من الأزمة، قال: “نحن عمليا الآن في ازمة متعددة الجوانب ولكن ما يشفع اننا الآن في حالة هدنة طبيعية من خلال الحكومة الموجودة التي تتصرف وفق قواعد هذه الهدنة ليس بشكل كامل مئة بالمئة ولكن بشكل كبير لحفظ السلم الاهلي في لبنان. الهدنة بين كل القوى السياسية”.

وأوضح “أننا حكومة ائتلافية وخلافتنا ومشاكلنا هي ذاتها، نقول انه بسبب هذا الحريق على حدودنا شكلنا هدنة لحفظ البلد. ما اهمية الكلام داخل مجلس الوزراء عن هذا الموضوع او ذاك الآن. خلافنا على سلاح حزب الله غير الموجه نحو العدو الاسرائيلي وموقنا من قتال الحزب في سوريا لا يزال هو نفسه”.

أضاف: “علينا الاتفاق بادئ الامر على ما هي الاولويات؟ فالاولويات هي حفظ البلد من الحريق السوري. ونختلف على هذه النقاط نعم، وكل واحد على موقفه من النظام السوري ولم يتغير، ومن السلاح داخل لبنان لم يتغير ايضا ،ولكن هذا الموضوع ليس له اولوية الان”.

كما اعتبر أن “تشكيل الحكومة هو عبارة عن هدنة باعتبار ان هذا الموضوع ليس له اولوية، وهذا كان مدار نقاش طويل مع الرئيس الحريري ومع قيادات التيار عن الهدف من وراء تشكيل هذه الحكومة والعمل الذي يفترض ان تقوم به، وكان الرئيس الحريري واضحا بان الاولوية الان هي لحفظ البلد وامن البلد والباقي يؤجل الى موعد لاحق .

وعن كلام العماد قهوجي الى محطة “سكاي نيوز” وان عرسال على ابواب معركة جديدة؟ قال: “هو اول مرة يتحدث، ولكن انا دائما اتحدث باكثر من موضوع بان عرسال وموضوعها لم ينته، ودائما كنت اردد واقول منذ اشهر بان عرسال تحتاج الى معالجة مختلفة عما يحصل من معالجة للامور وتحدثت عن هذا الامر من شهر ومن شهرين ومن اربعة اشهر. واكثر من ذلك اقول انه باللحظة التي اتيت بها على وزراة الداخلية ذكرت عن مربع للموت جزء منه في عرسال وجزء منه في بريتال وجزء منه في النبي شيت وهو ليس بالامر الجديد”.

وردا على سؤال لماذا المعركة ستحصل في عرسال؟ ذكّر بأن “هناك عدداً من النازحين السوريين داخل القرية يقدر ب42 الف، وهذه اخر الاحصاءات وعدد اللبنانيين داخل القرية 35 الف لذلك انا اقول انها اعمال فلكلورية خفيفة لموضوع المخيمات وموضوع النازحين وعلينا الحديث بشكل محدد، وانا لا استطيع ان اكون بموقعي الا وان تكون مهمتي الاولى والاكيدة هي تحرير عرسال” .

أضاف: “عندما اتحدث عن موضوع عرسال اجدهم ينقلونني الى موضوع المخيمات ويا اخوان ويا معالي الوزراء ويا جنرال عون وسبق لي وان ذهبت لعند الجنرال عون وناقشته وتحدثت بكلام واضح والمطلوب اليوم هو انقاذ عرسال”، مشدداً على ان “انقاذ عرسال لا يكون الا باخراج النازحين السوريين منها، وابعادهم عن خط التماس مع الحريق”.

وعن تحذير العماد عون في وقت سابق من موضوع النزوح السوري الى لبنان، أشار إلى اننا في وقت سابق لم نكن نملك الاكثرية الساحقة او المطلقة في الحكومة السابقة، والقرار بيد من كان وهو كان يملك عشرة وزراء في الحكومة السابقة ؟ ومن يدعم من يومها، ونحن لم نكن في الحكومة انذاك”.

وعن موضوع العسكريين المخطوفين، أوضح أن “مجلس الوزراء اليوم اخذ وقتا طويلا جدا لمناقشة هذا الموضوع وكثير من بنود جدول الاعمال. بقيت ثلاثة مواضيع خارج النقاش لأنه لم يعد هناك وقت”.

أضاف: “انا اتحدث ليس عن اقامة مخيمات في المطلق، بل اتحدث عن مشكلة محددة تتعلق بعرسال. الجيش بناء على اتفاق وبناء على طلب وبناء على مناقشات فصل الجرد عن القرية وطوق المنطقة”، لافتاً الى أنه “اذا خرج النازحون وامامهم مسلحون فاذا تعرضوا للجيش فهو سوف يضطر لفعل ما لا يجوز فعله بالنازحين المدنيين ويكون ضعف في مواجهة المسلحين”.

ورأى أنه “ليس هناك من هلال شيعي في منطقة بعلبك الهرمل . هناك اكثر من منطقة سنية، ولا اعتقد انها المشكلة المطروحة الآن”.

وردا على البيان الذي صدر مساء عن جبهة النصرة والتي نفت خلاله تعهدها بالحفاظ على حياة العسكريين، أوضح المشنوق أن “اللواء ابراهيم لم يصرح بل قال ان هناك باب ضوء وليس تعهدا. هو لم يقل حصلت على تعهد واللواء ابراهيم قام باختراق امني وسياسي كبير في هذا الملف وبمستوى عال من الاحتراف لا علاقة له بما نقل عنه”.

وأكد أن “من يتولى التفاوض هو الموفد القطري وليس الحكومة اللبنانية او اي جهة اخرى ومن تولى التفاوض خلال اليومين الماضيين تفاوض فقط مع داعش وليس النصرة. وكلام النصرة عن اعتقال الحكومة اللبنانية للسنة في لبنان هو كلام غير صحيح فالحكومة اللبنانية مستمرة في اعتقال من يرتكب في حق الجيش وفي حق المؤسسات الرسمية”.

واعتبر أن “الجماعات المسلحة الخاطفة لديهم ازمة جدية وحصار جدي من قبل الجيش. منذ اللحظة الاولى التي استقبلت فيها اهالي المخطوفين قلت انني لن ابلغهم باي تطور الا عندما يصبح واقعا”.

مرسال غانم مع وزير الداخلية  والبلديات نهاد المشنوق

اضف رد

إضغط هنا

أحدث المقالات