افتتاح المؤتمر الثاني للنبيذ اللبناني في جامعة الروح القدس

محطات نيوز – نظمّت وزارة الزراعة بالتعاون مع كليّة العلوم الزراعيّة والعذائيّة في جامعة الروح القدس – الكسليك المؤتمر الثاني العالمي للنبيذ اللبناني، تحت عنوان “النبيذ اللبناني: واقع وآفاق”، في حضور ممثل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي النائب البطريركي العام المطران سمير مظلوم، وزير الخارجية والمغتربين المهندس جبران باسيل، وزير الزراعة أكرم شهيب، وزير الاقتصاد والتجارة آلان حكيم، ممثل رئيس تكتل التغيير والإصلاح النائب العماد ميشال عون المهندس هنري عطالله، سفير فرنسا في لبنان باتريس باولي، الوزير السابق عادل قرطاس، النائب السابق سليم عون، رئيس الجامعة الأب الدكتور هادي محفوظ، مدير عام وزارة الزراعة المهندس لويس لحود، مدير عام المنظمة الدوليّة للكرمة والنبيذ جان ماري أوران، مدير عام رئاسة الجمهورية أنطوان شقير وعدد من السفراء والديبلوماسيين والفعاليات السياسية والدينية والعسكرية والاجتماعية والتربوية…

افتتح المؤتمر بالنشيد الوطني اللبناني، ثم قدّمت الزميلة ريبيكا أبو ناضر المتحدثين في الجلسة الافتتاحية. وأشادت بكلمتها بالرسالة الدينية والوطنية والتربوية لجامعة الروح القدس المستضيفة لهذا المؤتمر، إيمانا منها باظهار حضارة النبيذ اللبناني عبر العصور إلى يومنا، التي تلاقي بذلك حضارة لبنان عبر التاريخ.

الأب محفوظ

ثمّ ألقى رئيس الجامعة الأب الدكتور هادي محفوظ كلمة تحدث فيها عن صناعة الخمر، مثنيا على التعاون بين وزارة الزراعة والجامعة لتنظيم للسنة الثانية على التوالي مؤتمر النبيذ اللبناني. وأشار إلى “أن رسالة النبيذ اللبناني إلينا وخصوصا في هذه الحقبة، حيث يدق الخوف أبواب قلوب كثيرين من بيننا، هي ألا نخاف وأن نفرح وأن ننظر إلى الحياة بإيجابية ودينامية. فنعمل، غير عابئين بأي مخاطر حولنا أو بيننا ونغلّب منطق “النمو المجهد” على منطق “الإنحدار الإرضائي. رسالة النبيذ اللبناني إلينا هي أن نسير إلى الأمام، على الدوام، مثل لبنان، الذي عبر التاريخ، هازئا بالمخاطر، ومثل ارزه الذي ينمو، دائمًا، بشموخٍ، ومثل نبيذه الذي يعطي الفرح، فالخمر يفرّح قلب الإنسان”.

المطران مظلوم

أما ممثل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي النائب البطريركي العام المطران سمير مظلوم، فنقل بركات غبطته الموجود خارج لبنان وشكره، وتمنياته بالنجاح لهذا المؤتمر، ولكل ما تقوم به الوزارة والجامعة في سبيل تنمية القطاع الزراعي في لبنان، وتطوير دوره الإقتصادي والإجتماعي.

وأشار إلى أن “وزارة الزراعة عندنا قد تنبهت الى أهمية هذا القطاع، بصورة خاصة  منذ عودة مديرها العام المهندس لويس لحود الى رأس الهرم الإداري فيها، وإيلائه السهر والإهتمام بهذا القطاع لما له من أهمية إقتصادية واجتماعية ووطنية، والسعي الى إيجاد أسواق جديدة لتصدير إنتاجه، من خلال تنظيمه “يوم النبيذ اللبناني” في عدة بلدان، بدءا بباريس في 14 أيار 2013، ثم برلين في 6 أيار 2014 . وقد أثبت النبيذ اللبناني مكانته في عدة معارض عالمية، وخاصة في هذين اليومين، بشهادة “المنظمة العالمية للكرمة والنبيذ” التي أشادت بدينامية لبنان في المنظمة، وأشارت الى أهمية الحدثين في باريس وبرلين، معتبرة أنهما يعدّان أياما تاريخية للنبيذ اللبناني، شاكرة الأستاذ لويس لحود على جهوده للوصول الى هذا المستوى العالمي، وعلى توطيد العلاقة بين هذه المنظمة ولبنان. ونحن  نرحب معكم بمدير عام المنظمة العالمية للكرمة والنبيذ، ونتمنى له وللوفد المرافق طيب الإقامة في ربوع لبنان، ونشكر له اهتمامه بقطاع النبيذ في  وطننا، متمنين عليه ألا يبخل بنصائحه وخبرته الطويلة ومعرفته الواسعة على المسؤولين في هذا القطاع، كي يساعدهم على الإحتفاظ بالمستوى العلمي والحرفي الذي بلغ اليه، بل وعلى تطويره الى  أعلى المستويات العالمية”.

 وأضاف: “نضم صوتنا الى صوت هذه المنظمة العالمية، حتى نشكر وزارة الزراعة، بدءا بمعالي الوزير الأستاذ أكرم شهيّب، الذي يدرك بحسه الوطني والتاريخي، أهمية القطاع الزراعي، والدور الذي لعبته الزراعة عبر التاريخ في ترسيخ الإنتماء الى أرض الوطن، وضرورة الحفاظ عليها، والسعي الى تنمية هذا القطاع في كل المناطق اللبنانية، كي يصبح شريكا أساسيا في ازدهار الإقتصاد الوطني، بالإضافة الى دوره في تمتين العلاقة بين المواطنين ووطنهم، وإزكاء حسّهم بالمسؤولية تجاه بناء دولتهم ، دولة القانون والعدالة وحقوق الإنسان. كما نشكر  سعادة المدير العام  المهندس لويس لحود الذي، منذ توليه إدارته العامة في وزارة الزراعة، تجلى سلوكه المهني طموحا في تطوير الإدارة، ومثالا للعمل الشريف في الشأن العام على معايير الأخلاق والإستقامة، ما جعله واعيا دوره كمدير عام لا كمجرد وظيفة بل كرسالة يؤديها لوطنه وشعبه ودولته. كما نشكره على كل الجهود التي بذلها في سبيل قطاع النبيذ اللبناني ، ونهنئه على كل النجاحات التي أحرزها حتى الآن، ونتمنى له  ولجميع معاونيه التوفيق والنجاح في كل القطاعات التي يتولى المسؤولية عنها”.

واكيم

وفي كلمتها قالت عميدة كلية العلوم الزراعية والغذائية في الجامعة د. لارا حنّا واكيم: “في زمن يسكر فيه البعض من كؤوس الدم ويرقصون على جثث الشهداء، ويستسلم فيه آخرون الى ثقافة الخوف واليأس والانهزامية، قررت أن أكمل الحكاية التيبدأناهاالسنةالماضية، مع كأس من نبيذ بلادي ارتوت كرمتـه من دماء ابطالنا الشهداء قبل أن يرويها عرق فلاحينا الجبابرة، لتسكرني رشفة من حب لبنان وتغمرني رعشة من الاحساس الوطني الفياض”.ولفتت إلى “أن الجامعة أيقنت أهمية هذا القطاع،إيماناً منها بأن صناعة النبيذ تلعب دوراً أساسياً في التنمية الشاملة. فما إعلان كلية العلوم الزراعية والغذائية فيها عن إفتتاح أول ماستر في علم الخمور، الأول في لبنان،إلا إعتراف بأهمية هذه الصناعة من خلال تركيز العالم على دورها الهام الذي يطبع تاريخ لبنان”.

الشاوي

وكان للاتحاد اللبناني للكرمة والنبيذ كلمة ألقاها السيّد ظافر الشاوي الذي اعتبر “أن عدد مصّنعي النبيذ في لبنان قد عرف نمواً سريعاً بين عاميْ 1990 و2014 بسبب انضمام لبنان الى المنظمة العالمية للكرمة والنبيذ في العام 1995. فكان لذلك الأثر الفعّال في تنظيم هذا القطاع وصدور قوانين وتشريعات تلائم المواصفات العالمية وشروط التصدير. كما نوّه بدور المنتجين الذين عملوا على تطوير إنتاجهم عبر الاعتماد على تقنيات حديثة في التصنيع والتصدير.

أوران

وفي السياق نفسه،أكد مدير عام المنظمة الدوليّة للكرمة والنبيذ جان ماري أوران على الجودة العالية للنبيذ اللبناني. كما ذكّر بالعلاقات الوثيقة التي لطالما جمعت بين المنظمة ولبنان منذ أكثر من عشرين سنة، منوّهاً بيومي النبيذ اللبناني اللذين عُقدا في باريس عام 2013 وفي برلين عام 2014، خاصا بالذكر مدير عام وزارة الزراعة لويس لحود الذي حمل الملف في قلبه وعقله موصلا إياه إلى المراتب العالمية.هذا وقدّم إلى لحود شهادة تقدير عربون شكر عن عمله الدؤوب وجهوده الجبارة في تحسين قطاع النبيذ اللبناني.

باولي

واعتبر السفير الفرنسي في لبنان السيد باتريس باولي في كلمة “أنّ الخمر يجمع بين التقاليد نظراً الى وجوده منذ القدم في تاريخنا وبين الحداثة لأنّه يعتمد حالياً على التقنيات المتطوّرة في تصنيعه وإنتاجه”. وأشاد بنوعية النبيذ اللبناني وجودته وسرعة توّسعه عالمياً، شاكرا لبنان على دعمه لايصال د.جان ماري اوران  إلى منصب مدير عام المنظمة العالمية للكرمة. وبارك للبنان انتخاب مدير عام وزارة الزراعة المهندس لويس لحود نائبا لمجموعة التحاليل والخبراء في المنظمة العالمية للكرة والنبيذ. وهي المرة الأولى التي يتولى فيها لبناني وعربي هذا المنصب.

لحود

ثم اعتبر مدير عام وزارة الزراعةالمهندس لويس لحود”أنّ استضافة جامعة الروح القدس هذا الحدثَ للسنة الثانية، وبمباركة مشكورة من نيافة أبينا الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، تأكيد على تلازم النبيذ زراعةً وصناعة مع تاريخ الكنيسة.إنّ وجود وفد المنظمة العالمية للكرمة والنبيذ بيننا للسنة الثانية برئاسة المدير العام الجديد د.جان ماري أوران، أبلغ اعتراف دولي بمجهود لبنان في هذا القطاع، وبالمكانة الرفيعة التي وصل اليها عالمياً.” وأضاف:” نغتنم هذه المناسبة اليوم لنسرد جردة حساب ونعلن أن الغرسة التي احتضنتها وزارة الزراعة وأولتها رعايةً استثنائية في السنتين الفائتتين، بدأت تكبر وتؤتي ثمارها داخلياً وخارجياً:

–   داخلياً:تأسس المعهد الوطني للكرمة والنبيذ بعد طول انتظار،وتمكّن في سنة على انشائه من تحقيق الكثير لهذا القطاع، ومصانع النبيذ المسجّلة في سجلات الوزارة ارتفع عددها من 27 الى 35،  ومكانة لبنان أصبحت ثابتة ورائدة داخل عائلة المنظمة العالمية للكرمة والنبيذ.

–  خارجياًفي أسواق التصدير: كان ليوم النبيذ اللبناني في باريس (أيار 2013) ويوم النبيذ اللبناني في برلين (أيار 2014)بتنظيم وزارة الزراعة، أثر كبير في تظهير صورة لبنان بلداً منتجاً أفخر أنواع النبيذ ذات الجودة العالمية، وفي فتح الأسواق الأوروبية أمام المنتجات اللبنانية، لما حظيت به من استحسان في أوساط الصحافة وذوي الاختصاص.

وأعلن لحود عن تنظيم يوم ثالث للنبيذ اللبناني في نيويورك في أيار 2015.

باسيل

أمّا وزير الخارجية والمغتربين المهندس جبران باسيلفقال: “نلتقي اليوم في جامعة الروح القدس في الكسليك لنتكلّم عن النبيذ اللبناني وأتحدّث إليكم بلسان وزارة الخارجيّة والمغتربين، فما يجمع بين الثلاثة: المكان والموضوع والمتحدّث هو الكيانيّة”.

وأضاف: “إنّ جامعة الروح القدس في الكسليك هي مرتبطة بالكامل بالكيان اللبناني، فإضافة إلى كونها صرح جامع مميّز فهي تعود إلى الرهبنة اللبنانية المارونية، وغنيّ عن القول لكم أن الاثنين –الرهبنة والكسليك- مرتبطتين بالحفاظ على الهوية اللبنانية والكيان اللبناني. وكم أن الاسمين لصيقين بهما وكم أنهما رمزين أساسيين للمقاومة اللبنانية الحقيقية المعنية بالصمود والدفاع عن لبنان”.

وتابع: “أمّا النبيذ فقد قلنا دوماً عنه أنّه منتج كياني لارتباطه الوثيق في الكيان اللبناني ولعمق تجذره أولاً بالتاريخ اللبناني حيث يلفت للانتباه ما حفره المعماريون من عناقيد عنب وكرمات على جدران الآثارات الرومانيّة ومعهد باخوس في بعلبك، ولقديم تجليّاته ثانياً بثقافتنا المشرقية من خلال ما ذكرته الكتابات المقدسة عن معجزات على رأسها معجزة قانا التي هي معجزة المسيح الأولى، ولوثاقة علاقته ثالثاً بثقافتنا الأدبيّة من خلال ما أنشد له كتّابنا وشعراؤنا من بيوت شعر وقصائد. وتتطبّع كيانية النبيذ مع ما يتعرّض له كياننا اليوم من أخطار وجوديّة ودور النبيذ في صدّ جزءٍ منها وهو ما سنأتي على عرضه لاحقاً”.

وأردف: “أمّا المتحدّث فهي وزارة الخارجية والمغتربين والتي هي أكثر من وزارة سياديّة بل هي وزارة كيانيّة لدورها المباشر المعني بالحفاظ على الكيان اللبناني وبتناول مقوّماته الأساسيّة، السياسيّة والخارجية والاغترابية وبإزالة الأخطار المهدّدة له، لسيادته واستقلاله وحريّته ولنموذج وصيغة ولجنسية وأصالة أبنائه والتي، أي الوزارة، تقوم بإبراز وجهه والتعريف عن أهميته وتسوية دوره الحضاري الحواري الفريد”.

وأكد “أؤمن شخصياً بالكيانية اللبنانية، وكان لي شرف العمل على موضوع النبيذ اللبناني عندما كنت وزيراً للزراعة بالوكالة في عهد الوزير حسين الحاج حسن حيث قام مدير عام وزارة الزراعة الأستاذ لويس لحود بتفعيل الأنشطة النبيذيّة ورئاسة أعمالها (إطلاق المعهد الوطني للكرمة والنبيذ وإقامة يوم النبيذ اللبناني في فرنسا وبرلين). وكان لي وللنبيذ حسن حظ أن يأتي من بعدنا وزير الزراعة أكرم شهيّب ليعير الموضوع كل الاهتمام اللازم ونتابع معاً الأنشطة النبيذية المتعلّقة بوزارتينا (فكان يوم النبيذ اللبناني في ألمانيا، برلين)”.

وأضاف: “كان لي طيب فرصة مواكبة تطوّر النبيذ في وزارة الخارجية والمغتربين من خلال الدبلوماسية الاقتصادية الفاعلة التي أطلقناها والتي وضعنا النبيذ على رأس قائمة المنتجات اللبنانية التي يتوجب على دبلوماسيتنا العمل على تسويقها والتعريف عنها في الأسواق العالميّة ولدى مواطنينا اللبنانيين المنتشرين”.

كما اعتبر “أن النبيذ اللبناني هو أحسن سفير للبنان في الخارج، يعرّف عنه ويرفع اسمه كلّما رفع أحد كأس لبنان أو نخب أحبائه؛ وتصدير النبيذ اللبناني هو تصدير لصورة لبنان وهويته الأصيلة، تلك التي تستمدّ قوّتها  من أرض سخيّة وشعب خلاّق والتي تنزل جذوراً عميقاً في تاريخ عريق والتي تأخذ معنىً ثقافياً متنوّعاً كتنوّع طعماته والتي تتأصّل في ابعاد روحانيّة سماويّة مشرقيّة. وهكذا، فإنه إضافةً الى كون النبيذ له تفاعلات مباشرة عديدة في الزراعة والصناعة والتجارة والثقافة والسياحة وله مردود إيجابي في هذا البعد الداخلي، فإنّه عندما نرسله سفيراً الى كافة أنحاء العالم يضيف لنا أبعاداً خارجيّة ويزيد من قيمته الاقتصادية والتجارية والأهم أنّه يحمل معه ثقافة لبنان ورسالته الى العالم”.

وشدد على “أنّ قضية اهتمامنا بالنبيذ اللبناني ليست قضيّة عابرة، بل هي مسألة استراتيجية للبنان ونعطيها الأولوية في سياساتنا الاقتصاديّة الخارجية، ونعمل معاً بالشراكة والتكامل مع وزارة الزراعة والقطاع الخاص للبحث عن أسواق عالمية جديدة وما أكثرها وما أكبرها، ونحن مستعدون في الوزارة لفتح كل أبواب سفاراتنا في العالم، وعلى منتجي النبيذ ومسوّقيه اقتحامها والاندفاع بشجاعة نحو استكشاف الإمكانات الواسعة التي تعمل عليها سفاراتنا في عدد من المدن العالميّة من خلال نشاطات عديدة تسويقية تجري من خلال سفرائنا في سفاراتنا ومن خلال التتابع المفترض تأمينه لإقامة يوم النبيذ اللبناني في الصين والبرازيل وروسيا وغيره”.

وأضاف: “قد اعتمدنا مؤخراً النبيذ اللبناني هديّة رسميّة لوزارة الخارجيّة، موضّبة في علبة خاصة بالوزارة، نوزّعها لكل الرسميين الذين نزورهم ويزورونا. إنّ هدفنا أن نصل الى استهلاك قنينة واحدة في السنة لكل لبناني منتشر لنضاغف انتاج النبيذ من 7 ملايين الى 14 مليون قنينة”.

كما رأى “أنّ زيادة استهلاكنا للنبيذ وتصنيعه وتسويقه في لبنان والعالم هو فعل إيمان بوطننا وهويتنا. لا بل أقول أكثر من ذلك، إنّه فعل مقاومة للحفاظ عليها في وجه الهجمية التكفيريّة التي نتعرّض لها والتي تهدف أولا الى إزالة هويتنا الثقافية والمشرقية الناصعة. عندما نعرف أنّه لا تستقيم صلاة قداديسنا دون خدمة النبيذ فيه. ندرك كم نحن روحانيين في ارتباطنا بهذا المنتج الكياني ونتيقّن أهمية تمسكنا بإيماننا والتعبير عن إحدى تجليّاته بالله وممارسةً خيّرة تجاه أبنائه. إنها إحدى التحديات التي يرفعها لبنان اليوم في معركته ضد الارهاب، تحدِّ ثقافي طابعه، ولكنه فريد في مضمونه كون لبنان هو البلد العربي الوحيد الذي ينتج النبيذ بهذه الأبعاد الروحانية المشرقية والذي يحتاج ليعبّر عن فرادته ودوره الإيجابي من ضمن المنظومة العالمية التي ترتسم للقضاء على داعش”.

وختم الوزير باسيل:”إنّ النبيذ انتماء وإنماء، فهل نكون مؤتمنين عليه وعلى تطوره وازدهاره لننمي اقتصادنا وننمي روحانيتنا وايماننا بمشرقيتنا؟ تحدّ جديد نرفعه مع كأس لبنان عالياً ونتجرّعه من فوق رافعي الرأس إلى الله عزّ وجلّ”.

شهيب

ومن جهته، قال وزير الزراعة أكرم شهيب: “يؤكد مؤتمرنا الثاني المشترك بالتعاون مع كلية العلوم الزراعية والغذائية في جامعة الروح القدس – الكسليك، الذي يحمل هذه السنة عنوان “النبيذ اللبناني: واقع وآفاق”، يؤكد، بعد مؤتمرنا الاول العام الماضي جدوى استراتيجية الشراكة التي تكرسها وزارة الزراعة، نهجاً، في قطاعات الانتاج الزراعي كافة، مع كل المعنيين في كل قطاع، وجدوى الشراكة الرسمية – الاكاديمية – القطاعية، في تطوير الانتاج الزراعي اللبناني، كماً ونوعاً، ورفع قدرته على اقتحام اسواق الاستهلاك، المحلية والعالمية، وتميزه”.

وأضاف: “يشكل انتاج الكرمة نموذجاً قابلاً للتطوير، ذلك أن مؤشر الانتاج والتسويق وحجم الطلب المتنامي، يدفعنا الى تشجيع الاستثمار في قطاع الكرمة، سواء في انتاج النبيذ والخمور، أو في عنب المائدة المطلوب، والذي ينمو الطلب عليه، عربياً وآسيوياً واوروبياً، تماماً كالنبيذ، وذلك لاعتبارات عدة، أبرزها: اولاً بيئة الانتاج المتنوعة شبه الفريدة التي تؤمن الجودة والتميز، وثانيها الخبرات التاريخية في الكرمة زراعة وتصنيعاً، وثالثها مواكبة التطور وتحسين شروط الانتاج وضمان معايير السلامة والنوعية المنافسة التي بات المزارع مقتنعاً بأنها اساس النجاح في تأمين المردود الانسب”.

واعتبر الوزير شهيب “أن الآفاق في قطاع النبيذ والقطاعات الزراعية واعدة .. اوروبا فتحت ابواب استيراد انتاج لبنان الزراعي ثقة بتحول زراعاتنا نحو المواصفات العالمية والجودة. همنا في وزارة الزراعة التأكيد على المعايير وتأمين جودة الانتاج واستدامة المراقبة وتأمين الاسواق. واستراتيجيتنا الوصول الى يوم قريب نقول فيه إن زمن التخلي عن الانتاج الزراعي قد ولى وإن العودة الى الأرض وعدم اهمالها والانتاج فيها والتشبث بها هي امور ليست فقط لازمة، بل ملحة، لمواجهة البطالة والحد من الهجرة وبناء منعة الوطن الاقتصادية .. الأرض نعطيها تعطينا …”

وأكد “أن أرضنا موئل خيراتنا، رمز صمودنا، ملاذنا جميعاً، ملاذ كل لبناني مؤمن بلبنان الوطن لكل أبنائه، بلبنان الحرية والسيادة والاستقلال والعزة والكرامة، هذه القيم التي من أجلها سالت دماء الشهداء، ومن أجلها واجه الجيش وواجهت القوى الامنية وتواجه في عرسال وغير عرسال”.

وأضاف: “لا يعتقدن أحد أن حزبه يحميه .. لا أحد يحمي الا الدولة … الدولة بجيشها ومؤسساتها وقواها الامنية تحمي كل ابنائها .. كل اللبنانيين ..  الجيش مؤسسة ضامنة للسلم الاهلي. جيشنا قاتل بشرف في عرسال، سقط له شهداء وجرحى، قام بدوره كاملاً، دافع عن ارض وتراب وطن ووطن، وواجبنا القيام بدورنا كاملا في حماية جيشنا وقوانا الامنية ومؤسساتنا”.

كما شدد على “أن المطلوب حماية الجيش والمؤسسات، تقوية الجيش والمؤسسات وليس مطلوباً خنق الجيش بالمحبة من فريق ونحر الجيش بالتشكيك وبالاتهام من فريق .. واجب كل الفرقاء في الوطن حماية الجيش لحماية الوطن .. وواجب كل الفرقاء، عدم ادخال الجيش في أي تجاذب سياسي، كما هو حاصل في الرئاسة، ذلك أن ادخال الجيش في التجاذب السياسي طعن بالمؤسسة العسكرية الضامنة للسلم الأهلي والطعن خيانة من أي جهة اتى هذا الطعن”.

ولفت إلى أن المسؤولية الوطنية تحتم في الظروف الخطيرة التي نعيش، الالتفاف جميعاً، قوى سياسية ومجتمعاً أهلياً، حول الدولة، حول الحكومة والمؤسسات، هذه الحكومة التي لم تقصر في مواجهة التحديات الكبيرة والخطيرة، متفاهمة، ثابتة على تفاهم مكوناتها، بحكمة رئيسها وصدق توجهه، وبغير هذا الالتفاف حول الحكومة، نفقد في لبنان ورقة قوة نحتاجها بالحاح للصمود والمواجهة والانتصار، وتحتم المسؤولية الوطنية، في الظروف الخطيرة التي نواجه، أن نعود الى ذواتنا، الى بعضنا البعض، لنخرج من شغور وفراغ قاتل وتعطيل مهدد للدولة ومؤسساتها…”

وأضاف: “نقول لمن يراهن على تغيرات هنا واتفاقات هناك، تعالوا نصنع اتفاقنا الداخلي، تعالوا نبني على تسوية تجمعنا، تعالوا الى حوار ينتج تسوية يحتاجها لبنان ويحتاجها اللبنانيون لمواجهة العواصف الأمنية والاقتصادية والوجودية، تعالوا لننتخب رئيساً لكل لبنان…”

واختتم: “أملنا أن نستطيع جميعاً حماية أرضنا ووطننا وأن نكون جميعاً جديرين بالانتماء الى هذه الأرض الطيبة والى هذا الوطن”.

وفي ختام الجلسة الافتتاحية قدّم مدير عام وزارة الزراعة لويس لحود درعا تقديرية لرئيس الجامعة الاب هادي محفوظ.

هذا واشتمل المؤتمر على أربع حلقات عمل. تناولت الحلقة الأولى موضوع التصريف والترويج، فيما تركّزت الحلقة الثانية حول البيئة والجودة. أمّا الحلقة الثالثة فانعقدت تحت عنوان المواصفات والتجارة. واختتم المؤتمر بحلقة عمل رابعة حول موضوع تنمية القطاع.

 image001

اضف رد

إضغط هنا

أحدث المقالات