محطات نيوز – أدى الرئيس التركي المنتخب رجب طيب أردوغان اليمين الدستورية أمام مجلس الأمة (البرلمان)، ليصبح بذلك الرئيس الثاني عشر لتركيا وأول رئيس تركي يفوز بانتخابات شعبية مباشرة.
واستقبل أردوغان بالتصفيق لدى دخوله البرلمان، وقام رئيس البرلمان بتسلميه وثيقة توليه منصب الرئاسة.
وتعهد أردوغان خلال حفل تنصيبه، بحماية استقلال تركيا وسلامة أراضيها والالتزام بالدستور وبمبادئ مصطفى كمال أتاتورك مؤسس الجمهورية العلمانية الحديثة.
وقال: “بصفتي رئيساً للجمهورية أقسم بشرفي وسمعتي أمام الامة التركية العظيمة وأمام التاريخ ان أحمي وجود واستقلال الدولة”، مؤكداً أنه “سعيد لكونه أول رئيس منتخب مباشرة من الشعب”.
وتوجه أردوغان إلى الشعب التركي قائلاً: “خلال الـ 12 عاماً التي كنت فيها رئيساً للوزراء عملت كثيراً من أجل الديمقراطية وبذلت قصارى جهدي، وقدمت الخدمات وقمت بالتعديلات أبرزها انتخاب الشعب التركي لرئيس جمهوريته بشكل مباشر”.
واعتبر أردوغان أن عمله مع الرئيس السابق عبدالله غول “أنشأ تركيا حديثة مختلفة عن تركيا القديمة التي كانت معبئة بالتهديدات وعدم الاستقرار والتجاذب السياسي، ومنذ استلامنا للحكومة عملنا ووضعنا التعديلات من أجل وصول تركيا لهذه المرحلة الحديثة ومن الآن تركيا لن تضيع عمرها في الامور الماضية بل سنعمل من أجل تركيا جديدة سويا كرئيس وحكومة من اجل زيادة الرفاهية والعمل على جمع الشعب التركي والتعاون سويا من أجل تحقيق الاهداف الاستراتيجية في تركيا وسوف نقوم بتعديلات ديمقراطية ودستورية من أجل السلام الداخلي”.
وتوقف عند السياسة الخارجية لتركيا، فأوضح أنها “سوف تعتمد على السلام والرفاهية”، مؤكداً أن “عيون تركيا لم تكن يوماً على التدخل في السياسة الداخلية للدول المجاورة، بل سنعمل من أجل إحلال السلام في جميع بقاع الارض وسياستنا تعتمد على الوقوف مع المظلومين وهذا مبدأ سياسيتنا الخارجية”.
وبعد أداء اليمين عزفت الفرقة الموسيقية النشيد الوطني التركي، فيما أطلقت المدفعية 101 طلقة بهذه المناسبة.
وأديت التحية العسكرية لأردوغان لدى مغادرته ليضع اكليلاً من الورود على ضريح أتاتورك الذي يقع على تل بوسط أنقرة.
إلى ذلك، قاطع حزب الشعب الجمهوري المعارض الجلسة المخصصة لأداء اليمين، بعد رفض رئيس البرلمان مناقشة اعتراض الحزب على أصول عقد الجلسة، ورمى على إثرها أحد نواب الحزب المعارض كتيب الدستور والنظام الداخلي للبرلمان.
وحضر أعضاء حزبي الحركة القومية والشعوب الديمقراطي الجلسة، لكنهم لم يبادروا بالتصفيق بعد أداء أردوغان القسم الرئاسي.
وبعد لحظات من أدائه اليمين، كلف أردوغان وزير الخارجية أحمد داود أوغلو بتولي منصب رئاسة الوزراء بالوكالة إلى حين تأليف الحكومة الجديدة.
وبناءً على ذلك فإن داود أوغلو سيتولى مهام رئيس الوزراء إلى حين تأليف الحكومة الجديدة، الذي من المتوقع أن يتم يوم الجمعة.
وفيما بعد، استقبل الرئيس التركي السابق عبد الله غل وعقيلته خير النساء غل في قصر “جانقايا” الرئاسي، خلفه أردوغان وعقيلته أمينة.
واستقبلت فرقة الفرسان الخاصة بالقصر الجمهوري، الرئيس أردوغان عند دخوله باب القصر، حاملين أعلاماً تمثل أكبر 16 إمبراطورية أسسها الأتراك عبر التاريخ، ثم رافق الفرسانُ سيارة الرئيس الرسمية إلى ساحة الاستقبال.
واستعرض أردوغان، فرقة الحرس الجمهوري، بعد عزف النشيد الوطني التركي، برفقة عقيلته، وغل وعقيلته، ليتجه بعد ذلك الرئيس غل، نحو بوابة الشرف، لاستقبال رؤساء الدول المشاركين في حفل التسليم والاستلام.
وألقى غُل كلمة في مراسم تنصيب أردوغان رئيساً للجمهورية التركية، في قصر “جان قايا” الرئاسي بالعاصمة أنقرة، فقال: “أنا متأكد أن تركيا ستتقدم بقيادة أخي العزيز رجب طيب أردوغان، لذلك فأنا مستريح الآن بتسليمي لمنصبي”.
وأعرب غُل عن اعتقاده بأن “تركيا ستكون قوية ومستقرةً في ظل قيادة أردوغان، وأنها ستسهم بشكل كبير في تحقيق الاستقرار للمنطقة والعالم”.
وعقب انتهاء المراسم غادر غُل برفقة عقيلته القصر الرئاسي، إذ رافقهما إلى مكان إقامة المراسم مروراً ببوابة الشرف الكبيرة كلٌ من أردوغان وعقيلته.
وكان أردوغان قد فاز في الانتخابات الرئاسية من الدورة الاولى بحصوله على 51.79% من أصوات الناخبين، فيما حصل المرشح التوافقي لأحزاب معارضة عدة أكمل الدين إحسان أوغلو على 38.44%، ونال مرشح حزب “الشعوب الديمقراطي” صلاح الدين دمير طاش 9.76% من الأصوات