جريمة أنصار ليست “قضية شرف”.. اعترافات تافهة والقصة اكبر!
نشرت بواسطة: مكتب التحرير
في أمنية وقضائية, الأخبار
الإثنين, 28 مارس 2022, 8:42
21 زيارة
محطات نيوز – ما زالت أنصار في حالة صدمة، فهي لم تستوعب الجريمة التي بقيت غامضة 23 يوماً رغم ادّعاء المختار زكريا صفاوي بشكوى لدى القضاء المختص إلّا أنّ الملف أقفل من قبل مدعي عام الجنوب غادة ابو علوان، دون أسباب منطقية وسجّلت القضية تحت عنوان «هروب». غير أن مخابرات الجيش أثارها الأمر وأعادت فتح التحقيق، لا سيّما أن فياض غيّر أقواله مرّات عدّة، وما أثار الشبهة حوله أنه أنكر مشاهدته العائلة رغم وجود شهود، ومغادرته فجأة إلى سوريا ثم عودته، كلّها عناصر دفعت بالمخابرات للتوسّع بالتحقيق الذي أدّى إلى اعتراف فيّاض بجريمته وأنه استدرجهنّ إلى المغارة وقتلهنّ هناك.
حتى الساعة لا حقيقة مؤكّدة سوى أنه اعترف بجريمته وكيف خطّط ونفّذ واستدرج الفتيات والأمّ إلى عشاء وهميّ انتهى بجريمة القتل. داخل مغارة تقع في أحد البساتين التابعة لعمّه بين أنصار والزرارية، والتي كان يتردّد عليها بشكل دائم، فهو يعرف بانطوائه وبحثه الدائم عن الآثار وهي العلاقة التي تجمعه مع السوري، شريكه في الجريمة.
حتّى الساعة لم تُقنع اعترافاته المحققين بأنها «قضية شرف» فإذا كان على خلاف مع البنت التي يحبّها ما ذنب باقي العائلة، لماذا يقتلهنّ؟ أم أنه ينتقم لرجوليته؟ بالطبع السبب المعلن لا يعطي دافعاً لجريمة كهذه، حتماً هناك أسباب أكبر ولا يمكن لأحد أن يغفل دور السوري وما علاقته بالجريمة وما هذا التواطؤ؟ هل هما شريكان في التنقيب عن الآثار وهل هناك تبادل مصالح؟
وفق المعلومات، فإن فيّاض إستأجر السيارة التي يقودها من نوع سوبر شارج لمدة خمس سنوات، وهو أمر مستغرب للعائلة والبلدة في آن، إضافة إلى أنه وبحسب معلومات أمنية فقد أعطى أحد شبان البلدة حبّة مخدّرة أدّت إلى نومه يوماً كاملاً وهو ما دفع بالتحقيقات للاتجاه ناحية المخدّرات وارتباطها بالجريمة، وأنه قد يكون قد وضع حبّات مماثلة لباسمة وبناتها قبل إعدامهنّ بالرصاص نهاراً داخل المغارة حيث عثر على جثثهنّ، وتستبعد المعلومات أن يكون الدافع للجريمة «انتقام شرف» لأنه لا يتقاطع مع خيوط الجريمة التي دبّر كلّ تفاصيلها وبدقة قبل يوم ونفّذها في الثاني من آذار عبر استدراج العائلة لتناول «السندويش» ومن ثم التوجّه إلى مكان الجريمة.
إعترف فيّاض بجرمه وتحدّث عن كلّ التفاصيل كيف فكّر وخطّط ودبّر ونفّذ وأنه تواطأ مع السوري المتواري الغنوش ولكنّه لم يعترف بالسبب الحقيقي حتى الساعة، وما يثير الريبة أن فيّاض يتعامل ببرودة أعصاب مع التحقيق ولم ينهَر أو يبكي، بقي صلباً وهذا ما أثار استغراب المحققين أيضاً.
فالسفّاح وفق ما يردّده أبناء أنصار نفّذ جريمته بدم بارد، قضى على أحلام الفتيات لأسباب مجهولة حتى الساعة، فسير التحقيقات يتّخذ منحى آخر بعد تحول الملف من مخابرات الجيش إلى فرع المعلومات التي من المتوقع أن تنهي التحقيقات مع المجرم حسين فيّاض اليوم الاثنين وفق ما يؤكّده المحامي حسن بزي الذي أكد أن لا دوافع منطقية للجريمة، وأن السفّاح يفترض إعدامه، لافتاً إلى أن الاعترافات الأولية التي أدلى بها « تافهة» وليست الحقيقة، رغم أنه اعترف بالجريمة بكل تفاصيلها» وكشف بزي أنه بصدد رفع دعوى لتصحيح القضاء الذي تقاعس عن متابعة قضية بهذا الحجم منذ البداية».
بالعلم اللبناني سار موكب التشييع باتجاه جبانة البلدة، وحده حديثهم «أعدموا السفّاح» كان سيداً فالكل يطالب الدولة اللبنانية باتخاذ هذا القرار كي لا تتكرّر الجرائم. وهذا ما ركّز عليه أبو أحمد صفاوي الذي تحدث باسم العائلة.
ماذا بعد جريمة أنصار التي هزّت الرأي العام اللبناني وهل الأمن الاجتماعي في خطر؟
2022-03-28