Waed

حزب وعد: لننزع الميل الطائفي من نفوسنا وسلوكياتنا وخياراتنا علنا نعطي الأمل للأجيال بأن يفخروا بانتمائهم لوطن الإنسان

محطات نيوز – لفت الحزب الوطني العلماني الديموقراطي – “وعد”، في بيان اصدره بعد إجتماع مكتبه السياسي في مركزه في الحازمية، الى أن “الصباح يطلع كل يوم على اللبنانيين بأزمة جديدة، من دواء ومحروقات وكهرباء ومولدات ومستشفيات ومختبرات والإرتفاع الجنوني لأسعار المواد الغذائية، وكأنه لا تكفيه جائحة كورونا التي تعود لتنتشر بشكل كبير عبر الوافدين، وهم من كان يعول عليهم الداخل لتحريك شيئ مما تبقى من اقتصاد منهار ويزداد انهيارا. إلا أن علة العلل في هذا الوطن ومنبع كل أزماته تبدأ ولا تنتهي من مكان واحد وهو الحكم الطائفي”.
وقال: “لقد استبشرنا خيرا بعد بدء الحراك في 17 تشرين الأول من العام 2019، عندما نبذ المنتفضون الميل الطائفي والتحاصص الفئوي ونادوا بالدولة المدنية، وشهدنا حلما راودنا منذ 30 سنة بدأ يتحقق في نواة دولة المواطنة حيث الهوية الوطنية هي القاعدة الأساس، فشعرنا أن الأثمان الغالية التي دفعت بسبب الطائفية قد أثمرت، وأصبح اللبنانيون محصنون بوجه هذه الآفة – المصيبة التي لم تنتج سوى حروب ودماء وخطوط حمراء حول من أهدر ونهب وعاث فسادا، فتم إنشاء محميات طائفية حصنت نفسها من المحاسبة والمساءلة، وجل ما نخاف عليه اليوم هو العودة إلى ذلك المنطق الطائفي المقيت من تاريخنا، فذلك يشكل جريمة بحق الوطن وبحق من يحلم ببناء وطن وجيل المستقبل”.
واعتبر أن “الأزمة في لبنان بنيوية وليست أزمة أشخاص، فهؤلاء يأتون ويرحلون، وتبقى الأيديولوجيا التي يزرعونها في عقول أتباعهم ليتناقلوها من جيل إلى جيل. وإذا كان المسعى هو ولوج الدولة المدنية العلمانية بكل معانيها صعب المنال، فيجدر بنا على الأقل أن نخفف من وطأة أضرار الميل الطائفي ونتائجه على حساب الكفاية والجدارة، فكيف لنا في بلد تكتب فيه طائفة الفرد على إخراج قيده أن ندعي المواطنة؟ أوليس الأصل أن تكون الهوية لبنانية وطنية عابرة للطوائف؟”، وقال: “إننا نعيش في ظل نظام يفرز المواطنين حتى مذهبيا منذ التماسهم حقهم الديموقراطي في اختيار ممثليهم، فيتم فرزنا على أساس مذهبي في أقلام الإقتراع، وهذا إمعان في التفكيك والفرز، وكأن مبدأ التباعد وعدم الإختلاط قد ابتكره واضعو هذا النظام منذ زمن، أو أن الإختلاف في الدين أو المذهب يشكل وباء علينا تحاشيه، والحقيقة أن المنطق الطائفي هو الوباء بذاته وعلينا الحد من انتشاره”.
واعتبر أن “كل كلام عن حكومة إنقاذ وعدد الوزراء واختصاصهم ونوعهم وأصلهم وفصلهم هو كلام غير مجد طالما أن النظام القائم هو الفاسد، فلن ينتج إلا مثيله، ولن ينقذنا إلا الجرأة على تغيير نهج اختبرنا سوءه ودفعنا ثمن فشله، ولن تنتشلنا لا الفيدرالية ولا الأحزاب الطائفية”.
اضاف: “اللبنانيون لن يبنوا لأنفسهم وطنا إن لم يتعلموا من التاريخ، وهذا ما فعلناه يوم كان الخيار أشبه بالإعجاز، فارتضينا لأنفسنا الإعجاز عن قناعة عوضا عن ركوب الموجة عن مصلحة، وحملنا العلمانية وسط اسم حزبنا، ليس للضرورة الأدبية الشعرية أو الشعارية، بل عقيدة راسخة بأن لا قيامة لهذا الوطن إلا بكل أبنائه، وعلى كل شبر من أرضه، أردنا أن ننتمي إلى لبنان الـ10452كلم2، لا إلى قطعة أو بقعة أو رقعة مهما بلغ حجمها أو مواردها”.
وتابع: “لعل هذا الفكر الذي نتبناه، لا بل ننادي به، بل نعمل على ترسيخه، يتطلب وعيا وقناعة لدى الكل، وقد يستغرق وقتا طويلا للتحقيق، غير أنه علينا اليوم قبل الغد أن ننزع الميل الطائفي من نفوسنا وسلوكياتنا وخياراتنا، علنا نصوب المسار الذي كان قائما، ونعطي الأمل للأجيال الآتية بأن يفخروا بانتمائهم لوطن، حيث قيمة المواطن – الإنسان وحقوقه هي الرابط بينه وبين مؤسسات الدولة ومواقعها وليس صليبه أو قرآنه”.

اضف رد

إضغط هنا

أحدث المقالات