محطات نيوز – صدم وزير التربية والتعليم العالي الدكتور طارق المجذوب، الكثير من المشاركين من أهل الإختصاص وغيرهم، في مؤتمره الصحفي الذي عقده في وزارة التربية، معلناً خطة العودة الآمنة إلى التعليم الحضوري والمدمج في لبنان، بتاريخ الخميس الماضي الواقع فيه 15/04/2021 ولقد اعتاد معاليه، على اتخاذ القرارات المناسبة التي ترعى مصالحه!.
ومنهم للأسف، بعض الذين أصرّ على استشارتهم، ولم يتوانوا لحظةً واحدةً في التعبير عن رفضهم لهذه الخطة، واعتبار أنهم أنجزوا كل ما عليهم، من تعليم “إبداعي” مع الأهالي عن بعد، وهم الذين دأبوا على التأكيد في المناسبات والكلمات، والمداخلات، على الإقرار أن التعليم عن بعد لا يشكل بديلاً، ولو مقبولاً عن التعليم الحضوري، وسعوا إلى المزايدة على الوزارة والوزير دائماً، أنه تسرع في إنهاء العام الدراسي الماضي، مانحاً الإفادات للجميع، مع تأكيدهم بأنه كان يمكن إجراء الإمتحانات المدرسية حضورياً، مع الحرص الشديد على السلامة العامة فيها.
ربما ذلك غير مستغربا، لكن الغرابة الكبرى، تكمن في تصريح بعضهم في الإجتماع التشاوري للقطاع الخاص في الوزارة، بتاريخ الاثنين الواقع فيه 12/04/2021، بأن على الوزارة اجراء إمتحانات لهم خصيصاً “الذين أنهوا أعمالهم”، وأنهم غير مستعدين “أن يعاقبوا على تقصير البعض وإهمال البعض الآخر”، مطلقين معادلة أننا لسنا متشابهين في لبنان، وأنّ على الوزارة مراعاة ذلك في قراراتها وتدابيرها.
معالي الوزير، الذي ردّ حينها كمسؤولٍ حقيقيٍّ، معنيٍّ، بـ 100% من طلاب لبنان، وليس كخادمٍ لهذا القطاع المحشو بالإمكانات المالية، والمُتْخَم حتى النشوة “بالنفوذ” ممن يمثلهم من أحزاب السلطة، وشركاء الفساد فيها.
ولذلك بادروا إلى نشر منطقهم، على باقي أدواتهم من الروابط التعليمية، واتحادات لجان الأهل “الديكور غبّ الطلب” الذين يلجأون إليه عند الحاجة.
يبقى أنّ هناك صوتاً نشازاً، ليس له من تبرير أن يلحق بذيل هؤلاء، وهو المؤتمن “نظرياً” على المعلمين، أصحاب المصلحة الحقيقية في العودة الآمنة للتعليم، للحفاظ على وظائفهم أولاً، ولإكساب الطلاب ما يجب أن يكسبوه بعد عامين، من قحطٍ وجدبٍ في العملية التربوية والتعليمية.
النقيب رودولف عبود، لم يكن موفقاً أبداً في إقناع الآلاف من المعلمين، ممن يعاني نقصاً في الموارد وخوفاً على المستقبل، وهو العالم أن مصير هؤلاء، متوقف على كم الثقة المتبادلة بينهم، وبين إدارتهم التي تئنّ تحت وطأة العوز، وقلة الموارد المادية للناس، ما يشكل تهديداً وجودياً لهذا القطاع، الذي يعمل فيه أكثر من سبعين الف موظف وموظفة، والذي تشير الإحصاءات الحالية، إلى أنه يحتمل أن يغلق منه بنهاية العام أكثر من 130 مدرسة خاصة، ما يشكل 7.22% من هذا القطاع، فضلاً عن الإغلاقات الجزئية المحتملة للأقسام الثانوية، والمتوسطة لبعضها الآخر، ما سيشكل خضّة كبيرة في مجالٍ يعاني أساساً، من تداعيات كورونا التربوية فضلاً عن المادية.
إن كان من كلمةِ حقٍ تقال، فإن قرارات وزير التربية والتعليم العالي الأخيرة، هي قرارات وطنية بامتياز، تجاوز فيها الوزير نفسه، ليحاكي اهتمامات كل الوطن، وليكون كما يجب المستأمن على المواطن والطالب اللبناني، كل الطالب اللبناني، ولهذا فإننا نرسل له التهنئة، أن تحرر من عقد إتحاد المؤسسات التربوية، وأمينها العام، الذي صار يحدثنا كرئيس الجمهورية اللبنانية، منعزلاً عن الواقع، معتبراً أنه عالمه الخاص، ينسحب على كل لبنان المترامي الأطراف.
لا يا حضرة الأب بطرس عازار، أنت تمثل مع إتحادك 240.000 طالب، للقطاعين الخاص والخاص المجاني، من أصل طلاب كل لبنان في القطاعين العام والخاص، البالغ عددهم ما يزيد عن مليون ومئة ألف طالب وطالبة في التعليم ما قبل الجامعي.
فهل يعقل أن تقود الأقلية العددية الأكثرية؟! وهل يجب أن يراعيك الوزير، ويدفن لأجلك مستقبل كل اللبنانيين الباقين؟!
اتقوا الله في اللبنانيين سيادة الأب المكرم، وتذكر أنك تربوي وإنسان فِعلُك المحبة، ونهجك الرحمة فتلطف بنا، وشدّ على يدي الوزير الذي راعى عيال الله، وهذه الكثرة الكبيرة من اللبنانيين، لأن القاعدة تقول في السير: “سيروا على سير أضعفكم”.
هذا طبعاً إن كنا شعباً واحداً وقلباً واحداً ووطناً واحداً !!!
وإلا فعلى لبنان السلام!
عامر أمين أرناؤوط