الانتخابات الاميركية خيبات ام بداية ازمات – العميد الركن.. م.. بهاء حسن حلاّل

محطات نيوز-

بعد ٤ سنوات من ولاية ترامب ( الرئيس الاميركي ) يخوض الاخير معركة اعادة انتخابه فيما يخوض الحزب الديمقراطي معركة الرئاسة لانتخاب جو بايدن رئيسا للولايات المتحدة الاميركية ..
وهو الذي شغل سابقا منصب نائب الرئيس في عهد الرئيس 
اوباما..
ان الانتخابات التي ستجرى نهار الثلاثاء في 3/ 11 / 2020
تتسم بنظام فريد حيث تتم بالاقتراع العام غير المباشر في دورة واحدة فالناخبين يتوجهون الى صناديق الاقتراع وهم لا يستطيعون التصويت للرئيس مباشرة بل يقومون بالادلاء باصواتهم ل 538 ناخب منهم 435 عضوا في الكونغرس 
و100عضوا في مجلس الشيوخ 
و3 اعضاء من مقاطعة كولومبيا وهؤلاء يشكلون الهيئة الانتخابية العليا التي تنتخب رئيس الولايات المتحدة الاميركية ونائبه وحتى يفوز المرشح للرئاسة يجب ان ينال الاغلبية المطلقة في الهيئة الانتخابية اي 270 صوت او اكثر وبأحدث الاستطلاعات التي اجرتها رويترز في 27 / و 28 / تشرين الاول 2020 وقد
بين هذا الاستطلاع تقدم واضح للمرشح الديمقراطي جو بايدن بنسبة 51% مقابل 43% لترامب لكن هذه النتيجة لا تعتبر نتيجة مطمئنة للديمقراطيين لان ترامب قريب بما يكفي للحاق بغريمه بايدن وخصوصا بالولايات الحاسمة 
حيث ان السباق غير محسوم فيها ..ونذكر من الولايات : نورث كارولينا ، فلوريدا ، وأريزونا، ويُتوقع ان تحسم 10ولايات اميركية نتيجة هذه الانتخابات الرئاسية حيث تشهد 
تبدل دائم في ولاء الناخبين الجمهوريين والديمقراطيين في هذه الولايات علما ان بنسلفاتيا، ووينكنسون ، وميتشيغن ، وفلوريدا ، وايوا، وأوهايو، لعبوا دورا مهما في فوز ترامب على هيلاري كلينتون في عام 2016.
وحسب عدد من الاستطلاعات 
بامكان بايدن دفع بعض الولايات المعروفة بولائها للجمهوريين مثل كارولينا الشمالية ، واريزونا ، وتكساس ، بتغيير ولائها لتنحو نحو الحزب الديمقراطي وتثبت فوز مرشحه بايدن ..
وتتابع الاستطلاعات اذا نجح الديمقراطيون هذه المرة في الانتخابات فههم حتما سيسيطرون على اهم ادوات السلطة الفدرالية لاول مرة منذ عهد الرئيس الديمقراطي الاسبق اوباما ..
ان الاستحقاق المرتقب غدا يستحوذ على اهتمام العالم باجمعه لتأثيره الفعال والكبير سياسيا واقتصاديا وربما عسكريا على العديد من المناكق والدول في العالم وخاصة منطقة الشرق الاوسط..
هذ الانتخابات هي انتخابات مؤثرة لان نتيجتها مرتبطة بسياسة الحزب الرابح فيها 
فان فاز بايدن فنحن كما اعتقد 
سنعود الى عهد يشابه عهد اوباما مرتكزا على التسويات 
اما اذا اعيد انتخاب ترامب فاعتقد ان العالم قادم على تحديات بدأنا نرى تجلياتها منذ انتخابه لكن ذروتها تكون بمرحلة انتخابه مرة ثا نية لانه يعتقد انه اكبر من الحزب الجمهوري واكبر من اميركا ولربما اكبر من العالم ..

تحليل للوقائع

انها انتخابات مفصلية لان الرئيس الاميركي دونالد ترامب استنفر العصبيات واذكى نار العنصرية والعنصريين ووصل الى حد الاعلان انه لن يسلم الرئاسة لبايدن في حال فوزه لانه يعتبر نفسه فائزا بانتخابات او بلا انتخابات..
وقد تفاعلت الامور مما ادى الى انقسام واضح في المجتمع الاميركي مع وجود سلاح مشرع شراؤه من المواطنين الاميركيين في كل الولايات

وليس بعيدا عن التحريض :
الحادثة التي حصلت لحاكمة ولاية ميتشيغن الديمقراطية ( واقصد محاولة الخطف التي كُشفت من قبل الامن ) 
وفي عام 2016 كان انتخاب ترامب استثناء بحد ذاته حيث ان وجوده في البيت الابيض يُعتبر غير مألوف لناحية
البروتوكولات المتوارثة لكل الرؤساء الاميركيين الذين توالوا على رئاسة دولة عظمى وهي من سادت وحكمت العالم وما زالت …
ان القانون الانتخابي الاميركي الذي شرحت اعلاه كيفية تنظيميه للعلاقة الانتخابية بين الدولة العميقة والمواطنين وكيف انه يعزز الفدرالية ويعزز
الانقسام الحاصل في المجتمع الاميركي اليوم. 
لكن في المقلب الاخر تبين من خلال التدقيق في القانون الانتخابي الاميركي انه تعتريه ثغرات وثغرات.. 
تؤدي الى شرزمة القوانين الدستورية الاميركية.
وممكن ان تؤدي هذه الثغرات الى عدم استقرار سياسي خطير يؤثر على الامن العالمي .

هل هناك خطر من حرب اهلية..اميركية؟

ان الاحتجاجات والشغب الذي عم بعض الولايات الاميركية والتي حصلت بعد قتل بعض المواطنين من ذوي البشرة السمراء من قبل الشرطة الفدرالية.. 
هناك انقسام عامودي وحاد 
بين تيارات المجتمع الاميركي حول طريقة الحكم وحول السياسة الخارجية الاميركية المتوجب اتباعها مع العلم ان الدولة العميقة في اميركا قادرة على توحيد الاستراتيجيات بين مختلف المكونات ..
لكن لب الموضوع ان
ترامب يريد ضرب المؤسسات والدستور .. والقبض على كل 
القرار الدستوري والسياسي والاقتصادي بعيدا عن المؤسسات ..
والدليل : 
ان هناك جيش من المناصرين لترامب متواجدين في كل الاحياء يحملون السلاح 
وتعتمر العنصرية رؤوسهم .
وبالقرينة نتتبع ما 
قاله ترامب عن الانتخابات على انها ( اي نتائج الانتخابات ) ستأخذ وقتا طويلا لتظهر وهو يعتبر ان التزوير سيعتريها اي انه يشكك بها قبل بدء العملية الانتخابية.
ان صدور النتائج ستتأخر لان العملية هي ضخمة فأكثر من 100مليون لائحة انتخابية يلزمها وقت لا بأس به للظهور 
فالمدة مرتبطة بنظام الولايات
وقد شرحنا اعلاه ذلك. 
حيث ان الحسم في الولايات المهمة سيؤثر في من سيكون الرئيس ..
ومن المفيد القول ان الحزب الديمقراطي يدير المعركة الانتخابية بطريق مختلفة هذه المرة
فهو يعلم ان هذه المعركة تجري على ارض الحزب الجمهوري …

ماذا بعد الانتخابات ..
بايدن في الرئاسة ..
وعلى الارض عدم تقبل من انصار ترامب وتشكيك بالنتائج وهناك سوداوية وشغب على صعيد الولايات وذلك لخلق حالة عدم الاستقرار 
ولا احد يدري اين ممكن ان تذهب الامور ولكن يجب ان نعلم انها مشاكل دون مستوى الحرب الاهلية لان الدولة الامنية الاميركية قوية جدا.
واخيرا وليس اخرا ..
الفوضى في الولايات الاميركية ستحصل في حال فوز بايدن .
والشعب الاميركي حتما منقسم على نفسه وهناك مشكلة دستورية بسبب نتائج الانتخابات.
والمرجح ان الحزب الجمهوري 
سيتخلى عن دونالد ترامب في حال خسارته ومحاولاته لاثارة الشغب ..
وعلى الاغلب والاعم ان الاعتقاد السائد في اوساط المقربين من ترامب انه سيقدم في حال خسارته على انشاء حزب خاص به وسيبقى حتما مؤثرا بالحياة السياسية..
وبالنسبة للعالم سيبقى منتظرا الكاوبوي الاميركي لينتهي من مغامراته..ولا شك ان الشرق الاوسط وتحديدا العالم العربي 
سينتظر رذاذ مطر الانتخابات الاميركية التي نتمنى ان تكون برداً وسلاما..

ما قبل 3 /11 ليس كما بعده 
فلننتظر..

اضف رد

إضغط هنا

أحدث المقالات