محطات نيوز – لبنان ليس بمنأى عن النفس كما زعموا، لأن العاصفة الروسية اليكسا التي ضربت المناطق اللبنانية كافة، من دون تمييز، معارضة كانوا او موالاة. متخاصمين اومتحالفين. وتحاصروا وسط تدني درجات الحرارة إلى ما دون الصفر مع موجات صقيع.
جمعتهم الحكاية والمصيبة من لا ندري، ومن دون موانع أو ضوابط، أو حتى قواعد… لتؤكد ما من شيء يجعل للنصر معنى غير التواصل بدلاً من العداوة، ليتركوا ورائهم الشعارات والعناوين، ليعلنوا استراتيجية الترقب والانفعال ورصد كل شيء بدقة وتفصيل.
ينادون بأبواقهم عاليا طالبين اخذ الحيطة والحذر من غضبها، ليمرروا صفقاتهم بتأني دون رقابة او حساب. عجيب امر هذا الفصل بات رذاذ المطر ولباسه الابيض امر مستغرب في بلد الاربعة فصول، ليكلل بالقدرة الالهية كل لبنان..
وبما أن الانسان في أعماقه لا تحده الشروط كان الكلام واضحاً، دون تكثيف ولاغموض، وعرض للهموم، وبسط الأوجاع، لتشير احدى موظفات محلات الالبسة النسائية في شارع الحمراء فرح موسى بالقول، بأن الحركة طبيعية جدا، رغم قساوة الطقس ببرده، وهذا لم يمنع الناس من متابعة حياتهم اليومية، حيث شهدوا اقبالا جيدا من قبل الزبائن للتبضع على عكس ما كان متوقعا. اما بائع اليانصيب في الشارع المذكور محمد الامين، يقول بأن الطقس طبيعي بهذا الوقت ومازال على ماهو عليه، مؤكدا حكاية سنوات مضضت كان طقسها وهواها اقوى واصعب، وان هذه التهويلات هي فقط لالهائنا عن ما يفعلون….
وبما ان القراءة لا تقف عند طقس اومناخ، ولا توقف محبيها عن شرائها، فاستوضحنا من احد اصحاب المكتبات محمود عياد عن هذه النظرية، الذي ذكر انه كان هناك اقبال على شراء الكتب اكثر من اي يوم مضى في هذا الطقس البارد والقارس، وانه فصل يحفل ببيع اكثر من بقية الفصول، نبيع فيه الرويات والقصص وكتب التاريخ وغيرها، معتبراً انه فصل القرأة، ليبعث الدفء والحميمية في الناس. وان هذا التهويل الاعلامي كان اقوى من العاصفة وخوفه بحسب ما سمع، دفعه الى فتح ابواب مكتبته عند الظهيرة، مستغرباً الحركة الطبيعية في الشارع، مضيفاً ان هذه حركات سياسية بأبواق اعلامية، للتغطية على تقصير وفساد المسؤول ولابعادنا عن الجوهر الحقيقي للمطالب المحقة له.
اما دلال حجير العاملة في احدى المحال، اكدت على ان اليكسا في شارع الحمراء هي كما الزبائن تأتي وتذهب من دون سابق انذار او تعلمنا بذلك. فموظف مكتبة انطوان حسن الحاج علي يقول، الحركة هي هي وطبيعية في الشارع والناس تتابع حياتها مع عاصفة او بدونها، والوقت هو اسرع، والاستحقاقات والمطالبات، تلزمنا بذلك (وعم يعملو من الحبة قبة).
اما بلال قبلان يقول عن اليكسا، بانها لم تؤثر على الجو العام كما كان متوقعا، وعادية بالرغم من بردها، وهواها الشمالي، وهي لم ولن تتمكن في ان تزلزل، فهذا لبنان ولديه سوابق بكل الفصول من ازمات واوجاع.
وختاماً وانا الملم اوراق موضوعي.. نظرت الى الشتاء في لبنان، وتخيلت السابقة اولغا، فبين اليكسا واولغا والى ما بعدهم من عواصف وغيرهم من تسميات، ورغم قساوة ما مر علينا من صقيع وبرد. فلا شتاؤنا شتاء ولا صيفنا صيف. لكنما هي عواصف وازمات من خلال اصحاب النفوس الضعيفة الذين باعوا ضمائرهم واضاعوا الامانات بأيديهم الانتهازية. تمويهاً للحقائق ومسايرة لغموض مصطنع، في عصر يفتقر إلى الواقعية، والثوابت والرؤية الواضحة…