الأمم المتحدة تدين بـ”قوة” قصف مجلس العزاء بصنعاء وتطالب بإجراء تحقيق “فوري”

محطات نيوز – أدانت الأمم المتحدة، اليوم الأحد، قصفًا جويًا تعرض له مجلس عزاء كان يحضره مسؤولون كبار موالون لجماعة “أنصار الله” (الحوثي) في العاصمة اليمنية صنعاء، أمس، مخلفًا عشرات القتلى ومئات الجرحى، بينما أشارمسؤول أممي إلى “مقتل أكثر من 140 شخصا جراء القصف”.

جاءت هذه الإدانة في بيان أصدره ستيفن أوبراين، وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشئون الإنسانية ومنسق الإغاثة الطارئة، فجر اليوم، وصل محطات نيوز نسخة منه، قال فيه إن “الأمم تدين بقوة وبشكل قاطع ولا لبس فيه القصف الجوي الذي تعرض له مجلس العزاء، ما أدي إلى مقتل مدنيين بينما كان المجلس يعج بآلاف المشيعين”

وقال المسؤول الأممي في بيانه “إنني مرعوب للغاية وفي شدة الانزعاج من أنباء مقتل مدنيين حيث تشير التقارير الأولية إلى مقتل أكثر من 140 شخصا وجرح 500 آخرين نتيجة لذلك الهجوم الفاضح وإنني أقدم خالص التعازي ومواساتي لعائلات الضحايا والمصابين”.

ودعا إلى “إجراء تحقيق سريع وشفاف ونزيه في هذا الحادث لضمان المساءلة”، مطالبًا “كافة الأطراف بحماية المدنيين ووقف استخدام الأسلحة المتفجرة أو القيام بعمليات قصف جوي في أماكن مأهولة بالسكان المدنيين”.

وأردف قائلا “هذا الهجوم الرهيب والشنيع يمثل تجاهلا تاما للحياة البشرية، ويسلط الضوء مرة أخرى على المخاطر الكبرى التي يواجهها المدنيون عندما يتم استخدام الأسلحة المتفجرة في المناطق الحضرية”.

وتابع في ذات السياق إن “القانون الإنساني الدولي واضح جدا في هذا الصدد: يجب على الأطراف المتحاربة حماية المدنيين والتمييز بين الأهداف العسكرية والمدنية”.

وأضاف “أحث جميع الأطراف على وقف العنف، والعودة إلى المفاوضات السياسية ووضع حد لهذا الصراع المدمر مرة واحدة وإلى الأبد”.

من جهته أدان جيمي ماكغولدريك، منسق الشؤون الإنسانية في اليمن، القصف وقال في بيان أصدره وأطلعت عليه الأناضول “نيابة عن الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية نحن ندين بشكل قاطع الهجوم المروع الذي وقع في صنعاء أمس ونذكّر أطراف النزاع مسؤوليتهم بموجب القانون الإنساني الدولي، عن حماية المدنيين والبنى التحتية المدنية وندعو إلي إجراء تحقيق فوري في هذا الحادث”.

وشدد علي ضرورة أن “يمارس المجتمع الدولي الضغط والتأثير على جميع أطراف النزاع لضمان حماية المدنيين”.

وكان مصدر طبي موال للحوثين أعلن أمس، ارتفاع حصيلة ضحايا القصف إلى 90 قتيلاً و566 جريحاً.

ونقلت وكالة “سبأ” الخاضعة لسيطرة الحوثيين، على لسان الدكتور غازي إسماعيل، المكلف من قبل الجماعة للقيام بمهام وزير الصحة، في وقت متأخر من مساء السبت، قوله إن مستشفيات العاصمة، “استقبلت 90 قتيلاً و566 جريحاً إثر قصف مجلس العزاء، معظمهم إصاباتهم خطيرة”.

وأشار المسؤول الصحي إلى أن الوزارة استدعت جميع أطباء الجراحة العامة والأوعية الدموية وأطباء المخ والأعصاب والعظام للتوجه إلى مستشفيات أمانة العاصمة لمساعدة طواقمها في تقديم الخدمات الطبية والعلاجية للمصابين.

وكانت حصيلة سابقة لمصادر طبية وحوثية تحدثت عن مقتل وإصابة أكثر من 450 شخصاً في قصف جوي استهدف مجلس عزاء لوالد وزير الداخلية جلال الرويشان، والذي قال شهود عيان إنه تعرض للإصابة، لم تُعرف طبيعتها على الفور.

ومن بين القتلى عمدة مدينة صنعاء عبد القادر هلال الموالي للحوثيين، فيما أصيب وزير الدفاع اللواء حسين خيران إلى جانب قيادات أمنية وعسكرية موالية للحوثيين، بحسب أحاديث سابقة لشهود ومصادر طبية وإعلامية.

وفيما اتهم الحوثيون التحالف العربي الذي تقوده السعودية بشن هذه الهجمات، رد الأخير بالنفي قائلاً إنه لم ينفذ أية عمليات جوية في موقع الحادث ملمحا إلى أسباب أخرى وراء ما أسماه “التفجير”.

ومنذ 26 مارس/ آذار 2015، يشن التحالف العربي بقيادة السعودية عمليات عسكرية في اليمن ضد “الحوثيين”، وذلك استجابة لطلب الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، بالتدخل عسكرياً لـ”حماية اليمن وشعبه من عدوان المليشيات الحوثية”، في محاولة لمنع سيطرة الحوثيين وقوات الرئيس السابق علي عبدالله صالح على كامل اليمن، بعد سيطرتهم على العاصمة.

ويشهد اليمن حربًا منذ قرابة عامين بين القوات الموالية للحكومة اليمنية من جهة، ومسلحي الحوثي وقوات الرئيس السابق، علي عبد الله صالح من جهة أخرى، مخلفة أوضاعاً إنسانية صعبة، فيما تشير التقديرات إلى أن 21 مليون يمني (80% من السكان) بحاجة إلى مساعدات، وأسفر النزاع عن مقتل 6 آلاف و600 شخص، وإصابة نحو 35 ألف، وفقا لمنظمة الصحة العالمية.

وتصاعدت المعارك في معظم الجبهات في البلاد، منذ 6 أغسطس/آب الماضي، بالتزامن مع تعليق مشاورات السلام التي أقيمت في الكويت، بين الحكومة، من جهة، والحوثيين وحزب المؤتمر الشعبي العام (جناح صالح)، من جهة أخرى، بعد استمرارها لأكثر من ثلاثة أشهر، دون اختراق جدار الأزمة، وإيقاف النزاع المتصاعد في البلاد منذ العام الماضي.

اضف رد

إضغط هنا

أحدث المقالات