باسيل بعد اجتماع التكتل: سنتصدى لكل من يحاول تخريب الوفاق وتعطيل الشراكة بكل ما اوتينا من قوة حتى الشهادة

محطات نيوز _ عقد تكتل “التغيير والإصلاح” اجتماعه الأسبوعي برئاسة النائب العماد ميشال عون.

وبعد الإجتماع، قال رئيس “التيار الوطني الحر” الوزير جبران باسيل: “تأكد لنا في الامم المتحدة ومجموعة دعم سوريا أن موضوع النازحين خاضع دوليا لمقاربة تقوم على ابقاء النازحين حيث هم وتوفير الظروف لاندماجهم، وصولا إلى تجنيسهم، بينما مقاربتنا هي توفير الظروف اللازمة لعودة السوريين الفورية والتدريجية الى سوريا، وهذا حق مقدس للشعب السوري تنص عليه كل الشرائع الدولية، وأي عمل مناقض هو انسلاخ للشعب السوري عن ارضه وخسارة سوريا لشعبها وتنوعها وميزتها التعددية”.

أضاف: “على هذا الأساس، طالبنا بورقة وسياسة حكومية قائمة على تشجيع السوريين على العودة ومساعدة اللبنانيين على تحمل عبء استقبال النازحين. وفي هذا السياق، كنا نطالب بتطبيق قاعدة “واحد لواحد”، أي أن يكون ما يأتي من مساعدات للسوريين يوزايه مساعدات للبنانيين، وأن تعطي المنظمات التي تشتري منتوجات للنازحين الأولوية للمنتوجات اللبنانية. وفي هذا السياق، أتى موضوع التفاح اللبناني ليوزع على النازحين، لكن الامر تحول وفق البعض الى مطالبة عنصرية بالزام السوريين بأكل التفاح اللبناني، حتى أنه أتانا رد من إحدى المنظمات بأنها تشتري 200 طن من التفاح حتى آخر السنة، أي إعطاء تفاحة صغيرة لكل نازح بينما انتاج التفاح عندنا هو 156000 طن، وهذا الامر يتطلب من الحكومة واللجان النيابية المختصة اتخاذ تعليمات ادارية بسيطة تلزم المعنيين، كما تفعل تركيا والاردن، بأخذ موضوع الانتاج اللبناني في الاعتبار، وأن يعطى الاولوية”.

وتابع: “العنصرية بمفهومها العلمي هي ممارسة التمييز بين انسان وانسان آخر ضمن وطن واحد واطار قانوني واحد على اساس عرقي ديني طائفي مذهبي اتني عرقي. وهنا، التمييز هو بمعناه الاحتقاري الالغائي الذي يضع مواطنا فوق الآخر أو ادنى منه وينبذ ويرذل ويحذف فئة ثانية ويمس بحقوق مجموعة أو مواطن، فالمسألة اذا مسألة حقوق، غير ان الامر الذي نحن في صدده مختلف، فنحن نتحدث بين مواطن واجنبي، وهنا التمييز واجب على الحاكم والمسؤول والقوانين في كل الدول، ومنها لبنان تعطي الأفضلية للمواطنين على الأجانب بحقوقهم في داخل البلد ولا علاقة للموضوع بأي تمييز بين المواطنين”.

وأردف: “في قانون الجنسية لدينا، ونحن كنا بجولة في ولايات اميركية عدة، نشعر بمطالبات من امرأة لبنانية متزوجة من أجنبي بإعطاء الجنسية لأولادها، ولم نكن يوما ضد هذا الأمر، ولكن نحن ضد التجنيس الجماعي للنازحين أو اللاجئين، وهذا ما نرفضه حفاظا على الكيان والهوية. وهنا، يتلاقى موضوع النازحين مع المطالبات الكثيرة التي نقوم بها لتسجيل الولادات بعدما صار اقرار بأن عدد ولادات الأطفال السوريين تجاوز اللبنانيين، ويجب تسجيل الجميع في سجل الاجانب في وزارة الداخلية، وتتبلغ بهم السفارة السورية أو الخارجية السورية في دمشق عبر سفارتنا حتى لا يعودوا مكتومي الهوية، وهذه مشكلة كبيرة لاحقا حيث يمكن للسلطات السورية ان ترفض استقبالهم”.

وقال: “لا تزال الحكومة اللبنانية تتقاعس، وهذا الامر لا يحتاج إلى قرار، فما نطالب به هو تطبيق القوانين، ومنها قانون العمل اللبناني الذي يقول إن مجالات عمل الأجنبي محددة لمنع المنافسة غير المشروعة، وهذا ليس تمييزا، بل تطبيقا للقانون اللبناني. وهنا، نخلط الامور بهدف الاستهداف السياسي، حيث أن مطالبتنا بالميثاقية تعطى المنحى العنصري، بينما نحن نطالب بالمساواة”.

واشار الى ان “الميثاقية عقد وطني تأسيسي وتكويني، وهي اعلى من عقد اجتماعي اتفق فيه اللبنانيون مسلمين ومسيحيين على العيش معا على قاعدة المشاركة بالتساوي ليقدموا لأنفسهم وطنا نهائيا لكل ابنائه وللعالم نموذجا للعيش الواحد والتنوع في الأديان والحضارات، وهذا ما جعل العماد عون يقول عن لبنان إنه اكثر من وطن بل فكرة، والبابا يوحنا بولس الثاني الى اعتبار لبنان اكثر من وطن فهو رسالة”.

وتابع: “الميثاقية اعطت لبنان ميزته، وهي مفهوم وطني لبناني غير طائفي للمسلمين والمسيحيين، والدفاع عن الميثاقية دفاع عن جميع اللبنانيين، ولا نقبل بالمساس بهم ولا بحقوقهم ولا بوجودهم، ونحن خط الدفاع الاول ميثاقيا عن كل لبناني يستهدف من الخارج او الداخل، من اسرائيل او الارهاب، من دولة بعيدة او قريبة، وهذا المفهوم للعيش معا والحياة الواحدة فيه كرامة وحرية مجتمعنا المتنوع، وخصوصا اذا كنا بموقع المسؤولية اي الحكم، فهذا يزيد من مسؤولياتنا وواجباتنا في الدفاع عن بعضنا ووطننا الى حد الاستشهاد من أجل الآخرين”.

ولفت الى ان “الاستشهاد بهذا المعنى ممارسة وطنية نقوم بها في عملنا السياسي والنضالي في كرسي المسؤولية او الشارع او على الحدود، وفي مواجهة الاحتلال او الوصاية او الالغاء والفساد وتقويض الدولة”.

وختم باسيل: “نطمئن كل من يريد هذا الوطن موطنا للشراكة الوطنية والميثاقية وبناء الدولة إلى أننا كنا وسنكون مدافعين عنه كدفاعنا عن انفسنا، وننبه كل من يسعى الى تخريب البلد بتخريب الوفاق فيه، الوفاق الذي نشهد محاولات لإحقاقه، ونقول لكل من يحاول تخريب الوفاق وتعطيل الشراكة إننا سنتصدى له بكل ما اوتينا من قوة حتى الشهادة”.

اضف رد

إضغط هنا

أحدث المقالات