رادار نيوز – اختتم البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي، اليوم الأول من زيارته الرعوية لبلدات عاليه، بترؤس قداس احتفالي في كنيسة مار مخايل – رمحالا، في حضور وزراء ونواب وممثلين عن الأحزاب والتيارات السياسية ورؤساء بلديات ورؤساء اتحاد بلديات ومخاتير وفاعليات من المجتمع المدني والعسكري، إضافة إلى حشد من المؤمنين ولفيف من رجال الدين.
وبعد قراءة نص الإنجيل، ألقى الراعي عظة جاء فيها: “هو الرب يوزع علينا مواهبه واحدا واحدا، منها المواهب الطبيعية التي تولد معنا من روحية وفكرية، يقتضي أن نثمنها لتعطي ثمارا. يوزع الله علينا مواهبه الخارجية فكل ما يقع بين أيدينا من مقدرات ومسؤوليات هي من مواهبه. وهذا المثل في الانجيل يعني أن هذه المواهب ليست متساوية، والمهم أن يعطي كل واحد ضعف ما استلم، نحن في كنيسة مار مخايل الذي احتفلنا بعيده منذ أسبوع، ومخائيل يعني من مثل الله؟ فهو عندما تمرد عدد من الملائكة وأساءوا استعمال الموهبة التي أعطيت لهم أخطأوا وطردوا، ولكن مخائيل توقف وقال: من مثل الله؟ هكذا نحن، بما أعطانا الله من مواهب، ربما نتمرد عليه، كأننا أصبحنا مكانه، نلتمس نعمة المسؤولية في ما وضع الله بين يدي كل واحد منا. ونقدم هذه الذبيحة للشكر على هذا اليوم المبارك في هذه المنطقة. كما نشكر كل من التقيناهم في كل المحطات، وهنا الشكر لله عليكم جميعا، ولكل هذا الفرح الذي عشناه، ونأمل أن تكملوا بناء كنيستكم”.
أضاف: “نحن نعيش وندرك أن الله يوزع علينا عطاياه لكي نستثمرها، ولكي نؤدي له حسابا علينا، لا يستطيع أحد أن يقول إنه يملك شيئا لنفسه، نحن بالنسبة إلى الله وكلاء، اختارنا لمهمة خاصة. وهنا، لا بد أن نعرف بكلمة عبد، أي عابد، أي محب لله، وزناتنا علينا أن نردها أضعافا، أتكلم عن المسؤوليات المدنية والسياسية والروحية، لا يمكننا أن نسيء استعمالها”.
وتابع: “إن معاناتنا اليوم هي في أن معظم الذين تولوا مسؤوليات سياسية يسيئون استعمالها، واليوم نرى أن ما ينتج من تظاهرات واعتصامات هو نتيجة استعمال المسؤوليات السياسية بطريقة خاطئة، فبدل التفاني في خدمة الخير العام، يقومون بما يقومون به. إن السياسة عمل شريف للخدمة العامة، فلا يجب إساءة استعمالها، حتى نحن في خدمتنا الروحية كبطاركة وأساقفة وكهنة لا يمكن أن نسيء استعمال ما أعطي إلينا، من مثل الله؟ لذلك، ينبغي أن نسأله في كل صباح أن يعطينا نعمة كي نعيش مسؤوليتنا في العائلة والمجتمع والدولة، خدمة وحبا له”.
وختم: “في الكنيسة رفع قديسون كانوا رؤساء حكومات ونوابا ووزراء لأنهم أدركوا أن مسؤولياتهم هي وسيلة للقداسة. نحن نصلي من أجل كل المسؤولين في هذا البلد، ونسأل الله بكل محبة وإخلاص أن يقف كل واحد منهم ومنا أمام الله ويكون سيد رأيه ومسؤولا. وهنا، لا بد أن أشير إلى أن رأس الأزمات هو فراغ سدة الرئاسة التي نعيش بسببها كل مآسينا. نعم من كل قلبي أقول لنصلي من أجل المسؤولين السياسيين لكي يتحملوا مسؤولياتهم، نحن نأتي مرة لا مرتين إلى هذه الحياة، فلنكن أبناء صانعي هذا التاريخ”.