محطات نيوز – كتب عماد جانبيه
إذا كان من القول انه من الصعوبة بمكان تعريف من هو معروف… أو ان تصف بكلمات محددة من هو ذائع الشمائل والخصال، فالأمر يختلف كثيراً مع المخرج السوري سامر البرقاوي الذي نكتب عنه هنا… ذلك العلم الذي برأسه نار… الغني عن التعريف والذي تتحدث عنه صفاته وخصاله المنفردة بين أعلام الفكر والكتابة والاخراج…
لا يهوى البرقاوي الأضواء. لأنه يحبّ أن يقيّم الناس عمله، لا تفاصيل حياته. ويؤمن بأنّ المخرج هو رب العمل، أي أنه مسؤول عن نجاحه أو فشله، فالمشروع يجب أن ينسب إلى المخرج قبل الخوض في التفاصيل الأخرى للعمل. يقول إنّه في تجربة كلّ مخرج هناك معلّم، وليس من الضروري أن نقلّده، ومن بين المعلّمين هيثم حقي، وكانت له تجربة مع حاتم علي، وشراكة فنية مع الليث حجو، وكذلك يسري نصر الله، وقد أثروا جميعاً تجربته. ولكن يبقى لحقّي الفضل الكبير في تعليم الإخراج لأن سوريا فقدت الأكاديمية التي تعلّم الإخراج، وبحث عن تعويض لهذه الأكاديمية، ووجد كل الإجابات لدى شيخ المخرجين الذي وضع الإخراج على السكة الصحيحة.
ارتقى البرقاوي سلّم المجد من خلال تدخله في تفاصيل ومضمون عمله، لنذهب معه برحلاته الشاقة والممتعة بمسلسل تشيللو، الدرامي بمثلّثه الإبداعي الإجتماعي والعاطفي الذي تم تصويره بين شتورة وجبيل ووسط بيروت والجميزة، مع الممثل السوري تيم حسن والممثلين اللبنانيين نادين نسيب نجيم ويوسف الخال. وفي الكلام عن مسلسل تشيللو نرى أن الحب هو المحور بين نادين نسيب نجيم ياسمين ويوسف الخال آدم، والامتحان هو الأساس بعد دخول تيم حسن ( تيمور) إلى حياتهما بمعزل عن الضواغط والموانع مهما كان شكلها أو مضمونها. الفوارق ظاهرة بين مسار الأمور واستيعاب فهمها. فكل مرة تتجه فيها نحو التعقيد
تحوي جعبة البرقاوي مع شركة الصبّاح عدّة مشاريع، معدّة للتنفيذ، بينها عمل جديد بعنوان (سوليدير)، اختيرت الممثلة السوريّة سلافة معمار لأداء بطولته، ويحكي عن صبايا يعشقن العيش في بيروت، ويجري حالياً التحضير له والاتفاق مع باقي الأبطال.
كما يدرس حالياً مشروع فيلم روائي طويل من تأليف السيناريست نجيب نصير. للبرقاوي عدّة تجارب سينمائيّة، أبرزها عمله كمساعد مخرج بجانب السينمائي المصري يسري نصرلله في فيلم (باب الشمس) (2004) يروي البرقاوي والد (لعبة الموت) و (لو) و (تشيللو) أنّه قدّم في الماضي عملاً يفخر به، أيضاً من تأليفه وإخراجه، بعنوان (بعد السقوط) (2010). يروي العمل ما يحصل خلال فترة إنقاذ مجموعة من الناس بعد سقوط مبنى. يعتبر العمل حالة خاصة في الدراما السورية، و قدّم تجربة في كل ما للكلمة من معنى على صعيد الصورة والسيناريو. كما شارك البرقاوي في (بقعة ضوء9، ومسلسل (فوق السقف) الذي تم إيقاف عرضه. أما عن الدراما السورية يشبّهها البرقاوي حالياً بما يحصل في البلاد. وأن هناك مصاب كبير ينعكس على صناعتها، إذ إنّ أحد أهم أسباب نجاح الدراما السورية هو أنها تعكس واقعها. الدراما تبحث اليوم عن مكان للتصوير، كما أنّها تعاني فرز المواقف والتخوين. باتت هناك حساسية وضبابية في المواضيع، والعوائق كبيرة أمام تقديم دراما سورية سبق أن أحبها الناس، وصنّاع الدراما من كتّاب ومخرجين وممثلين وتقنيين في حالة انتظار لينجلي شيء ما، ليحكى عن الأمور بوضوح. ويشير الى أن هناك همّ مشترك، والغايات نبيلة لإعادة، والدراما السورية التي تتعرّض لامتحان كبير قد قطعت أشواطاً مهمة منذ ولادتها، ولا شك أن مكانتها ودورها على المستوى العربي معزز، وسبق أن تخطّت صعاباً كبيرة، ولدى البرقاوي ملء الثقة والأمل بأنها ستجتاز الامتحان.
ان ماذكرناه عن المخرج سامر البرقاوي الذي جمع عدداً كبيراً من ممثلي الوطن العربي وربط بينهم جميعاً روابط المحبة والاحترام والألفة التي تدفع على العمل في وحدة وحيوية وإخلاص؛ وهذا سر نجاحه في أداء عمله وحمل الأمانة بكل صدق وثقة وطموح، ما الزمنا ان نشعرمعه بقلبه الدافىء وفكره الواعي العميق، ليقرأ المتلقي ما كتبنا عنه بقلبه وعقله، ويشكره على عطائه الثري لأنه أتاح لنا الفرصة للإستمتاع بما أعطى وأبدع…
أما عن تيم حسن، لا أعرف من أين أبدأ الحديث عن شخصيته المتعددة الأبعاد، المحترف في نشر عطره وممارسة دوره في مسلسل تشيللو، فأبدع في نقل صورة الشخصية التي لعبها وألزمنا برونقها وبهائها، فأحبه الناس في قوة شخصيته وثقته بنفسه ورجولته في الأداء فسحر وأذهل، حيث دخل القلوب دون استئذان…
وختاماً الشكر الكبير لصاحب الشعبية الكبيرة من المشاهدين، تلفزيون المستقبل في لبنان والمتاح للجميع في اي مكان في العالم، اولاً لعرضه المسلسل تشيللو، وثانياً لإمتلاكه أكبر وأبرز المسلسلات والبرامج التي لا يمكن لأحد ان يفقدها من الذاكرة…

الصحافي عماد جانبيه ومخرج مسلسل تشيللو سامر البرقاوي